عرض مشاركة واحدة
قديم 12-05-2009, 06:28 AM   رقم المشاركة : 102
أريستاراخ
( ود نشِـط )
 






أريستاراخ غير متصل




قبل يومين تقريبا ً اضطررت للسفر من وسط المملكة إلى غربيّها على ظهر الطائرة ، فلم أجد – كالعادة – حجزا ً إلا في الدرجة الأولى ، استغربتُ زيادة سعر التذكرة مقدار 30% ! ، طبعا ً لا تقل لي بأن أسافر على ناس وسما ، لأن هاتين الشركتين عبارة عن ولادة متعسّرة من الشركة الأم ، هدفهما السرقة والضحك على المسافرين في هذا الوطن الجيّد جدا ً ، بعد ركوبي الطائرة اتجهت ناحية المقعد المحدد ، جلست ولم أربط حزام الأمان ، لأن ربط الحزام يؤخر ويُعطل الحركة إنْ حصل مكروه في الطائرة ! ، وقد كان بجانبي أعرابي ذو سحنة سمراء ، وقد عرفتُ أنه أعرابي من أطراف ثوبه الغامقة من شدة الوسخ ، ومن أطنان التراب التي كان يحملها شعره وشقوق جلده ، وتأكدتُ من ذلك بعد أنْ نطق أول كلمة حين قال : ( أبك ذا المضيفات فيهن زين(ن) متعدّي ، ظنك ذي معرسه ؟ ) ، طبعا ً لم أستغرب حديثه هذا ! ، وقد توقعته ! ، ذلك أنَّ من يدفع ما أمامه وخلفه وفوقه وتحته ويجعل أولاده يجوعون لأجل حيوان ( الناقة ) قد يفعل ما هو أشد من ذلك ، لقد قضيت في تلكم الرحلة أقسى ساعة ونصف في العشر سنوات الأخيرة ، فهذا الرجل أخذ يتحدّث عن هذه المضيفة وكأنها طليقته ، يصف جسدها في المخدع ، وحرارتها وحنانها ، بل تعدّى الأمر إلى أنْ يقول بأنّها ( ولّادة ) وقد استدل على ذلك من خلال ( كعب قدمها ) ، سحقا ً لهذا التفكير ؛ وبعد أنْ انتهى من الحديث عن طليقته ، عفوا ً أقصد مضيفة الطيران ، سلك بي طريق الشعر والهجيني والحنيني والطرق الصحراويّة البريّة وكل ما يمت لها ، فأخذ يسمّعني من جواله ( ردّيات ) و ( شيلات ) ، وكيف ضُرب تركي 2000 ونباهة شعّار القلطة والطردة ! ، وعن استخدامهم للجن في ذلك ! ، ولم يقطع هذا الهراء إلا مجيء المضيفة لتوزع الشاي .
وبعد فترة صمت ليست بالطويلة ، يتخللها صوت الأعرابي وهو يرتشف الشاي وكأنه خروف يشرب من جدول ، سألني الأعرابي عن امرأة كانت تجلس في الكراسي القريبة مني ، كانت امرأة وحيدة ومعها ابنها ذو الثلاثة أعوام تقريبا ً ، سألني قائلا ً : ( أبك ذي ما معها محرم ؟ ) .
فقلت له : ( يا أخ العرب ، الجواب ما تراه لا ما تسمعه ) .
فرد قائلا ً : ( ظنّك هي مطلقة ، ولا أنْ زوجها ما يريحها في الليل ) ! .
رددت بيني وبين نفسي قول لورانس العرب بطل البالتوك ( يلعن أم الحقااااارة ) ! .

وهكذا مضى الباقي من الرحلة وهذا الأعرابي يأكل في لحم هذه المسكينة ! .







التوقيع :
نسبة الدم في الكحول 2%