بَاتَ من الظلم أن نحكُم على ( فَتَاة ) وننظر لها بنظرَة دونِيَّة لمَأسَاة ..
دون أن يكُون لهَا ذَنب فِيهَا .. ولهُوَ أمرٍ قَاس من المجتَمَع ..
بإستِثنَاء قِلَّة قَلِيلَة منهُم ..
يعنِي ( فَتَاة ) تظل مُحَافظَة على ( شَرَفهَا ) وتحرُم نفسهَا من الكثير ..
من الأمُور الحَيَاتِيَّة .. ( فَتَاة ) قِمَّة في الأخلاق الحَمِيدَة التِي لو جَلَسَت ..
على جَبَل لَتَصَدَّع وإنهَارَ بسبب أدَبهَا الجَم وحُسن تعاملها مع الغير ..
ورَوعَة أخلاقِهَا وخجلهَا الذِي تُحمَرُّ منه وَجنَتَيهَا ..
( فَتَاة ) تحمل كل تِلك الصِّفَاة الحِلوَة التِي قل مَا نجِد مثِيلاً لها ..
في هَذَا الزَّمن ..
وفجأة ومن دُون سَابِق إنذَار .. يَنقَض عليهَا ذِئب بَشَرِي كَاسِر ..
لايَعرِف الرَّحمَة .. وَ ( يَغتَصِبهَا ) وبَالتَّالِي نحكُم عليهَا بالوَيل والإعدَام ..
فأينَ أوجه العَدَالَة ُهُنَا يَا أنتُم؟
سَألتكم بحَق السّمَاء .. أيهُمَا أفضَل أن تعقُد قِرَانُك على ( فَتَاة ) ..
أغتُصِبَت فِي يَوم حَالك السَّوَاد رَغماً عنهَا .. وهِيَ تملك ..
كل أصنَاف الشَّرَف وَألوَانه وكُل أنوَاع الأدَب وَصرُوحه .. أم تعقِد قِرَانُك
من ( فَتَاة ) تَرتَدِي قفَّاز أسود ..
وَجَوَارِب سَودَاء بالكَاد أن تَرَى منهَا ظِفرهَا أو تعرِف لَون بَشَرَتهَا حَتَّى
ومَا إن تخرُج من منزلكَ باحِثاً عن لُقمَة عَيشُكَ ألاّ وَتَختَلِي مَعَ كُل من هَبّ
وَدَبَّ من الشَّبَاب تَحت زِمَام ( الخِيَانَة ) وَبوتَقَة ( الرَّذِيلَة ) يلِّي أضحَت ..
عِنوَاناً لهَذَا الزَّمَن الأغبَر الذِي نَعِيشُ تَحت وَطأته وتلفُّنَا رَدهَاته؟
إن الله سُبحَانه وتعالى هو من أوجَد فينا الرَّغبَات الجنسِيَّة ..
وجعلهَا متنفّسنَا وملاذِنَا ليسَ لشَيء فَقَط لكَي نتَنَاكَح لِكَي نَتَزَاوَج
لِكَي نُحَافِظ على هَذَا الكَون الفَسِيح من الأفُول .. وَمن الإنقِرَاض ..
فَهَل هَذَا عَيباً؟
طبعاً ولِكَي لا اُفهَم خَطأ .. أنَا وَأعُوذُ من الأنَا لا أدعُو هُنَا للتَنَاكِح بَالحَرَام
أو أدعُو للزنَى لا أبداً لا هَذَا وَلاذَاك وإنَّمَا بَالحَلال الشَّرعِي وَالرّضَى ..
حسب الشَّرِيعَة الإسلامِيَّة ..
وأنا أحمِّل جُزء كبير من حَالات ( الإغتِصَاب ) التِي بتنَا نراها في وسَائِل
الإعلام بمختلف أشكالها ..
سواء المرئِية .. أو المسموعة ..أو المقرؤءِة حتَّى للحكُومَة ..
لأنهَا والحَق يُقَال قادِرَة على وَأد حَالات ( الإغتِصَاب ) من خِلال دَعم
الشَّبَاب السّعُودِي ( مَادِياً ) وتوفير السَّكَن الذِي يستحقه المكوَّن ..
من أبسَط أسَاسِيَات العَيش والحَيَاة فَلِمَ لا وَنَحنُ ذلك البَلَد ( الغَنِي ) ..
ذو الأرصِدَة البنكِيَّة الطائِلَة ذلك البَلَد الذِي ما إن يتَعَرَّض وَطن صَدِيق لنا لكوارِث
ومآسِ ألاّ ونجِد أسرَاب الطائِرَات التِي تحمل المَعُونَات الإنسَانِيَّة تَتَدَفَق عليهِ
من كل حَدبٍ وَصَوب .. لِمَ لا وَنَحنُ الذِي لَدَينَا ثَروَات طائِلَة ..
ومِكتَسِبَات مادِيَّة بالكَاد أن نُحصِيهَا من خِلال الأرقَام الحِسَابِيَّة وأصفَارهَا
لِمَ لا وَنحنُ الذِي منذ الأزَل ولم نَزَل ..
نتمتَّع بخَيرَات وَفِيرَة قد لايجِدهَا غيرُنَا من الدول الصَّدِيقَة والمُجَاوِرَة لنَا ..
بَل لِمَ لا طالمَا إنَّ فِي ذلك إسعَاد ( قَلبَين ) لم يكونَا ليسعدُوا ..
فِي هَذِهِ الحَيَاة المُحبِطَة أحياناً والمُؤلِمَة أحيانٍ أخرَى لولا دَعم الحكُومَة
لهُم لولا تسهِيل أمُورهُم .. لولا تذلِيل عَقَبَاتهُم .. والأكثَر من ذلك كله ..
لِمَ لا نَحضَى بمُجتَمَع إسلامِي خَالٍ من ( الإغتِصَابَات ) بَعِيد عن النَّزوَات
فِي مَأمَن من السَّقطَات .. دستُوره التَّسهِيلات .. شعَارِه المُسَاعَدَات ..
وأكثَر من ذلك بكَثِير وَكَثِير ..؟
وَلِمَ لا .. طَالَمَا إن الخَير عِنوانِنَا .. والتّكَاثُر هَدَفنَا .. والألفَة مَهدِنَا ..
والمحبَّة نِظَامنَا .. وَغَداً اُكمِل؟
/
/
/
إنتـَـر
قل لي بصراحَة يا أنت؟
أما آن ..
لهذا الشك الفظيع..
أن يزول من رأسك؟
أما آن لك أن تقتنع..
بأنه لا أحد غيرك..
يملأ عيني؟
ولا أحد سواك..
يحتل مساحة في قلبي..
أنت فيها؟
/
/
أما آن ..
لك أن تطمئن..
بأنه لا أحد..
سوف يأخذني منك؟
مهما بدا جماله ..
أو ذبَلَت عيناه ..
أو يشغلني عنك؟
أو ينسيني إياك؟
مهما بدا لك غير ذلك؟
/
/
أما آن لك أن تقتنع..
أن ما في رأسك..
هو أوهام ..
لا داعِ لها؟
شكوك ..
لا صحة لها؟
تخيّلات ..
أنت أوجدتها؟
وأنت من صدقتها؟
/
/
فها هي فترة غيابي عنك..
وها هي فترة غيابك عني ..
تطول وتطول..
كيف كان حالي؟
لقد كنت أنا أقرب إليك..
أكثر مما كنت أنت قريباً مني..
وكنت أنتظرك بفارغ الصبر..
وكان شوقي إليك..
يزداد يوماً بعد يوم..
أملاً في رجوعك لي..
كي تكتحل عيناني برؤيتك..
ورغبة ..
في اجتماعي بك مرة أخرى..
/
/
وهكذا كنت أدعو ربي..
أن يجمعني بك..
وأنا أكثر قرباً منك..
وأكثر حباً لك..
وأكثر إصراراً عليك..
وأكثر تمسكاً بك..
فلِمَ مَعِي يصعَب كل شَيء؟
/
/
لأنني أدركت حقاً..
أن مكانك معي..
هنا بجانبي..
وليس بعيداً عني..
أو مع الآخرين..
مهما كانت صلة قرابتهم بك ..
ومهما كانت درجة صداقتهم لك ..
/
/
بل ها هي الأيام تثبت لك..
يوماً بعد يوم..
أن شكوكك ..
من نسج خيالك ..
وأن مخاوفك ..
ليست في محلها ..
/
/
وصدقني أيُّها ( الوِد ) ..
فأنا أعرف ..
ما تشعر به من ( غيرة ) ..
بسبب حبك المجنُون ..
وكيف تفسر كل شيء حولي..
كما تراه غيرتك..
حتى لو لم تقلها لي..
حتى لو لم تظهرها لي..
مهما كان السبب..
حتى لو أخفيتها عني..
وأعرف أنها خارج إرادتك..
لا دخل لك فيها..
/
/
ولكن هلاّ خففت منها..
ولو قليلاً؟
هلاّ جعلتنا نستمتع..
بأيامنا الحلوة؟
ولحظاتنا السعيدة؟
دون منغصات؟
دون عتاب متواصل؟
ودون شكوكٍ ..
وأوهام؟
فأنا لك وحدك..
ألا تذكر؟
/
/
ألا تذكر حينما قلت لك دوماً..
وما زلت أقول لك ..
وبصَوت عالٍ ..
من حين لآخر..
بأن غيرتك جزء من جمالك؟
جزء من جاذبيتك؟
جزء من تعلقي بك؟
وعدم التفاتي لغيرك؟
/
/
فلم لا تجعل غيرتك عليَّ..
وسيلة لإقترابي منك؟
والتصاقي بك؟
لا وسيلة لإبتعادي عنك؟
ونفوري منك؟
لِمَ؟
/
/
أليست الغيرة دليل الحب؟
إنني أحسبها كذلك..
وإن لم تكن في كل شيء؟
وإن لم تكن مع كل إنسان؟
فلِمَ نجعلها دليل الشَّك ..
والريبة؟
وعنوان التوتر ..
والقلق؟
لِمَ؟
قِل لِمَ صَامِت؟
/
/
أعرف أنك ربما قلت الآن..
إنني أوافقك الرأي..
إنني مقتنع بكلامك لي..
وسوف أحاول..
أن أقلل من غيرتي..
سوف لن أضايقك بها..
سوف لن أعود اليها..
ولكنني أعلم أيضاً ..
أنك لا تلبث أن تعود ..
وتغار أكثر من ذي قبل؟
/
/
فأنا أعرفك تماماً ..
وأعرف جنونك..
وأعرف طبيعة غيرتك..
أعرف كل شيء فيك..
والمشكلة أنني..
أحب تلك الغيرة فيك..
أقبلها منك..
لأنني أعرف دوافعها..
ويكفي أنها منك..
وليست من شخص آخر؟
/
/
آهٍ .. على آه ..
كأنني بك تقول الآن..
أوَ صادق أنت..
أوَ هناك شخص آخر؟
يحبك؟
ويغار عليك مثلي؟
مستحيل ..
من هو؟
كيف عرفته؟
ومنذ متى؟
وبأي صفة؟
وهل ما زال؟
قل لي الآن..
لا تتهرب من سؤالي..
هيّا بسرعة ..
ارجُوك؟
/
/
يا إلهي..
أرأيت بنفسك؟
ألم أقل لك لن تستطيع..
سوى أن تغار؟
/
/
فهكذا أنت..
مهما حاولت ..
وحاولت؟
ومهما وعدت ..
ووعدت؟
ومهما تظاهرت
بعدم ذلك ..
أليس صحيحاً ما أقوله؟
لا تقل .. ( لا ) أرجوك؟
بدليل أنك تبتسم الآن..
تخفض رأسك ..
تداري خجلك؟
تحمرُّ وجنتك؟
/
/
ولكن..
أعود وأقول..
ألم أقل لك..
إنها جزء من جمالك؟
جزء من جاذبيتك؟
/
/
فماذا أفعل؟
هكذا وجدتني أحبك..
هكذا رأيتني أعشقُك ..
بكل ما فيك..
بكل زعلك مني؟
وعتابك لي؟
ودلالك معي؟
ونظراتك السَّاحِرَة نَحوِي؟
/
/
ألا ترى؟
فأنا الآخر..
لا أقلُّ جنوناً عنك؟
لا أقل حباً عنك..
ولكن..
ومع ذلك..
أرجوك ..
خفّف عليَّ؟
راعني قليلاً؟
ذبحتني؟
.