الموضوع: [ بين الأقوآس ].
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-05-2009, 06:21 PM   رقم المشاركة : 6
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر


أنتِ أدِيبَة والحَق يُقَال وليسَت مُجَرَّد كَاتِبَة أو مَسؤلَة ..

تَملأ صَفحَات المنتدَى بأحبَار كيفما إتَّفَق ..

ويا لهذا الإنسَان كيف يظلُ يكابر ويكابر وإلى متى ..

يسير في هذا الخط الذي كثيراً ما يفقده أشياء كثيرة

إن لم يكن يتعبه ..

أو يوجد له مشاكل من هنا وهناك لا حصر لها ..

ولا قِبل له بها؟

تُرى هل المُكابرة جُزء أسَاسِي في الإنسَان؟

فيكِ أنتِ يا من لا تريدِي ان ترِي نفسكِ ضعيفَة ..

بينما الآخرون أقوياء؟

هل المكابرة عادة استحكمت فينا لدرجة لم نعد معها ..

قادرين على التخلُّص منها؟

أم هل ترِيها شعوراً بالرِّضا النَّفسي ونوعاً من العلاج

الذي مَافَتَأ يشعرنا بثقتنا بأنفسنا ..

ويدفعنا إلى أن نواصل عطاءاتنا على نحو أفضل؟

المشكلة أننا احياناً بل كثيراً نعرف أننا نكابر ..

وإننا غير دقيقين فيما نقوله ..

أو فيما نسلكه .. وبالذات في مشاعرنا الاّ اننا ..

وفي لحظات أو أوقات معينة نصدِّق أنفسنا ..

ونتعامل مع هذا الإحساس أو ذاك الشعور ..

على أنه حقيقة؟

وهذا يترتَّب عليه طبعاً أمور كثيرة ومتعبة ليس لنا فَحَسْب

بل حتَّى لغيرنا مِمَن هُم حولنا مِمَن يتعاملون معنا ..

ولنأخذ مثالاً بسيطاً جداً وهو ( الحُب ) ..

وهَذَا أسَاس موضُوعنَا في هذهِ الأمسِيَة الحِلوَة جِداً ..

ذلك ( الحُب ) بل تلك المشاعر التي حينما تتمكن منَّا

فلا يمكننا ان ننكرها أو حتى أن نتظاهر بأنها شيء

عادي لا يعنينا ..

لأن زمن المكابرة قد إنتهَى .. قد ولَّى إلى غير رجعة

والكل سوف يرفضه .. بداية من تعابير وجهكِ ..

إلى جميع تصرفاتكِ في كل مواقف تتعرضِي لها؟

فأنتِ أحياناً وَالحَدِيث لَكِ أختُنَا ( العُتَيبِيَّة ) دُونَ سِوَاكِ

حينما تحبِّي بصِدق شَخصاً مَا ..

وتشعُرِي من دَوَاخلكِ بأنه أضحَى كل شيء ..

بالنسبة لكِ وإنكِ لم تعودِي قادِرَة على الإستغناء عنه

ولا عن رؤيته أو سماع صوته .. وحتى الإطمئنان عليه

ولو من بعيد ..

حينما تشعرِي بذلك كلّه ربَّما أكثر حينما تشعري أيضاً

بأن هذا الإنسان أضحَى يشكِّل لكِ مصدر تعب نفسي

لكونه أمَّا يضايقكِ بشكل غير مقصود ..

أو لشعوركِ الدَّاخلي إنكِ غير قادِرَ ة على الوصول إليه

أو الحصول عليه .. أي شعور بالعجز ..

فإنكِ حينَهَا قد تقولِي لنفسكِ وماذا يعني؟

لِمَ لا أنساه .. لِمَ اتعب نفسي بسببه؟

ولأنكِ تريدِي أن تتخلصِي من هذا الشعور النفسي

المتعب .. وتلك التساؤلات الحائرة التي لا تجدِي لها

إجابات واضحة أو مقنعة على الأقل بينك وبين نفسكِ

فإنكِ تقول لنفسكِ ..

خلاص .. أنا نسيته .. لَمْ أعُد أحبه ولن أسعى إليه ..

أو أسأل عنه أو أنه لم يعُد يعني لي شيئاً؟

يعني قرارات من أجل الراحة فقط ولأنك غير صادقَة

مع نفسكِ ..

أقصُد مع مشاعركِ الحقيقية .. أقصُد بشكِل أوضَح

لأنكِ تُكابرِي نفسكِ .. فسوف لن تلتزمِي بحرف واحد

من تلك القرارات .. التي اخذتِيها في لحظة ضُعف ..

وَتَجَلِّي ؟

بل الأكثر من ذلك سوف تكتشفِي ان هذا ( الحُب )

يزداد اكثر وأكثر .. ويزداد معه الشَّوق والحَنين واللهفة

خاصة اذا كنتِ متأكدَة تماماً ان الطرف الآخر يستحق

هذا ( الحُب )..ويستحق مشاعركِ الصَّادِقَة النَّبِيلَة

لأنه بإختصار .. لا يقلُّ عنكِ في مشاعره أو احاسيسه

ولأنه لم يكذب عليكِ ..

أو يشعركِ في يوم ما بنوع من التفضّل أو المجاملة..

فإلى أين تقودكِ هذه المكابرة أو الخَجَل؟

ألستِ تظلمِ مشاعركِ حينما تحرمِيها مِمَن تُحِب؟

ألستِ تفوِّتِي عليكِ فُرصَة الإستمتاع بـ ( الحُب ) ..

والمشَاعر النَّبيلَة؟

لابد أن ندرك حَقِيقَة أن جُزءاً من ضُعفنا وجُزءاً من تخلُّفنا

وجزءاً من هواننا حتى بين الأمم المتقدمة تقنياً ..

هو تلك المكابرة وذلك الخَجَل التي نتعامل بها كشعوب

تلك المكابرة التي أفقدتنا الكثير من حقوقنا التي ما زلنا

نُطالب بها حتى اليوم دون جدوى؟

لابد أن ندرك جيداً ونعي حقيقة واحدة وهي أن البقاء ..

للأقوى وإن منطق القوة هو الذي يجعلنا نحقق ما نريد

بَل ونصبُوا إلى ما نتمنَّى تحقيقه.. ومن هذا المنطلق

لابد أن نكون أقوياء ..

ولعل أولى مراحل وصولنا لتلك القوة هي أن نعترف

بأننا ضُعفاء في كل شيء .. لابد ان نُخفِّف من حِدَّة ..

ذلك الكبرياء الذي لم يوصلنا سوى للضُّعف والتأخُّر..

هذا الكبرياء المتمثِّل في أننا افضل الناس ..

وأننا لسنا في حاجة لأحد وأننا وأننا..

كل هذا لابد نضعه خلف ظهورنا وندرك حقيقة واحدة

وهي إن أردنا أن نكون وإن أردنا ..

أن يكون لنا موطِيء قدم .. وإن أردنا أن يكون لنا كلمة

أمام الآخرين وأمام شعوب العالم بأسرِه وإن أردنا ..

أن يكون لنا تأثير واضح وقوي على من حولنا ..

والأهم من ذلك .. إن أردنا أن نَصِل لحقوقنا المسلوبة

لابد أن نكون أقوياء .. لابد أن ننزل من أبرَاجُنا العَاجيِّة

ولابد أن نتخلَّص من تلك الأنانية والشّعُور بالعظمة ..

ونعترف بأنه ما زال امامنا الكثير لنتعلمه لنصبح أقوياء ..

وليصبح لنا دور في رَسم خَرِيطَة العَالَم والتَّأثير فيه؟

إننا والحَقّ يُقَال .. شعوب عاطفية مسكينة مغلوبة ..

على امرها ..

شعوب يؤثر فيها كل شيء وتصدق كل شيء فلا بد ..

من الخروج من هذا النفق المظلم ..

الذي وجدنا انفسنا فيه..

نَعَم .. لابد من المصارحة مع النفس حتى تتجلى لنا ..

الحقيقة واضحة كالشَّمس لا يخفيها شيء ابداً!!

فلِمَ إخفاء مشاعرنا الحِلوَة الجَمِيلَة و ( التظاهر ) ..

بأننا لا نُحِب بينما نَحنُ غارقون في بحر من (الحُب)؟

لِمَ إخفاء الصِّدق وهو أعز وأنظف وأشرف ما نملك ..

وغيرنا لِمَ فِي حَاجَة إلَيه؟

نكابر وندّعي أننا نملك كل شيء ونحن لا نملك شيئاً؟

لِمَ نخجل بالإعتراف بما نُرِيد ..

ومن أمامنا قد فتح لنا قلبه وذراعيه لِنَقُل مَا نُريد؟

لِمَ نُكَابر ونقول أننا حققنا كل شيء ولسنا بحاجة لشيء

بينما نحنُ بحاجة للكثير والكثير جداً الذي يُريحنا ..

ويسعدنا ويزيد من ثقتنا بأنفُسنا؟

تُرَى أهِيَ التنشئة الاجتماعية التي رُبّينا عليها هِيَ

من أوجَدَت فينا هذا الشّعور بالمكابرة ونمَّته بداخلنا

وما زالت تنمِّيه لدرجة اصبح معها ضدنا مع مرور الوقت

ولم يكن من صالحنا؟

أم هو الضُّعف نفسه من جعل المكابرة نوعاً ..

من الإسقاط والتمرُّد على الواقع ..

الذي لا نستطيع تغييره أو حتى التأثير في مَسَاره؟

ليكُن ما يكُن مِن أمْر .. فلايهمّنا هَذَا ..

ما يهمّنَا أن نعرفه ان هناك فرقاً رفيعاً بين المكابرة ..

والثقة بالنفس أفَلاتُوَافقِينِي ولو بإستِحيَاء؟

فالمُكَابَرَة .. شعُور أو إحسَاس نحنُ نوجده للتخلص ..

من شيءٍ ما لا نريده أو نرضاه كالنَّقص أو قلة الحيلة

والعجر في حين أن الثقة بالنفس حينما تكون موجودة

ومتأصِّلة فينا فلأننا فعلاً راضُون عن أنفسنا ومقتنعون

بما لدينا وبما قسمه الله لنا..

فَلَمْ تكُن المكابرة يوماً .. نوعاً من الثقة بالنَّفس ..

أو طريقاً لها..

ما نُرِيد أن نقُوله .. كابرِي ان شئتِ .. وقتما شِئتِ ..

ولكن في حدود!!

كابرِي كنوع من التغلِّي على من تُحبِّي لتشعُرِي بغلاكِ

ومحبتكِ لديه ..!

كَابرِي لتعرفِي حقيقة من حولكِ لتكسبِ مزيداً من الوقت

لتتضح لكِ الأمُور .. لكن ليس في كل وقت ..

وليس حينما تشعرِي انكِ تضحكِ على نفسكِ لأنه حينها

لا يخسَر سِوَى أنتِ وهذا ما لا نرضاه لكِ وألاّ مَاذَا؟

لأننا نريدكِ قويَّة في كل شيء .. قويَّة في قراراتكِ ..

وواثقَة مِنهَا ..

لأننا نريدكِ صادقَة في كل شيء .. في مشاعركِ ..

وفي تعاملكِ .. وفي ردود فعلكِ أيضاً !!

بَل وَلأننا نريدكِ أن تكونِ سعيدَة في كل وقت متفائِلَة ..

بكل شيء مقبِلَة على الحياة محبَّة للخير وداعِيَة إليه

ومشجِّعَة عليه.. وهَذَا مَا أجِدَه فِيكِ؟

وصدقِيني حتى الضُّعف الذي تمرِّي بهِ أحياناً ربما كان

أحد جوانب القوة لديكِ ..

فالخوف .. وعدم ( الأقدام ) على شيء معين مثلاً ..

الذي تشكِين منه .. لعلّه كان أحد الجوانب الوقائية ..

التي تجنّبكِ بعض الأضرار التي لا يعلمها إلاّ الله وحده

وحتى الخجل الذي تودِّي أن تتخلَّصِي منه ..

الا تعلمِي أنه أحد كوامِن الجَمَال فِيك؟

إنها نظرتنا الإيجابية للأشياء فَحَسْب ..

هِيَ من تُريحنا وتدخل السَّعادة إلى قلوبنا وهِيَ من

تشعُرنا بأننا لسنا أقل من غيرنا..بل هِيَ ما تشعرنا

أن لكل منَّا جمالاً ليسَ لَدَى الآخَر؟

وَحتَّى لو شعرتِ فِي ذَات يَوم بأن المُكَابَرَة جُزء منكِ

فلا بأس أن تَكُون مَعِي علَى سَبِيل المِثَال لا الحَصْر

ولن اغضب منها أو أعاتبكِ عليها حينما تقولِي بأنني

لا أريدكَ وبإمكاني الإعتِمَاد على نفسِي ..

وغير ذلك من الأمُور أتعلمِي لِمَ؟

لأنني أعرف حقيقة مشَاعِركِ .. وأعرِف تلك المَسَاحَة

الكبيرة في قلبكِ من ( الحُب ) ..

وتلك الكمية الهائلة فِي دَوَاخلكِ من المَشَاعِر الصَّادِقَة

التي تجعلني اتمسَّك بكِ .. وأحافظ عليكِ ..

الا يكفي كل ذلك لأن تكون مُكَابرتك أنتِ من نوع آخر؟

ولكنها مَعِي فَقَط .. فَلاتَنكُرِي؟

/

/

/

إنتـَــر









لم الشعور بالغربة ..

او الوحدة ..

ونحن نملك العالم بين أيدينا؟

لم الشعور بالقلق ..

والسعادة تكاد تملأ علينا حياتنا؟

يكفي ان نغمض اعيننا ..

ونترك العنان لهذا القارب ..

كي يُبحِر بنا ..

الى اي اتجاه أرَاد ..

طالما اننا مع من نريد؟

يكفي ان نغمض اعيننا ..

ونستمتع بنسمات البحر ..

ورذاذه الخفيف يلفح وجوهنا ..

ويلامس وجناتنا وخدُودِنَا ..

يكفي انه عالم من السّعادة ..

لا نُريد الخروج منه..

/

/

أبعد كل ذلك الإمتِيَاح للدلال ..

و كل تلك الأشواق لـ ( الحُب) !!

ألا يحق لنا ان نحلم بشيء منه؟

بجُزء ولو بسيط منه؟

برائحته؟

بذكرى عطرة نحتفظ بها له؟

كي نقول لأنفسنا يومًا مَا ..

بأننا حظينا بـ ( الحُب )؟

بقسط قليل منه؟

المهم ان نراه بأعيننا ..

ان نلمسه بأنفسنا ..

وأن نشعُر به من حولنا ..

أرأيتِ كم هو مَسكِين هذا الإنسَان؟

لا يطالب ..

سوى بجُزء من أقل حقوقه ..

سوى بجُزء بسيط من الدلال ..

يضفي لحياته معنى ..

وقليل من ( الحُب ) ..

يعطي لوجوده طعماً !!

وليته مع هذه القناعة في الطلب يحصُل عليه؟

اتمنى ألا تكونِي انتِ ذلك الإنسان ..

ولو لم تكُونِي كذلك ..

فأحمدِي الله سبحانه وتعالى ..

لأن هناك فئة ..

ليس بالقليلة ..

محرومة من شَيء أسمه ( حُب ) ..

حتى من اقرب الأقرباء ..

فما بالكِ بالدلال؟

وكل ما نستطيع قوله لكِ ..

ان كنتِ محرومَة من الدلال ..

فدللِي نفسكِ ..

بالطريقة المشروعة ..

التي تشعركِ بقيمتكِ ..

وتعيد اليكِ ..

الثقة في نفسكِ ..

ان كنت فاقدَة لها؟

لا تكونِي بخيلَة مع نفسكِ؟

لا تستكثرِي عليها ..

ابسط حقوقها ..

فقط لأن هناك من هو احق منكِ بها؟

اعط ِالآخرين ..

ولكن تذكَّر ان لنفسكِ عليكِ حقاً؟

وأن لم يكُن هناكَ ..

من يقدم لكِ ( الحُب ) الذي تريدِيه ..

فقدمِيه انتِ للآخرين ..

ان كنتِ قادِرَة؟

لأنكِ سوفَ تجدِيه يومًا مَا ..

فقط لا تيأسِي من رحمة الله؟

.