عرض مشاركة واحدة
قديم 05-04-2009, 03:38 AM   رقم المشاركة : 46
أريستاراخ
( ود نشِـط )
 






أريستاراخ غير متصل



كذبت عليكم عندما قلت لن أكذب عليكم ، فأنا عاطل باطل عن العمل وهذه كذبة أخرى أضيفها لرصيد كذبي الزاخر ، فأنا رجل أعمل في اليوم 24 ساعة ، بل وأحتاج إلى أوفر تايم في ال24 ساعة هذه لأعمل وأعمل وأعمل وأموت غرقاً في العمل بين الأوراق والأقلام الناشفة والدواليب الحديديّة وخبز التميس والمُعلبات سريعة التحضير .
لقد عملت في كل شيء قد يخطر على بالك ، عملتُ في حديقة الحيوانات بالرياض وعملت بائعاً متجولاً لمنتجات منزليّة بلاستيكيّة ، بل وصلت بي الحال إلى عقد صفقات مع عُمّال من الجنسية البنجلاديشيّة ومعاملتهم باحترام ودعوتهم للعشاء في البيت ، كذلك عملت في شركات القطاع الخاص وعملت في أسمنت اليمامة حتّى أصبت بالربو ! ، وعملت في شركة الكهرباء حتّى صعقتني الكهرباء فأردتني مجنوناً كما ترون اليوم ! ، وعملتُ كاتباً وشاهد زور ومتسبب ومعقب و .. الخ .
وهكذا أصبح العمل حياتي ، فتدنت حياتي وساءت أوضاعي النفسيّة وانخفضت درجة الفهم لدي واضطربت مشاعري مع النّاس .


وبسبب عملي في أماكن عدّة فقد تعرّفت على أنواع كثيرة من المدراء ؛ وكم هم المدراء الذين كانوا غير أكفّاء البتّة ، ضعفاء وفقراء بما يخص العمل من الناحيّة الوظيفيّة ، أو من الناحية الإداريّة ! ، وأستغرب كيف لهذا الآدمي أن يعيش مع نفسه .


ولكنني بتُّ مُعجباً بمدير إحدى الشركات الذي كان يعرف ويعترف بكفاءته الضعيفة وأُمّيته ، وقد كان يتقبّل آراء الصراصير – من فرط تواضعه - بصدر رحب بما يخص سوءه ، وكان يحمد ربه ليل نهار لأن الذين يعملون تحت إدارته أكفء منه وإلا لكانت شركته مملكة للعميان .


فهذا المدير فتّح و وجد نفسه مديراً ، لا يدري من وضعه في هذا المنصب ، هل هي الرياح الموسميّة ، أو المحسوبيّة ، أو الرشوة ، أو النفاق وسياسة ( تقبيل الأيادي والأرجل ) و ( مسح الأحذية ) ! .


وهناك مدير آخر كان يستعبدنا ، وقد حولنا إلى خدم وعبيد وذلك بطمس جهودنا والتعتيم على مساهماتنا الفعالة في الشركة بل إنه كان ينسب نجاحاتنا إليه !! ، فأخذنا فترة نفكر في كيّفية تحويل هذا المدير إلى جرو ، والإسقاط بمملكته ؛ وكان يقف في وجهنا – دوماً – طبقة الخصية والتي تشكل جداراً بشرياً لحماية المدير مقابل بعض الإغراءات البسيطة كالاستئذان ومغادرة مقرّ العمل قبل نهاية الدوام بدقائق ! .


هذا المدير أيها القارئ المغلوب على أمره بطيء الاستجابة جداً ، وكثير النسيان وبسببه سُمي الإنسان إنسان ! ، بل – والعلم عند الله – يُقال أنه عندما انطلق إلى بويضة أمه وهو حيوان منوي كان لوحده فقط ! لم يكن معه أي حيوان منوي آخر ، وجلس في الطريق 4 أيام بلياليها فمرّة يذهب للحالب ومرة للأمعاء وأخرى لمكان آخر لا أستطيع ذكره ولا أدري كيف وصله ! ، حتّى أخذته البويضة بيده وأدخلته فيها وهي تسخر من حالها وحظها ، وعن نفسي أصدق هذا الكلام العلمي ، فلو كان معه مليون حيوان منوي فنسبة وجوده في هذه الحياة صفر صفر صفر صفر أس صفر ضوئي ، بل إنه سيبكي فور خروجه ! .


وقد كان هذا المدير سليط اللسان وقذر في وقت واحد ، كان لسانه يقطر وساخة ، وكان – أي لسانه – يحتاج في كل أسبوع إلى صهريج لشفط الصرف الصحي الموجود في فمه ، وبطبيعة الحال فإن هذا الصهريج هو أحد الموظفين ! ، ففي اجتماع ما – وقد كان وقت الشفط – تحدث ببذاءة إلى موظف مديون ومُعدم ومصاب بمرض – أي أنه مخربها – فما كان قد أكمل المدير كلامه إلا وحذاء الموظف في فم المدير يبحث له عن مستقر ، ثم نهض وصفعه ، فحقق لنا هذا الموظف المُعدم مبدأ المساواة الذي كنا نفتقده وأعاد لنا كرامتنا ، فتحوّل ذلك الاجتماع إلى محاولة من المدير لفتح صفحة جديدة مع الموظفين جميعاً ! .


لكن النكبة أن هذا المدير تحول من مدير غبي إلى مدير جبان ! ، فصرنا نعاني الأمرّين بسببه ، أصبح مرتبكاً ورعديداً ومتردداً ، وفي الاجتماعات تستطيع تمييزه من رأسه المدلاة من عنقه ! ، لا يُطالب لنا بالحوافز ، ولا يدافع عن حقوقنا ، ولا يوقع الأوراق ، أصابه وسواس ورقي توقيعي ، معاملات الإجازات متراكمة في مكتبه ، ولأنه لا يوجد حبوب شجاعة أو غذّايات جرأة يمكن أن نقدمها إليه ، لذا فقد رضينا بهذا ( الحمار ) أن يرأسنا ، فأصبحت الشركة بفضل ( خوفه ) مرتعاً للنمطيّة والهمم الخائرة .


اللهم سعة من رزقك ..







التوقيع :
نسبة الدم في الكحول 2%