الملاذ الآمن
بحثت كثيراً عن ذلك الصديق اللذي يطرق لي اسماعه كي أفضفــض
بما في نفسي .
وجدته اخيراً جالساً تحت شجرة كبيره تتدلى منها الأغصان .
وجدته يرمقني بنظراتٍ كأنه يعرف ما سأقول .. فجلست
بجواره كي ابوح له عما بداخلي .. فوجدته مهتماً بكل حرف أنطق به
وفي وسط فضفضتي خرجت من صدري تنهيدةٌ قويه .
قال : يا مسكين أقتلك العشق ؟؟
قلت : نعم .
قال : إن من واجب العشاق أن لا يبعدون
عن أحبابهم .. حينها لن تبحث عن صديقٍ كي تبوح له بهمـك بل إلى
حبيبك كي يسمعك وتسمعه وتبوح له ويبوح لك فالصديق وإن كان
مقرباً إلى القلب فالحبيب أقرب ...
وإن كان الصديق غالياً على قلبك فالحبيب أغلى
وإن كانت رائحة الصديق طيبه فإن رائحةالحبيب أطيب .
قـم واذهب إلى حبيبك فهو أولى مني ببوحك ولا تقم من مقامه إلا بعد
أن ترتاح سريرتك .
فنظرت إليه راضياً بكلامه الحكيم وانصرفت مسرعاً إلى من له القلب ينادي .
فالحبيب هو الملاذ الآمنهو من يسمعني ولسوف تهنأ به روحي .
نعم الحبيب هو الملاذ الآمن