[إنتــَــــــر]

لا أعرِف ماهِيَ قصَّة المواضِيع ..

التِي تتحدَّث عن ( الصَّمت ) في هذهِ الآوِنَة بالذات؟

فأحياناً أقول ربَّمَا الوَقت الحالي هو وقت ( الصَّمت )

وإخراس الأفوَاه ..

وأحياناً أقول مُخَاطِباً نفسِي لاتقلق ولاتُعطِ الموضُوع

أكبر من حجمه فكل مافِي الأمر إنهَا ( صُدفَة ) ..

جَاءَت من غير مِيعَاد ..

وَقَد ( نَصمُت ) أحياناً لأننا خجلِين أو خجلون ..

إختاري الصَّح من النَّاحيَة الإملائِيَّة ..

فنحنُ عندمَا ( نَصمِت ) .. ليس لأننا عدِيمِي الحِيلَة ..

أو مَعقُودِي إللسَان .. بل ( نَصمُت ) لأنَنَا نَنتَظُر ..

من يُعطِينَا المَجَال .. من يَسمَح لَنَا بالحِوَار ..

وَهُنَا قِمَّة الذَّوق فِينَا .. وَقِمَّة الإحتِرَام لمَن حَوَلينَا

حَتَّى وإن كَانُوا أقَل شَأناً منَّا .. وَأفقَر ثَقَافَة عَنَّا !!

نَعَم نحنُ ( نَصمُت ) أحياناً ..

لأن هُنَاكَ من هُوَ أكبَر منَّا سِناً فَهَل يُعقَل أن نَأكُل

الجَو عَلَيه أن نأخذه بِشرَاع ومِيدَاف كَمَا تَقُولُون ..

فِي ( كُوَيتُكُم ) العَزِيز؟

( نَصمُت ) أحياناً خَوفاً من كلِمَة فِي غَير مَحلّهَا ..

تُسِيء لغَيرِنَا مِمَن نَكُن لَهُم كُل التَّقدِير وَالإحتِرَام ..

مِمَن أتَّخذنَا منهُم .. وَبِمَحض إرَادَتنَا مَثَلاً أعلَى لَنَا ..

مِمَن كنَّا وَلَم نَزَل منذ الأزَل نَستَفِيد ..

من كُل حَرف يقُولُونه .. وكُل كَلِمَة يَتَفَوَّهُون بهَا ..

هُم أولئِك النَّفَر الذِينَ علَّمونَا كَيف تَرقُص الأنَامِلُ ..

على بُوتَقَة ( الكيبُورد ) .. وَكَيف نَذعَن وَبإسهَاب ..

للإصغَاء لَهُم وَلِمَا يَقُولُون ..

صَحِيح إنَنَا لانَقصُد الإسَاءَة لهُم لأنَنَا وَالحَال كَذَلك

نحمِلُ فِي دَوَاخِلنَا قلُوب بَيضَاء كِمَا ( الثَّلج ) ..

وَلَكِن وهَذَا يَحدُث أحيَاناً .. وَفِي غَفلَة من أمرِنَا ..

وَفِي سَرَحَان تَام..إنَنَا نُخطِيء أو نُسِيء لِغَيرِنَا ..

دون قصد منَّا ..

وبالتَّالِي..قَد تَصِل هذهِ الإسَاءَة إلَى ( القَطِيعَة )

لاسَمَح الله .. ومَع مَن ؟

مع من كَانَ لَهُم الفَضل فِيمَا وَصَلنَا إلَيهِ من مَوَاصِيل

وأين؟

فِي مَجَالِس كَبِيرَة وَعَامِرَة بالمُثَقَّفِين فَهَل نَرضَى ..

بذلك علَى أنفُسنَا؟

فَلِذَا .. نحنُ حِينَمَا ( نَصمُت ) فَهَذَا لأنَنَا نُرِيد وَنُرِيد

أن نَكُون فِي مَأمَن مِمَن يَتَصَيَّدُون فِي المِيَاه العَكِرَة

وَمِمَن ينتظرُون زلاّتُنَا وَمِمَن لاهَمّ لهُم سِوَى ..

أن يحللوا إسَاءاتُنَا وَيُفَسّرُوهَا عَلَى إنَّهَا مقصُودَة ..

عِلماً بأنهُم أدرَى النَّاس بحُسْن نَوَايَانَا فَهَل نَسمَح

لهؤلاء المتربّصُون بالنَّيل مِنَّا؟

وَ ( نَصمُت ) أحياناً .. لأننا نُرِيد أن نفهَم المَوضُوع ..

من كُل جَنبَاتِه .. نُرِيد أن نُطِيل النَّظَر بَينَ سطُوره ..

أن نَغُوص فِي بَوَاطِنِه أن نُبحِر بَينَ شِطآنِه ..

وأن ننظُر لهُ من شَتَّى زِوَايَاه المُختَلِفَة تِلك الزَوَايَا

التِي لايَستَطِيع غَيرُنَا من مَحدُودِي العَقل وَالتَّفكِير ..

أن ينظرُوا إلَيهَا ..

( نَصمُت ) وَنَصمُت .. وَلازِلنَا نفضِّل ( الصَّمت ) ..

فَهَل فِي ( صَمتنَا ) عَيباً؟


/

/

/


إنتـَـر

حِينَمَا تَدُق الأبوَاق ..

حِينَمَا تُعَلَّق الرَّايَات ..

وَحِينَمَا تُزَيَّن البَلدَات ..

أعرِف بأنه قُرب مَجِيئُك لِي ..

/

/

وَحِينَمَا تُزِيد ..

فِي دَوَاخلِي الخَفقَات ..

وَتَسَارَع النَّبضَات ..

وَتَرتَعِدُ الأطرَاف ..

أعرِف إنه قُرب وصُولك نَحوَي ..

/

/

أمَّا حِينَمَا تَبتَسِمُ الثَّغرَات ..

حِينَمَا تَنتَفِظُ الشِّفَاة ..

وَتِعوَجُّ الأفوَاه ..

وَيُحَال الشِّتَاءُ إلَى دِفئَات ..

أعرِف حَقِيقَة لاخَيَال ..

بأنَّكَ تمثِلُ أمَامِي ..

/

/

أمَّا وهَذَا هُوَ الأهَم !!

حِينَمَا أحَلِّقُ فِي الفَضَاءَات ..

هُنَاكَ فَوق السّحَاب ..

بَينَ الرَّعُود وَالبَرقَات ..

أعرِف بأنَّ يَدِي تُلامِس يَدُك ..

وَهُنَا يَتَجَلَّى ( الصَّمت )؟

.