ايها الزمن
ليتك تلقاني به لأقول له إنني احترمك ابداً
كان رجلاً لااعرف اسمه او اي شيء يخصه
الا انه كان نادلاً في مطعم
وكان يوماً مفتوحاً
ولا يتوجب عليه الا تقديم القهوة
وكانت ساعة الإفطار ....
كنت مريضه وتعبه جداً
اتثاقل في الخطى
وافتح عيني على مضض ٍ
واخترت اصناف الطعام ووضعتها على الطاولة
وانا على وضع يخنقني جهداً
جلست على الكرسي انتظر
كل مااذكره انني لمحته يرقبني
سألني ان كنت اريد ان اتناول من القهوة شيئاً
فقلت له لا شكراً
وكنت منزعجه منه
وكنت ارجو ان اقول له ان اذهب فضلاً
لكن لم يكن يحق لي ان اعنفه وهو لم يفعل خطأً
وليس ذنبه اني غاضبه فهو ليس من المعضله جزءاً
وبالطبع حتى اكتمل العدد على الطاولة
بدأت في تناول طعامي وكان الجو متوتراً
وكان يكفيني ما أنا به من جدال ومرض
فأتى النادل ليسأل ان كان هناك من يرغب في القهوة
وأشحت بوجهي عنه لانه ازعجني فعلا
فإذا به يقول اتعلمون انها لم تتناول شيئاً
كأنه يلوم ويقول كفى جدالاً ... وحملت كلماته تهذيباً
ألجم القسوة في ذروة قوتها وحنقها ..صمتاً
لربما علم بتلك القسوة التي لم تجعل
احدهم
يلحظ
اني بالرغم من جدالي لم اقلل منه قدرا
حينها ابتسمت وقلت في نفسي ظلمته حقا
كان نادلاً لكني احترمه جداً
يكفي انه كان ببساطته وبساطة عمله
الا ان مطامع الدنيا لم تعميه قلباً
كنت ارجو ان اقول له شكرا لأنك انسان نبيل
وتحمل هذا النبل دوماً