[MARQ=left]هو الحُبُّ[/MARQ] |
تموت الزهور و تفنى الحياة
إذا الحب منا تلاشت رؤاه
نصبت شراعي لأمواجه
لأرسو على شاطئ قد أراه
و سرت على متنه قاصداً
دروب الهلاك و درب النجاه
زرعت ضلوعي لسلطانه
ليرعى بزرع الهوى من رعاه
أبحت الحنايا لغزلانه
لترعى الحقول و ترعى الفلاه
تشد الرحال و تهوى المقام
و للنحل من خاطري ما جناه
جنى خاطر من رحيق الزهور
و من زهرتي ما تصَبُّ الشفاه
ليلقى الحبيب ندى جوده
جراب الهوى أوكتاه يداه
و يرقى الحبيب إلى عرشه
و عرش الفؤاد لمن قد علاه
خيام الخيَال لمن شدّها
و بيت الحناي لمن قد بناه
كأرض مشاع لمن مرها
و قلبٌ حصينٌ لمن قد حماه
هو الحب نبض الضلوع
و يحصده بالضحى من سقاه
تُشق الفيافي على صوته
و نسمعها في الدياجي خطاه
و نأتي إليه و لو لم نره
تقود الكفيف بليل عصاه
نشاق إليه بجند ونار
جنود الحبيب جنود عتاه
نصارعه الموت من أجل ماء
نموت و لم ترتشف من نداه
و كل يسير على بحره
و كل يعيش ببحر هواه
يريد العبور إلى شطّه
يريد المسير إلى منتهاه
و قلبُ المشوق على كفه
و تحمله للردى راحتاه
هو الحب سر الحياة
و منه المداد و منه الدواه
رفيقاه في غدره الخافقان
إذا نام صوت الهوى أيقظاه
رفيقاه في ليله الفرقدان
فإن مات ضوء الهوى أشعلاه
فكم عاشق بالهوى أرقاه
و كم كبد باللظى أحرقاه
إذا أضحك الروح ما سرّه
ببعض ظنون الهوى أبكياه
تقول الظنون و تروي الظنون
جنين الضلوع جنى فأقتلاه
هو الحب بحر فهل ينتهي
إذا ما طغى و التقى شاطآه ؟
و يبقى اليتيم ، و ما ذنبه
فمن أنجبا طيباً أنكراه
فصار المُهابُ المهان الذليل
كومة أنبتت من نواه
*****
قمـــ 14 ـــر
زهور العمر
|
*3