[إنتــَــــــر]

حينما تنظُر لمثل هذهِ الأماكن التَّارِيخِيَّة لابُد وإنَّكَ تشعُر برغبَة جامِحَة

تتغَلغَل في دَوَاخلك لزِيَارَتها .. لإكتِشَاف بعضاً من أسرَارِهَا ومَكنُونَاتهَا ..

وَكَشف خَبَايَاهَا التِي لم تُكتَشَف بَعَد ..

وحينئذٍ تَشعُر وَأنتَ فِي مثِل هَذِهِ الصَّحَارِي القَاحِلَة انكَ تمُرُّ بمدن كثيرة

عبر تلك الرِّمَال النَّاعِمَة والجِبَال الشَّاهِقَة التي تُبهِرك بإرتِفَاعهَا الأخَّاذ ..

وَالتِي تُكَادُ تُلامِسك وأنتَ تمُرّ بالقُرب منها او مُحَاذَاتُها وَالتِي تُكَادُ تُحدِّث

بعضها البعض ..

نَعَم إنَّها رِحلَة بَرِّيَّة أشبَه برِحلات ألف ليلَة وليلَة الخيالية لأنكَ وَالحَال كذلك

وأنتَ تُبحِر مع حُلمك تمُر بكَائِنَات ومخلوقَات غَرِيبَة مُنَوِّعَة لَم تَرَاهَا منذِي قَبْل

كلها تُنظُر إليكَ بإسهَاب..تلوِّح لكَ مُبتَسِمَة..وكأنَّها تقُول لكَ وَبإستِحيَاء..

هنيئاً لكَ بِزِيَارَتنَا ..

وبالوَقت الذِي تُقضِيهِ بصُحبَتنَا..وبصُحبَة حُلمُك وَسَط تلك الأجواء الحَالِمَة

الرَّائِعَة الخَياليَّة المُحَرَّرَة من القُيُود التِي لا يَعرِف قِيمَتهَا سِوَى نَحنُ ..

وَبَعِيداً عَن مُخلَّفَات الحَضَارَة الإنسَانِيَّة وَصَخب المَدِينَة الحَدِيثَة وَضَجِيج المَارَّة

نَعَم .. تكُون فِي قِمَّة السَّعَادَة والمُتعَة وأنتَ في هَذِهِ الرِّحلة البَرِيَّة الرَّائِعَة

غير التقليدية ..

ولا يُفسِد عليكَ مُتعَتك سِوى إحسَاسُك بقُرب الوصُول إلَى المَدِينَة ..

وبقُرب نهَايَة المَطاف لهَذِهِ الرِّحلَة .. وبتَحدِيد اكثَر حِينَمَا تَتَرَجَّل من مَكَانك

حِينَمَا تَرفع رأسُك..لتَجِد نَفسُك فَجئَة خارج أسوَار هذهِ الصَّحَارِي القَاحِلَة

ولاكِن لاتَجزَع !!

لأنَّ عزاءُك هُوَ شعُورك بتلك الأجواء البَرِّيَّة النَّقِيَّة التِي لازَالَت رائِحَتهَا العَذبَة

مُلتَصِقَة ًبِك .. تطوِّق عُنقُك من كُل جَانِب .. تهنّئكَ بسَلامَة الوصُول ..

هَلاّ تَذَكَّرت تِلك الأجوَاء؟

هَلاّ تخيَّلت هَذا المَوقِف حِينَمَا تَلتَفِت فِي كُل جَانِب فَلا تَرَى إلاَّ جَمَالاً مُتَنَاثِرَاً

هُنَا وَهُنَاك؟


/

/


إنتـَــر