[جمال العنزي]

اذاً ابو عبيدالله بن الجراح .....................امين هذه الامة كما قال عنه افضل الخلق الرسول صلى الله عليه وسلم
كان وضئ الوجه بهي الطلعه نحيل الجسم طويل القامه خفيف العارضين ترتاح العين لمرأه وتأنس النفس للقياه ويطمئن اليه الفؤاد وكان الى ذلك رقيق الحاشيه جم التواضع شديد الحياء . لكنه كان اذا حزب الأمر وجد الجد يغدو كأنه الليث غادياً . فهو يشبه نصل السيف رؤنقاً وبهاءً , ويحكه حدةُ ومضاء .
ذلكم هو امين امة محمد صلى الله عليه وسلم , عامر بن عبدالله بن الجراح الفهري القرشي . كان من السابقين الي الاسلام فقد اسلم في اليوم التالي لاسلام ابو بكر وكان اسلامه على يد الصديق نفسه , عاش ابوعبيدالله تجربة المسلمين القاسية في مكه منذ بدايتها الي نهايتها .
لكن محنة ابي عبيدالله يوم بدر فاقت في عنفها حسبان الحاسبين وتجاوزت خيال المتخيلين .
انطلق يوم بدر يصول بين الصفوف صولة من لايهاب الردى فهابه المشركين ويجول جولة من لايحذر الموت فحذره فرسان قريش وجعلوا يتنحون عنه كلما واجهوه
لكن رجلاً رجلاً كان يبرز له في كل اتجاه فكان ابوعبيده يتحرف عن طريقه ويتحامى لقءة , ولج الرجل في الهجوم واكثر ابو عبيده من التنحي وسد الرجل على ابو عبيده المسالك ووقف حائلاً بينه وبين قتال اعداء الله .
فلما ضاق به ذراعاً ضرب رأسه بالسيف ضربه فلقت هامته فلقتين فخر الرجل صريعاً فخر الرجل صريعاً بين يديه .
لاتحاول ــ ايها القارئ الكريم ــ ان تخمن من يكون الرجل الصريع .
اما قلت لك : ان عنف التجربه فاق حسبان الحاسبين , وتجاوز خيال المتخيلين ؟
ولقد يتصدع رأسك اذ عرفت ان الرجل الصريع هو عبدالله بن الجراح والد ابي عبيده .
ام يقتل ابه انما قتل الشرك في شخص ابيه .
فأنزل الله سبحانه في شأن ابي عبيده وشأن ابيه قرأناً علت كلمته " سورة المجادله .. ايه 22" .
وفي يوم احد حين هزم المسلمين وطفق صائح المشركين ينادي : دلوني على محمد ....... دلوني على محمد ....... كان ابو عبيده احد النفر العشره الذين احاطوا بالرسول صلى الله عليه و سلم ليذودوا عنه بصدورهم رماح المشركين .


هذا اكثر من القليل عن ذلك الصحابي ابو عبيده "امين هذه الامه "