الموضوع: ^ الفضيلــــة ^
عرض مشاركة واحدة
قديم 24-05-2003, 09:39 AM   رقم المشاركة : 1
^ مشاعـــر ^
][ القلب الحزيـن ][
 
الصورة الرمزية ^ مشاعـــر ^
 






^ مشاعـــر ^ غير متصل

^ الفضيلــــة ^




الفضيلة !! ….
ماذا يتناهى الى فكرك عندما تسمع هذه الكلمة ؟؟
شئ طبيعي ان ترادفها بـ العفة والطهارة والنقاء لكلا الجنسين سواء ذكورا او اناثا.
بالرغم من ان المجتمعات العربية تتحيز للذكور كثيرا , وتسقط كل الاعتبارات عن سلوكيات
ابنائهم من الشباب ليس لشئ الا كونه ذكراً ورجلا وأنه معذور تماما وحر في تصرفاته , للسبب السابق الذي تم ذكره .

لذا فمن الطبيعي ان نجد شبابنا منغمسين في لذاتهم من المحرمات والرذائل لانهم يجدون الدعم الكامل واللازم من جهل المجتمع ونظريته السطحيـة. وكأنما الحساب يوم الدين سيكون مختلفا للرجال عن النساء والعياذ بالله !!!
فقد قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم "يا ايها الناس ان خلقناكم من ذكر و أنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم".
فمعيار التفاضل هنا هو التقوى , فما اسعدنا اذا انعم الرحمن علينا بتقواه في قلوبنا, وما اشقانا ويالهول بأسنا ان غابت .
وشئ طبيعي ان تؤدي مخافة الرحمن وتقواه الى تعزيز الفضيلة في نفوسنا , وهي تأتي في المقام الاول مما يزرعه أهلنا في ارواحنا من قيم فاظلة واخلاق نبيلة واصيلة , ما نفتأ نتذكرها نحن في اعمالنا وتصرفاتنا وتعاملنا مع باقي البشر.

فرواية الفضيلة للكاتب الكبير مصطفى لطفي المنفلوطي تحكي لنا ابعاد كلمة الفضيلة بطريقة جميلة سلسة , حتى انك عندما تقرؤها مرة تتمنى ان تعيد قراءتها مرات ومرات وتظل راسخة وبعمق في تفكيرك لاسابيع عديدة ولكن احسب انها ما زالت راسخة في تفكيري حتى بعد مرور ثلاث سنوات ونيف من قراءتي لها .

فكما نعرف كلنا ان طريق التقوى والصلاح اللذان يؤديان الى الفضيلة لمحفوف بالاشواك موحش مقفر. وصحيح ان قدماك قد تدمي وانت مصر على سلوكه والمضي فيه , وان شياطين الانس قد تتكالب عليك لتغريك بتغيير مسارك ناهيك عن قلة رفقائك في هذا الدرب . فما عدت تجد الصاحب المخلص في هذه الايام الا فيما ندر وقل. اذا فانت بسلوكك ذلك الطريق تأكد ان اعداءك سيكثرون يوما بعد يوم .. ولكنهم في قرارة نفسهم يغبطونك على هذه النعمة التي انعمها الخالق عليك وستكسب احترامهم وليس ودهم , وايضا سيظل راسك مرفوعا وهمتك عالية تصل عنان السماء كل ذلك لتمسكك بطريق الفضيلة .

يحدث كثيرا ان تزل قدمك او ان تترنح قليلا عن الخط المستقيم عندها ستظل تعاتب نفسك اذا كنت صاحب ضمير مستيقظ وسيكون جلدك لنفسك اقوى من سياط الجميع.

فتسعى لمناقرة نفسك وتقريعها بمناسبة وغير مناسبة حتى ان المقربين منك سيشفقون عليها منك ويقولون : حسبك .. حسبك .. وحسب نفسك ما نالت منك قبل غيرك ارحمها يا فلان … عندها ستقول بينك وبين نفسك انهم لا يعرفون مدى ما تحسه من تحقير لنفسك من جراء زلتك تلك , فانت لم تحمل بحياتك كلها نقطة سوداء فكتابك ناصع البياض حافل بالطهر والعفاف والنجاح والاستقامة , فمن الصعب جدا عليك ان تواجه نفسك بمرآة القدر بغلطتك تلك التي لامست حدود فضيلتك وعفتك وخدشتها حتى لو كان خدشا صغيرا ولا يكاد يرى , فحسبك انك تراه وحدك .

فيبقى عزاؤك الوحيد هنا اننا كلنا بشر والخطأ وارد والتجربة كانت وما زالت خير معلم لنا في هذه الحياة .
ولكن يجب علينا ان لا نجعل هذه العبارة السابقة ذكرها قشة نعلق عليها اخطاءنا.



تم تحريره على الورق
في 11/فبرايـــر/2003م



تحياتــــــــــــــــي






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة