اُكَادُ أن اجزم ان في كل بيت قد تجد فَتَاة عَانس فَاتهَا قِطَار الزوجيَّة ..
هذا القِطَار الذِي مهما حاولنا وحاولنا أن نوقفه ولو لبعض الوقت ..
ألاّ إننا نجده يسير وبشكِل سَرِيع ومُخِيف مسبباً العنوسَة لمَن تأمَل ..
أن تكون لها مملكة خاصَّة فيه ( منزل ) تُدِير شؤنه لوحدها ..
لايُشَارِكهَا فيهِ إنسَان إسوة ًبمن سبوقوها من نظِيرَاتهَا المتزوّجَات ..
والحقيقة إن هناك الكثير من أربَاب الأسَر مع الأسَف الشَّدِيد يقفون
حجر عثرة في طريق بناتهن أمَّا طمعاً في رواتبهن إن كانوا موظفَات
وإمَّا لعدم تقدم أحد أبنا ءالعمُومَة في ظِل رفض قطعِي من قبل الأب
بتزويجهِن من شَبَاب من خَارِج أسوَاء القبيلَة وهذا مايجعَل العنُوسَة
بإزدِيَاد في وطننا الكَبير أفَلَيسَ من حلول؟
المشكلة إن مثل هذا الأب لايجد من يحاسبة والمثل يقول من آمَن
العقُوبَة أسَاء الأدَب ..
وقد تجد بعض القبائل لديها بنات أكثر من الشَّباب ..
بمَعنَى إنه لو حَجَزنَا كل شَاب فَتَاة ستجد هناك فائِض من الفَتَيَات
لايوجد لها زوج أو عَرِيس .. وهنا من الضرورة ان تتزوج من شخص
( خارجِي ) أقصُد ليسَ من القَبِيلَة ..
وإلاّ حُكِم عليها بـ ( العنُوسَة ) وهذا بحد ذاته من أهَم الأسبَاب ..
التِي تدعُو وتشجِّع على الإنحِرَاف لأنه والحَال كذلك كل فَتَاة بحَاجَة
لرجل أو زوج يكون عوناً لها فيما تبقَّى لها من عُمر مَدِيد بأذن الله ..
بحَاجَة لزوج يُحقِّق لها كل مَاتتمنَّاه ..
من أمَانِ حبِيسَة الأقفَاص .. لم تَرَى النُّور ..
بحَاجَة لحَنَان الأمُومَة الذِي لن يتحقق دون زوج ..
بحَاجَة لتَفجِير طَاقَات جِنسِيَّة وحُب مجنُون وأشيَاء لايَسِع المَجَال
لذِكرهَا أو جُزء مِنهَا ..
نَعَم بحَاجَة لكُل ذلك وَأكثَر فَهَل نستكثِر عليها تِلك الأمَان التِي من حقّهَا
أن تحققهَا وَتَعِيشهَا وتُحرَم مِنهَا لأسبَاب خارِجَة عن إرَادَتهَا أو لكوننا ..
كآبَاء لانُرِيد ذلك بسبب تعصُّب ليس له مايُبرِّره أو مَصَالح شَخصيَّة؟
من وجهَة نظري أرَى من الضّرُورِي أن يُساءَل الأب .. في حال تجاوَز ..
إبنته الـ ( 30 ) ربيعاً دون أن تتزوَّج .. ومعرِفَة ما إذا كان هو السَّبب
أو انه النَّصِيب لم يأتِ بَعَد ؟
وأعتقِد إن الشَّاب لاحَرَج عليه حينما يظل عازِباً .. ولكن بالنسبَة للفَتَاة
تُعتَبَر جَرِيمَة في حقّهَا .. وحَق أهلهَا ..
ومِمَا يُزِيد من نِسبَة العنُوسَة .. أعتقِد قِلَّة الوَظائِف من جِهَة ..
وَضِعف الرّواتب من جهة أخرَى ..
فَكِيفَ لهَذا الشَّاب المَسكِين أن يتَزوَّج برَاتِب شَهرِي لايتعَدَّى الأربَعَة
آلاف رِيَال شهرياً كَيف؟
كَيف لهُ أن يُوفِّر مَهْر لايقُل عن ( 50 ) ألف رِيال وأجرة لقَصر أفرَاح
لاتقُل عن المبلغ نفسه .. وأثَاث شِقَّة وطقُم ذَهَب ومجمُوعَة خِرَاف ..
أو خُرفَان للوَلِيمَة في ظِل إرتِفَاع زَايِد وملحُوظ .. في أسعَارهَا التِي ..
تتجَاوَز الألف رِيَال؟
حتَّى الطقَّاقَات الذِينَ سيحيُون الحَفْل هُمَا أيضاً يُرِيدُون بل الأكثَر من
ذلك ( يتدلَّعُون ) يالله منهم؟
هُناكَ مشروع للزواج ( الجمَاعِي ) في بعض مناطق الدولَة ..
من شَأنه أن يوفِّر الكَثِير من المَصَارِيف ولكن في نظري أشعُر ان فيه
ظُلم للشَّاب والفَتَاة ..
لأنَّكَ والحَال كذلك تُرِيد أن تَكُون تِلك الليلة التَّارِيخِيَّة ملكاً لكَ ولزِيجَتُك
تُريد أن لايُشَاركك فيهَا إنسَان .. تُرِيد أن تكون ليلتُك التِي إنتظرتها ..
لسنون طويلَة وبِفَارِق الصَّبر والتَّريُّث .. أنه حُلم وأيمَا حُلم؟
إنه هَدَف وأيمَا هَدَف ؟
بُورِكت أخي الأستاد القدير (البَرقَاوِي) على هذهِ الإضمُومَة من النِّقَاش
التِي طرَحتهَا هُنَا .. سأئِلاً المَولَى القدير أن يرزقك بعرُوس حِلوَة مثلك
أللهم آمِين وأقِف هُنَا؟
/
/
إنتـَــر
صدّقني..
لم أتعوّد..
أن أُفصِح ..
عن مشاعري لأحد..
أو أبوح بها ..
لأي مخلوق..
كائناً من كان!.
حتى لأقرب الناس لي؟
لأنني أشعر أنها ملكي..
خاصة بي وحدي..
لم أكن أشعر..
أن هناك من يستحقها..
أو حتى له الحق..
في أن يقترب منها..
من قريب أو بعيد؟
ولكنني معك..
ومنذ أن عرفتك..
منذ أن ارتحت لك..
منذ أن وثقتُ بك..
منذ أن رأيت فيك نفسي..
ومنذ أن دخلت قلبي..
من أوسع أبوابه..
ومنذ أن شغلت تفكيري..
وأصبحت كل كياني..
وجدتني ودون أن أشعر..
ودون أن أفكِّر..
أو أترّدد لحظة واحدة..
وجدتني..
أفِصح لكَ عن مشاعري..
كل مشاعري..
أبوحُ بها لك..
أُصارحك بها..
دون تردّد..
دون خجل مني..
أو خوف منك ..
أبوح بها لك..
كما هي..
دون مبالغة..
دون أن أختار منها..
ما يناسبني ..
أو يناسبك..
أخرجها مني كما هي..
بكل عفويتها ..
وبساطتها..
دون أن أختار وقتاً لها..
أو جواً يناسبها..
أبوح بها لك..
وكلّي ثقة..
أنني أتحدث مع نفسي..
مع ذاتي..
مع الإنسان..
الذي طالما تمنيّت..
أن أعرفه منذ زمن..
مع الإنسان..
الذي طالما حلمت..
أن يشاركني أحلامي..
وفرحتي ..
وسعادتي..
وحتى همِّي ..
وألمي؟
وحتى ردود فعلي..
أجدها مختلفة معك ..
ليست هي التي أعرفها..
مع غيرك؟
تخيَّل ..
أإلى هذا الحد؟
ترى أهذا هو الحب؟
أهذا ما يطلقون عليه؟
أهذا ما ينسبونه إليه؟
أم له اسم آخر قل لِي؟
وإن كان حقاً كذلك..
فكيف يقولون إذن..
إنه زمن قلّ فيه الأوفياء؟
كيف يقولون ..
إنه زمن ضاع فيه الحب؟
لا أعرف صدقني ..
حقيقة لا أعرف ..
كل ما أعرفه..
أنني وجدتني..
ودون أن أشعر..
أقول لك ..
أرجوك لا تبخل عليّ..
أمطرني بفيض حنانك..
أغرقني بغزير حبّك..
أعطني أكثر ..
وأكثر..
اقترب مني أكثر ..
وأكثر..
حسسني بك أكثر ..
وأكثر؟
لا تتوقف عن كل شيء..
يشعرني بالسعادة..
وأنا معك..
يشعرني بالإحتواء..
وأنا بين يديك..
فمعك أنت بالذات..
أيَّها القلب الكبير..
وأيَّها الحضن الدافئ..
معك أنت بالذات..
فإنني لا أرضى منك بالقليل..
بل أطمع بالكثير ..
والكثير..
لا أقتنع بالكلام..
مهما كان..
بل أريد أكثر..
وأكثر..
وأكثر مما تُخَال؟
لأنني أريد أن أشعر..
أنني لست مع أي إنسان..
ولا أُقارن بالآخرين..
أو أساوى بهم..
بأي حالٍ كان..
فتلك بحق..
مقارنة جائرة بحقي..
في حق من أعطاك قلبه..
واعتبرك نفسه..
وقال لك..
وبكل طيبة خاطر..
وبنفس راضية..
وبقناعة تامة..
اعتبرني نفسك؟
افعل بي ماشِئت؟
قُل لي ما تشاء؟
تخيّل؟
فيا لهذا الحب الكبير..
الذِي مافتأ ..
أن ينفك عنِّي؟
الذي أحمله في قلبي لك..
رغم ما يعطيني من قوة..
أتزوّد بها..
كي أُحبُّك أكثر ..
وأكثر..
رغم ما يشعرني بضعفي..
حينما أراك تبتعد عني..
وأنا لا أملك..
سوى أن أدعو ربي..
أن يقرَّبني منك..
أكثر ..
وأكثر؟
سوى أن أدعو ربي..
أن يديم علي سعادتي..
أقصد سعادتنا..
أنا وأنت..
ونحن متفاهمان مع بعضنا..
قريبان من بعضنا..
محترمان لمشاعرنا..
مقدّران لظروفنا..
حريصان على بعضنا..
نسأل عن بعضنا..
نُطالب بعضنا..
أن يعطي كل منا الآخر..
أكثر وأكثر..
فماذا أكثر
وأنت الأكثر..؟
وهل هناك من أجمل..
وأنت الأجمل قِل بصراحَة؟
فيا لها من مشاعر..
حينما تكون بسببك..
ومن أجلك..
ويا لها من حياة..
حينما تكون معك..
وبرفقتك؟
.