المملكة العربية السعودية
الرياض – حي السويدي
غُرة شوال / == / ==== من السنة الهجرية
كلما ادلهمَّ الظلام ، وخيَّم الهدوء وسَكَت صوت المؤذن بعد آذان العِشاء ، كنت أخرج لأجوب الطرقات مع صديقي سعود على سيَّارته من نوع بيجو ، تلك البيجو التي تنال في كل يوم كم هائل من الضحكات وحركات الاستهزاء من سعود ، يقول أن هذه البيجو باستطاعتها الرجوع لبيتهم دون أن يقودها ، وأنه لا يخسر شيئاً من الوقود لأجلها فهي آكلة للأعشاب ؛ ليلة بعد ليلة ، وعلى ظهر بيجو أحمر مائل إلى لون الحنَّاء الذي يخضب أصابع النساء ، وطرقات السويدي الملفوفة بخرق سوداء ، وأعمدة الإضاءة الصفراء الخافتة ، والكثير الكثير من سيّارات الداتسون ، شوارع السويدي التي يطوّقها الظلام حتَّى في أكثر ساعات النهار نوراً ، مطابخ المندي والمظبي التي تُغذي بطون أصناف متعددة من البشر ، الفقير والبسيط ، السعودي والبنجالي ، النصّاب والصادق ، المختل عقليّاً والصحيح ، والكثير جداً من العزّاب ؛ الحفريّات التي تُزين شوارع السويدي بُنيت على جثث جماعيّة لأقوام ماتوا من القهر والكَمد ، سِرْ خصوبة الأراضي هناك بالتأكيد هو سَماد هذه الجثث ؛ ومما يُثيرني في السويدي أنَّهُ ينفرد بالصدارة كونه أكثر الأحياء تفريخاً للإرهابيين ، وأكبر مسرح للعمليات الإرهابية وتجهيزاتها ، وهذا ما يجعلني أُحبه وأرفض الخروج منه مهما حدث .
قراءة حيّ السويدي لا يقوم بها إلا 5 أصناف من البشر ، فإما عربيد مُفحط ، أو إمام مسجد يُقيم الصلاة في غير وقتها ، أو فقير يمشي على أربع من شدة الفقر ، أو رب أُسرة لا يعرف أسماء أبناءه ، وأخيراً بنغالي مُخنث .