عرض مشاركة واحدة
قديم 15-02-2009, 01:43 AM   رقم المشاركة : 15
أريستاراخ
( ود نشِـط )
 






أريستاراخ غير متصل





لاحظ – عزيزي القارئ – هذا النسج قماش من النايلون ، مطرّز من الخلف – أقلب الشاشة كي ترى ذلك - ، شَك يبدأ من الرأس و حتى النحر ، والقليل من التطريز في الأسفل مع زخرفة فاطميّة تعكس الوجه المشرق للحضارة الإسلاميّة في الفساتين ، حرف اكس على شكل ( فيونكة ) من الخلف – كذلك أقلب الشاشة – ليعكس لنا شخصيّة العروس التي هي مُعلمة ويبدو أنها شديدة في التصحيح ولا كان ما حطت حرف أكس ، طبعاً الجواهر والخماخم من مجوهرات العروان الموجودة في الثميري ألماس قيراط 44 ، والماكياج فضي خفيف ( شّدو ) ومرشوش على الخدود القليل من الزعفران الإيراني وصفار اللحم على الأكتاف ، أرضية عاكسة من المقاول مهند الحربي – اللي ماسك حفريّات جنوب الرياض واصبروا إذا ما طلع أغنى رجل في العالم بسبب هالحفريات – تعكس الملابس الداخلية اللي لازم تطلّ من الأعلى لتراها وأحمد ربك ما تراها لأنك لو رأيتها ما راح ترى مرة أخرى . (تخيلت المنظر)



تتزوّج ؟
متى تتزوّج ؟
يا ولد متى تتزوّج ؟
يا ابن الحلال تزوّج ؟
يا أخي اللي مثلك قد تزوّج ؟
ولدي ، متى ناوي تتزوّج ؟
أريستاراخ، فكّرت تتزوّج ؟
هلا وأنا خالك ، متى تتزوّج ؟
صدقني ، تزوّج !
طيّب خلاص ، تزوّج !
يا حبيبي ما فيه زيّ الزواج ! ، تزوّج بس .
أمّا لو تتزوّج !
يا هوه ، شكلك كذا زوج ناجح ، تزوّج يا رجال ! .
أنت بيتوتي ، تزوّج أحسن لك .
معك فلوس و موظف وعندك سكن ، تزوّج ! .
يا أخي لو أني مكانك كان ألحين متزوّج .

نبتدي منين الحكاية


بهذه الجمل الخفيفة والتي لا تُكلّف المتحدث الكثير من التفكير أو الجُهد العضلي كانت حياتي تنخفض وتعلو ؛ بدأت القصّة عندما كنت أهمّ بخفض مستوى صوت المسجلة والذي كان ينبعث منه صوت الفنان / طلال مداح في سيارتي السِّيلكا – موديل 88 كوبيه – لأن والدتي ستركب السيّارة ، ولأن والدتي تتأخر في ركوب السيّارة كعادة كل الأمهات فقد انتظرت انتهاء الأغنية – 28 دقيقة – حتّى استقرت الوالدة – حفظها الله – على المقعد الخلفي – لا يوجد نسوة عندنا يركبن في الأمام ( عارف تخلّف ) – وبدأتْ بحفنة من الأدعية شيء منها بمناسبة وشيء ليس له دخل – كدعاء سماع صوت الرعد مثلاً – ثم بدأت الاسطوانة المشروخة ( وليدي ليه ما تتزوّج ) ! .

أعرف أعرف ، تحدثت في هذا الموضوع كثيراً ، لكن الذي لم أتحدث عنه أبداً هو قصّة خطبتي الأولى – ويبدو أنها كانت الأخيرة - ؛ فمن كثرة هطول اسم ( اللي كنت ناوي أخطبها ) على مسامعي من الجميع ، وأقصد الجميع أي الجميع والله ، أمي وجدتي وعمّاتي وخالاتي وأخواني وأقاربي والرد الآلي في شركة الاتصالات ، الكُل بمعنى الكل ؛ لهذا السبب ملئني شيء يشبه الخبث جعلني أقول في نفسي ( وش هالآدميّة ) !! .

ولأنني لا أثق في ذوق أمي – حفظها الله – ليس لسبب إلا لعلمي بأن رغبتها في أن ( أتدبّس / أتزوّج ) أقوى من أي رغبة أخرى ولو كانت بسيطة كأن تكون – مثلاً – المخطوبة خالية من العِلل من جهة ، ولأن هذه البنت لا تقرب لنا من قريب ولا من بعيد فأنا أكثر إنسان يتفنّن في اقتناص اللحظات المناسبة لرؤية النساء غير المحارم بسبب ( الشفاحة ) وحب الاستطلاع ومعرفة النصف الآخر من حيات الرجل المرتبط بهذه المرأة من جهة أخرى ، لهذا بدأت في السؤال ، فسألت أخت الوالدة – والتي تُسمى خالة – عن هذه الفتاة ، فقالت لي بكل بساطة وشفافية : ( عاديّة ) ، بصراحة لا أدري معنى مصطلح ( عاديّة ) لدى النساء ، فربما تكون ( صاروخ أرض جوّ ) وربما تكون ( طوربيد أرض أرض ) و ( فاول ) و ( مقشع ) وانتكاسة وفضيحة وهمّ وبلاء وكروموسوم فاسد ، لهذا نشأت لدي فكرة بأن أتزوّج لينتهي هذا البلاء .

أنا والله لا أضحك ، أقسم بالله أني قررت الزواج لدرجة أني بدأت أتردد على بعض الصيدليّات للسؤال عن موانع الحمل ، وشراء بيبي دول لطفلنا القادم - بإذن الله - ، فأوعزت للوالدة في عصريّة يوم بغيض كسائر أيامي في الرياض بأن تُحادث أم الفتاة وتسألها عن رغبتنا الجادة في الارتباط والمصاهرة ، فتهللت الوالدة فرحاً واستبشرت ودخلت كابينة الطائرة لتستخدم اللاسلكي للاتصال بكافة الأرقام لنشر الخبر ، وأخذت منها – أي الوالدة – موعداً لجلسة نقاش جديّة عن تكاليف الزواج وأقرّت بالموافقة .

جلست بعد صلاة العشاء معها في صالة المنزل العلويّة ، هي في أوّل الصالة وأنا في آخرها متقابلين وقبالة كلٌ منا جهاز لاقط – مايكروفون – وعلم الدولة ، أنا علمي الأبيض والوالدة علمها أسود وفيه صورة هيكل عظمي ! ، فبدأت هي الجلسة قائلة :

أمي : كم معك ؟ أقول لك من أنت ؟ .
أنا : معي في الحساب الجاري 20 ألف وفي الحساب الراكد 5 آلاف ومدان لبطاقة ماستر كارد بمبلغ 8000 ريال وفي جيبي الآن 300 ريال ! .
أمي : جيّد ، أين ستسكن ؟ .
أنا : في عليّة المنزل بالتأكيد ، أو أننا نقوم ببعث أحد إخوتي إلى الدراسة في الخارج لاستغلال غرفته ، ولو حدا بنا الأمر لقتله ! .
أمي : المهر ، كم ناوي تدفع ؟ .
أنا : 30000 ريال إذا صارت تشبه ( حبيبة عبوّد ) و 1000 ريال فقط لا غير إذا كانت على وصفك ! .
أمي : غرفة النوم ؟ .
أنا : صيّنية من سيتي بلازا ب2000 ريال وتخب ، لو هي علي أنا شريت سرير من الرماية ! .
أمي : الشبكة ؟ .
أنا : لا سلكي – طراااخ – ( صوت الميكروفون ) .
أمي : أقولك الشبكة ، وش بتشتري لها ؟ .
أنا : أكيد ذهب ، أو نطقّ لها فالصو من الثميري ولا من شاف ولا من دري .
أمي : العرس ؟ - ملحوظة أمي لها أكثر من 10 سنوات لا تحظر الأعراس لأنها مطوّعة - .
أنا : أكيد ، بس رجال وفي استراحتنا ، والذبائح أكثر من عيالنا ما فيه نعنبوكم مسويّن فيها عائلة اسبانية حاكمة كل واحد معه 900 بزر لو تسجل بهم في منتدى طلعت أحسن من موقع طرب .
أمي : رُفعت الجلسة .
أنا : متى تطبق القرارات ؟ .
أمي : بعد ما نخطب ! .
أنا : روحي إلهي ينصرك يا شيخه .

وهكذا عُتمَّ على الأمر أكثر من شهر تقريباً ، وكل ما سألتني الوالدة أو الخالة عن الأوصاف التي أطلبها قلت ( ما يهمّني ، أهمّ شيء الأخلاق ) حتّى ظنّوا أني سأتزوج ( إمام المسجد ) لفرط تساهلي بمسألة الجمال وشدّة حرصي على الأخلاق ! – كأني بوقع مع لاعب مو بتزوج - ؛ حتّى جاء يوم أذكره جيّداً ؛ كنت متكئ في الاستراحة على فخذ أحد الإخوة مع أخلع مخلوقات ربي بعد قوم لوط وعاد وثمود نُشاهد لميس ونتحسر ونفرك رؤوسنا في الأرض الصلدة من شدة الندم والقهر ، مع العلم بأنه لم يفتنّي جمال لميس ولا سحر ولا زوجة أبو شوارب التي تعمل في المشغل وتنهر زوجها هذا أبو شوارب ولا أي ممثلة إلا واحدة لا أعرف اسمها لكن هي في مسلسل سوري على الإم بي سي ، الفتاة التي كانت تُحب ( عبوّد ) ! ، طبعاً لا تهمني صرخات الاستهجان أو الاستحسان التي رافقت اختياري لها عندما همهمت قائلاً ( شوفوا الآدمية اللي تقدر تقول عنها أنثى وأنت ضامن 100% أنها لن تكون غير ذلك ) ! ، فتعجبَّ بعض الأصدقاء هذا الاختيار الغوغائي في زمن ( لميس والعيس ) ! ، بل وصفوني بالشيوعيّة ! ، مع أني في حقيقة الأمر لم أنبهر بجمالها فقط ولو كان – أي جمالها – ليس أخاذاً لذلك الحدّ الذي جعلني أسكب الشاي على ذراع صديقي ، لكنها تصرّفت في إحدى الحلقات تصرفاً أنثوياً محضاً أصاب ساعتها عرق عار فيَّ فاقشعرّ جسدي قشعريرةً زادت طولي 7 سم !! ، عموماً نعود للاتصال الذي دار فيه :

المتصل : أريستاراخ ، وينك فيه ؟ .
أنا : ما عندنا بنات يسألون الرجال وينهم فيه – أقفلت الخط - .

ما هي إلا ثوان و وردتني رسالة قصيرة كان مفادها :

( يا ولد أختي أسمعني ، أمك بتورطك ، وقبل تحط نفسك في موقف محرج تعال شف بنت الأجواد قبل يصير أي شيء ، يمكن ما تعجبك لا قدر الله وتحرج نفسك ! ) .

فبدأت تقليب الأمر يمنة ويسرة على جمر العقل ، أروح ولا ما أروح ؟ ، أترك الأمور كما هي ( صَنّ مغطى ) أو ( أكشف الورق ) وأغش ، مع أنَّ غشاً كهذا هو حلال زلال ، فقمت وأدرت مفتاح السيّارة وذهب لاستراحتنا لأرى بأم عيني هذه الفتاة التي دار حولها نقاش أكثر من سنة ! ، فلمّا اقتربت من الاستراحة اتصلت وأخذت الخطة والتي كانت كالتالي :

( أدخل كأنك لص لغرض بالحلال ، تشبثّ بشبّاك غرفة الطين وبحلق جيّداً ( فنجّل عيونك ) ، سأمر أنا وهي من أمام ناظريك ، تمعّن النظر ، سأحاول جاهدة إبقاءها في مرمى نيرانك ، لا تحاول أن ترمش أو تفكر في أمر بعيد عن حالتك ، حافظ على هدوءك لو كانت جميلة ، واضبط انفعالاتك إن كانت غير ذلك ، والأهم من هذا كله أن تُبقي الإضاءة مغلقة في الغرفة حتّى لا يفتضح أمرك !! ) .

فعلتُ كل هذا في تلك الليلة المصيريّة ، وخرجت من تلك الليلة براحة ذهنيّة وحديدة النافذة التي عضضتها من شدّة ما ألم بي ! ، وعرفت بأن معنى ( عاديّة ) بالنسبة لبنات حواء هو كقول العامة ( ملكة جمال ) و ( حوريّة ) ، بل بدأتُ أعيد النظر بشأن العمليّات الإرهابيّة والتي يفعلها معظمهم من أجل ( الحور العين ) !! .

ولأنها جميلة وأخّاذة ، ويانعة و بسم الله ما شاء الله ، وأنا على يقين بأني لن أجد ولا في أجمل أحلامي أو في آخرتي أجمل منها ، لذلك قررت أن لا أتزوّج أبداً ، وأن أؤجل الموضوع أكثر وأكثر لأرى المزيد من ( العاديّات ) حتّى تعتاد عيني على رؤية الجمال ، ويكون قلبي على استعداد لمجابهة هذه الصدمات الجمالية التي لا تتكرر في حياتي أنا أكثر من 3 مرات كل 10 سنوات ، فما بالك لو تزوجتها وأصبحت معي 24 ساعة !! ، بل إني بعد رؤيتها تلك الليلة توجهت للصرّاف الإلكتروني و وجدت أن رصيدي قد وصل حدّ ( 100000 ريال ) بعدما كان ( 30000 ) ، لقد زاد رزقي بمجرد النظر والتفكير بالزواج منها ! ، بل إنني أكتب لكم اليوم لأن الله – جلّ في علاه – أطال في عمري بسببها لأعبده أكثر وأكثر ؛ لن أتزوج منها ! ، الزواج منها سيتسبب بنكسة اقتصادية للوطن ، سيبلغ التضخم منتهاه بسبب الأموال التي تنهمر عليّ سعة من الله في رزقي بسببها ، وسيكون لي كلمة في العام 3490 ميلادي أتحدث فيه عن مفهوم ( الفتيات بين الجميلات والعاديّات ) ! ؛ لا عُذراً لن أتزوج ، ليس بعد ! .

وقد مررت لوالدتي فكرة أني لستُ مستعداً للزواج بعد وأرجو صرف النظر عن هذا الموضوع نهائياً وأنا والله – كذّاب وأرجو أن يحاسبني الله على كذبتي هذه - ، وقلت لخالتي بأن الفتاة لم ترق بعد للمستوى المرضي لسماحتي أنا ، وهكذا خارت قوى الجميع واسوّدت وجوه .

إلهي ، إن كان في الزواج خيراً لي فأبدلني خيراً منه يا توّاب يا رحيم .







التوقيع :
نسبة الدم في الكحول 2%