الموضوع: اللســـــان
عرض مشاركة واحدة
قديم 15-05-2003, 02:02 PM   رقم المشاركة : 1
نفس الشا طر
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية نفس الشا طر
 





نفس الشا طر غير متصل

اللســـــان

اللســـــان



ان الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل
فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمداً عبده و رسوله

أما بعد:

إن الكلام ترجمان يعبر عن مستودعات الضمائر، ويخبر عن مكنونات السرائر، لا ترد بوادره ولا يقدر على شوارده، فحق للعاقل أن يحترز منه، بالإمساك عنه، أو الإقلال منه .

هذا الكلام له آلة وهي اللسان، وهذا اللسان نعمة من نعم الله عز وجل، فنعم الله على عباده كثيرة لا تحصى ولكن كما قال جل وعلا: [وقليل من عبادي الشكور]. فبدلالة المفهوم كما يقول علماء الأصول أن أكثر الناس لا يشكرون الله على نعمه.

من هذه النعم التي لم نشكر الله عليها، نعمة اللسان ووجه ذلك أن أكثر الناس صرفوا هذا اللسان فيما لا يرضي الرحمن جلا وعلا.

نص العلماء على أن أكثر الجوارح اقترافا للذنوب اللسان, ولذلك قال أئمتنا رحمهم الله في حقه، جرمه صغير لكن جرمه كبير، جرمه بكسر الجيم، أي حجمه، لكن جمره برفع الجيم خطورته كبيرة، فاللسان أيسر الحركات، لكن هي أضرها على العبد، كما قال ابن القيم في الجواب الكافي.

ومن اجل ذلك امرنا الله تعالى عند القول، أن نقول القول السديد، وجعل ثمرة ذلك صلاح العمل ومغفرة الذنب قال جل في علاه: [ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم]. ولذلك وجب على العبد أن يحترز من الكلام، ويضع نصب عينيه هذه الآية [ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد] أي عتيد معتد حاضر يكتب كل ما ينطق به المرء، وتمة اختلاف بين أهل العلم، هل يكتب كل شئ من شر وخير وكلام مباح، أم فقط يكتب الخير والشر، كما نص على ذلك العلامة ابن تيمية رحمه الله في الفتاوي وابن القيم في الداء والدواء والذهبي في السير، وأظهر الأقوال وأصحها أن الذي يكتب كل شئ ورجح هذا العلامة ابن القيم والحافظ ابن كثير في معرض الكلام عن هذه الآية.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :[المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده] وهذا الحديث عظيم قدم فيه النبي صلى الله عليه وسلم اللسان على اليد، وفي هذا نكثة كما ذكر الحافظ في الفتح: قال: الفائدة من هذا أن اللسان، ما سلم منه أحد، لا القريب ولا البعيد، لا الحاضر ولا الغائب بل ما سلم منه حتى الرحمن جل وعلا، بخلاف اليد لا تنال إلا الحاضر القريب، ولذلك قدم اللسان على اليد في الحديث.

لقد كان السلف يتركون فضول الكلام، وهذه قاعدة عند السلف أن التوسع في المباحات يؤدي إلى الوقوع في المكروهات وهذا حتما يؤدي إلى الوقوع في المحرمات.

وقد نص ابن الجوزي رحمه الله في كتابه " تلبس إبليس" لما تكلم عن طائفة من أهل الحديث قال: طائفة من أهل الحديث يغتابون الناس ويخربون ذلك مخرج الجرح والتعديل وهذا كلام دقيق منه رحمه الله، فالجرح والتعديل له قواعده ولو ضوابطه، لانفتح الباب هكذا [سبهللا] الكل يتصدر للجرح والتعديل لا. لا بد من الحذر أخوتاه.

وقبل الختام نعرض لبعض أئمة السلف في وصفهم لحالهم مع هذه الآفة ألا وهي آفة اللسان. قال يحيى بن معاذ: القلوب كالقدور، تغلي بما فيها وألسنتها مغاريفها.

-قال الطيبي رحمه الله: اللسان ترجمان القلب وخليفته في ظاهر البدن.

-عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : والله الذي لا إله إلا هو ليس شئ على وجه الأرض بأحوج من طول سجن من لساني.

-عبد الله بن عباس رضي الله عنه: قل خيرا تغنم، أو أسكت عن سوء تسلم وإلا فستندم.

فعلى العبد أن يتقي ربه في لسانه، وأن يحفظ اللفظ والمنطق فإن الكلام كما يقول ابن القيم رحمه الله، الكلام أسيرك لكن إذا خرج من فيك صرت أنت أسيره.

وأكتفي بهذا، وأستغفر الله لي ولكم.

منقول ، مع الشكر للكاتب ( أبي داود ) وفقه الله







التوقيع :
الــــــــــــــشــــاطــــــــــــــر