الموضوع: عذاب فتاة
عرض مشاركة واحدة
قديم 30-05-2003, 08:54 PM   رقم المشاركة : 3
بقايا جروح
(ود مميز)
 






بقايا جروح غير متصل

أختي أسيرة الهم

ما حصل لك يسمى في الطب النفسي اضطراب التكيف بمعنى أن الإنسان تمر به ظروف معينة لا يستطيع التكيف معها ولذلك تظهر لديه أعراض مزعجة

لا أدري ماهي الظروف التي مرت بك وبماذا تفكرين ؟؟ ربما ربطت مشكلتك بالسابقة التي ذكرتي بها وفاة أخيك

وربما أنتي تعانين من ظروف أخرى لا نعلمها لذلك أحببت أن يكون الكلام عاما لكل المشاكل

تسيطر على حياة الكثيرين اليوم سحابة قاتمة من اليأس والعذاب ويشعر طائفة منهم أن الواقع الذي يعيشونه لا مناص لهم منه ولا خلاص

كثير يشعر أن واقعه لا يمكن أن يتفق مع ما يقتنع به ويتطلع للتغيير لكنه ما يلبث أن يصل به الأمر إلى اليأس من تغيير هذا الواقع الذي يعيشه

إن تفكيرك بالعذاب وبالألم لا يدفعك للعمل ولا يحرك ساكنا ولا يثير همتك بل غاية ما يتركه من أثر عليك أن تبقين تنتظرين النهاية الأليمة

إذن حين يسيطر عليك الشعور بالعذاب وحين تغرسين الألم في نفسك من حيث تشعرين أو لا تشعرين فإنك لن تصنعي شيئا

إننا قد نتصور أن مزيد التألم على الواقع وأن ارتفاع حدة السخط والتبرم دليل على راحة لنا بإخراج مزيد من الشعور

وأن هذا ربما يكون أكثر دافعا للتغيير ... لكن هذا ينبغي أن يقف عند حد معين فإذا تجاوز ذلك وزاد فلا يمكن أن يحرك ساكنا حتى في أبسط المواقف

إن التفكير بالعذاب والشعور بالألم يئد الطموح والنجاح فحين تنشأ لديك فكرة حسنة تودين تطبيقها في حياتك .... فإن التفكير بالعذاب والألم يقف حاجزا كبيرا دون تحقيقها

شعورك بالعذاب ربما يصل بك أن تفترضي مخاطر لم تقع أصلا وتتوهمين ذلك، وتتحول الأوهام عندك إلى حقائق.... وتصبح الأحلام لامجال لها في حياتك

إن إحساسنا في أحيان كثيرة إحساس متطرف فلا نجيد إلا الفرح والسعادة المطلقة المبالغ فيها أو الألم والعذاب واليأس المبالغ فيه

لماذا لانكون متوازنين لاتتحكم فينا الظروف بل نحن نتحكم فيها .... يجب أن لاتهزنا أبدا

ونقف في وجه الأعاصير والعواصف ..... لماذا لا نتعامل مع ظروفنا التي تواجهنا بروح العزيمة والقوة؟

لم لا نبحث عن مواطن الثغرات في مشاكلنا التي يمكن أن إستثمرها؟

إن الظروف الهائلة الذي نواجهها اليوم مهما كان حجم قوتها لابد أن نجد فيها ثغرات لصالحنا.... ولكننا لا نبحث عن كيفية استثمارها في صاحلنا

لو كان بأيدينا لما تمنينا أن يحصل ماحصل .... لكن ليست مسؤوليتنا أن نبحث أن كيفية إعادة الزمن الى الوراء وإجتناب ماحصل سابقا

لكن ينبغي أن نفكر فيه أن نبحث عن نقاط نتسلل من خلالها ونستثمر مثل هذه الظروف لتكون منطلقا لإصلاح أوضاعنا

إن الأفراد الذين لديهم رغبة في التغيير يستثمرون واقعهم السيئ لينطلقوا من خلاله إلى الأفضل

أخيرا أعرض لك بعض النقاط ربما تستفيدين منها:

إذا كان الأرق مرضيا فيراجع الطبيب النفسي أما إذا لم تكن مرضية فإليك أسباب التخلص من الاكتئاب والحزن:-

1- الصلة بالله عز وجل والتقرب إليه وكثرة دعائه وسؤاله فهذا من أعظم أسباب السعادة

2- قلة التعلق بالدنيا قال صلى الله عليه وسلم "ومن كانت الآخرة همه جمع الله شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ".

3- مصاحبة الصالحات فإن الإنسان لابد له من صاحب

4- كثرة الاستغفار فإن من داوم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب

ويمكنك مراجعة كتاب (الوسائل المفيدة للحياة السعيدة للشيخ عبد الرحمن بن سعدي وعلاج الهموم للشيخ محمد المنجد)

أختي أتمنى لك حياة سعيدة ... وأن تنتهي معاناتك على خير