عرض مشاركة واحدة
قديم 15-02-2009, 03:30 PM   رقم المشاركة : 16
أريستاراخ
( ود نشِـط )
 






أريستاراخ غير متصل





سأنام الآن ، وأعدكِ أن أُكمل غداً .

ولكن قبل أن أنام ، أردت القول أنَّ لا أحداً في هذه الدُنيا قاطبة يصبر علي كأنا ، فأنا الوحيد القادر على احتمال أفكاري البسيطة التي يراها الغير انتقائية ومزاجية بحتة ، وأنا الفكرة التي تحتضن نفسها فتتحول إلى حقيقة وأنام قبل العمل عليها .


أعرف أني تأخرت كثيراً عن موعدي ، لا عليكِ ؛ قد لا يهم ذلك ، ولكنني سأبدأ من حيث انتهى إدجار ديل في مخروط الخبرة خاصته ! ، فإن كان توقف عند الخبرات المباشرة للهدف فأنا أضعُ من بعده خانة أخرى هي : ( الدخول في قلب الهدف ) غير مكترث لكمية الدماء التي تجري في شرايينك أسرع من الغير ! .

هممف ! ، كل مرة أذكر فيها أنك تملكين حوضاً من الأزهار في غرفتك أُدفنُ في حالة سرحان برزخيّة ! ، أتخيل كم مرة يقوم فيها الزهر بعملية البناء الضوئي في اليوم والليلة لأجل أن يستنشق الأكسجين الذي تزفرينه والذي نخرجه نحن على شاكلة ثاني أُكسيد الكربون ! ، مستنشقاً عذب أنفاسك المتأكسدة ، اللحظات التي تطلبين استقطاعها لأجل أن تغسلي وجهك أو لأن تحتسي شيئاً دافئاً تمرُّ علي كألف سنة مما يعدون ! ، والقوّة التي تدعين الله في كل مرة لأجل أن تكون فيكِ أتمنى أن تُخصم من رصيد رجولتي وتُحول لأرصدتك ! ، الدلال الذي تترفعين عنه في كل مرة هو ذاك الشيء الذي تدفعه قدميك اختيالا ؛ حالة السكون التي تصطنعينها حتَّى وأنا في صالات المغادرة تُشبه حالة الصَعقْ التي أُصابت سكان هيروشيما فور انفجار القنبلة الذرية ، غدت صلاتي مشوشة وخائرة ، وأعتقد أن الملائكة وقتها لا تنظر إلي .

يبدو أنَّ لا مناص من ذكر بعض عيوبك ، أنتِ فاتنة لدرجة الإعياء ، وضحكتك الثعلبيّة التي تُشبه الربيع الذي يتحفزّ للوثوب على فصل الشتاء في حين غرة ، وصوتكِ الوتري الذي يردم ثقب الأوزون ، وآه من مِزاجك ، فأنتِ اقتبستِ من الروس مِزاجهم المقتضب والخلّاق ، ومن مجلس النوّاب اليمني فوضويته ، لم أفرغ بعد من مِزاجك ! ، فأنتِ تعملين كل شيء بمزاج ، من قراراتك المصيريّة وحتَّى ألوان الملاعق ! ، ولا دليل على هذا كجدارك ! ، مزاجك الذي يجعلك تراقبين بنهم نموّ شجرة الصنوبر التي غَرستِها بنفسك قبل 18 عاماً في حديقتك ! ، روح السخرية المنزوعة منك ، والتي أُبدلت بمخلوقة أخرى أكثر كمالاً وظيفتها في الحياة إضحاك عباد الله ! ، أما مظاهر الطفولة فيك والمخفيّة تحت طبقة كثيفة من الرزانة والصرامة فهي أطهر من الكَفن وأكثر عفويّة من طفلة تدلدل رجلها فوق بطن أمها وهي نائمة ، الجنون الذي توهميني بأنه يجتاحك بين الفنية وأختها أكثر عقلانية من رجال المخابرات وأهدأُ من فريق الكشف عن المتفجرات ، صداقاتك المُحددة بمنشار كهربائي ، بُغضك لزوجك والنعرة الشرقيّة المطمورة تحت أكوام من رماد الأنوثة ، أنتِ والله أجمل من جماهير عبد الحليم حافظ وهو يصدح بقارئة الفنجان على مسرح القاهرة ، وأكثر اتقاناً من الفرقة الماسيّة بقيادة أحمد فؤاد حسن ، أنتِ شتاء براغ وخريف دبلن وصيف أنتويرب وربيع الجزيرة العربية ، أنتِ المنتظرة والمستحيلة والكلاسيكيّة ، أنتِ أرشيف الجمال ، وصادر الرحمة و وارد الخذلان ، وأنتِ جُندي الصاعقة الذي يلحس عرقه من شِدَّةِ العطش ؛ تكرهين الشذوذ وأنتِ تُزينين سرك بأقراط حديديّة ! ، آه كم أغبط دودة القزّ التي نسجوا من حريرها فستانك ! ؛ ربما لا يعلمُ الناس بعد أنك ذكيّة حد الشرود الذهني ، وتطالعين الناس والحياة بعيني تلميذة فضوليّة ، ألا ترين بأن عيوبك أكثر لذّة وجمالاً من غيرها ، أنا ساغبٌ إلى حبك ، وحين يكون المرءُ ساغباً فإن فص الملح يجد في فمه مذاقاً حلواً ، وإنْ كانت الفكرة التي تُقلق صفاء ذهن أي شخص أكثر من أي شيء آخر هي فكرة الوجود فأنا ما عادت تشكل عندي فرقاً ما دمتِ موجودة .

لا شيء يشغل بالي الآن ، فإن كان الأمر على هذا الغرار ! ، وعليَّ أن أغرق فلأغرقنَّ في المياه الأكثر عمقاً ! .

أنتِ ساذجة وكريهة وخفاش و وأنثى وحيد قرن عرجاء إذا كنتِ لا تعلمين بمقدار ما أكنه لأجلك ! .


قبل أن أنسى يا جميلة .. أردتُ القَول ..

أنا فقط أحاول المحافظة على لياقتي الكتابيّة المجنونة ، فلا تنخدعي بحديثي مثلما خدعك زوجك في يوم الخطبة عندما ألبسك خاتماً ابتاعهُ من صائغٍ أعمى ، ومعدن الخاتم الذي كنت تظنين بأنه فِضّة مرصعٌ بالألماس ، واكتشفت فيما بعد بأن المعدن هوَ الحديد نفسه الذي استخدمه ذي القرنين لبناء سدّ يأجوج ومأجوج .







التوقيع :
نسبة الدم في الكحول 2%