عرض مشاركة واحدة
قديم 13-10-2008, 01:20 AM   رقم المشاركة : 9
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر


قبل زُهَاء الخَمس سنوات من الآن كان لدينَا فِ الحَارَة إثنَين من الجِيرَان ..

هؤلاء الإثنَين لَدَيهم وَلَدَان صَدِيقَان مع بهضهُم لايفتَرِقَان ..

تَتَرَاوَح أعمَارهُم مابين السَّابِعَة عَشَر وَالعشرُون رَبيعاً .. وَفِي ذَات يَوم ..

وَمَاأسوأه إكتَشَف الجَارَين ( الأبَوَين ) إن أبنَيهُمَا يَتَعَاطَان جَرعَات المُخَدّرَات

فَالأوَّل زَجَر إبنه شَرّ زَجرَه وَطَرده من البَيت قائِلاً له أنا لستُ أبَاكَ ..

وَلا أنتَ إبنِي ..

وَأصبح الإبن نهباً للإغتِصَابَات من قِبَل رُفَقَاء السُّوء واللوطِيين كَيفَ لا وَهُوَ

ذلك الغُلام الجَمِيل ذُو العَينَين السَّاحِرَتَين وَالحِجَّتَين المَقرُونَتَين؟

بل الأكثَر من ذلك .. إنه أصبَح يَتَعَاطَى جَرعَات المُخَدِّرَات بشَكِل مُفرَط ..

كَيف لا وَهُوَ الذِي أصبَح فِي مَأمَن وَمَامِن إنسَان يَخشَاه وَيَخَاف مِنه بِإستِثنَاء

أبِيهِ الذِي طَرَده وَإنقَشَعَت سِحَابَتِه مِنه؟

مَعَ مرُور الأيَّام أصبَح يَنَام فِي الشَّوَارِع وَالحََدَائِق العَامَّة وأحياناً فِي المَسَاجِد

كَيف لا وَهُوَ الذِي لم يَجِد بيتاً يَأوِيهِ وَحَضناً دَافِئاً يضمُّه وَذِرَاعِين تطوِّق جسده

وَيَدَين تَمسَح دمُوعه بِرِفق وَتَحتَوِيهَا؟

عَلَى صَعِيد آخَر أمسك الأب الآخَر إبنه وإحتَضنه وَحسسه بقِيمَته كَإنسَان

قَابِل للإنحِرَاف .. وَسَرَعَان مَاسَوفَ يعُود إلى سابِق عهده مطِيع لأهله ..

باراً بوالدَيهِ مُخلِصاً لوَطنه وَأكثَر ..

وَهُنا تسَاقطَت أرتال الدموع من عين الإبن كدليل صادق على رغبته في التَّوبَة

وإعتَرَف لأبيهِ بكل شَيء منذ البدَايَة .. وطلب من أبيهِ أن لايتركه وحِيداً يُصَارع

آلام ( الإنحِرَاف ) .. وإن يقِف بمُحَاذَاته وتعهّد لأبيه بالتوبَة ..

فماكان من الأب الأّ أن أخذه إلى إحدَى المصحَّات الطبية المتخصصة ..

في العِلاج من ( الإدمَان ) .. لم يمضِي سوى ثلاثَة أشهُر فقَط حتَّى عاد الإبن

كشمعة مضيئة .. يستفِيد من نورهَا كل من كانَ بقُربهَا ..

حِينَمَا رآى الأب الأوَّل إبن صدِيقه التَّائِب سئل عن الطريق الذِي سلكه الأب

الثاني مع إبنه والذِي جعله يعُود طيباً طاهراً بهذهِ السُّرعَة الفَائِقَة ؟

وعندما أسدوا بِها له .. ذهب مسرعاً بقية البحث عن ابنه ولكن سبق السَّيف

العذل ..

فقد توفَّى الإبن أثر تعاطيه لجُرعَة ( مُخدرَة ) قويَّة لم تمهله طويلاً !!

ما أريد قوله أخِي الأستاد القَدِير ( المَمْدُوح ) .. وهذا طبعاً بعد تهنئتُك ..

بعيد الفطر المبارك أعاده الله عليك وعلينا وعلى الأمتَين العربيَّة والإسلامِيَّة

بَاليُمنِ وَالبَرَكات .. هُوَ إن سقُوط الإنسَان في بحر ( المخدرات ) ..

أو ويلات ( الزنَى ) .. أو قُعر ( التَّدخِين ) وهَذَا أسَاس موضوعنا فِي هَذِهِ الأمسِيَة

الحِلوَة مِثلُك .. لايَعنِي نِهَايَة المَطَاف وإن نَبتَعِد عمَّن هو أقرَب النَاس لنَا أبَداً ..

بل يجِب أن نحسسه بشخصه وكيانه .. أن نخبره بأن الدنيا لازالت طويلَة أمامه

وإن بإمكَانه أن يعُود إلى سَابق عهده وأفضَل ..

وإن ماحصَل لهًُ لايعدوا مجرَّد سَقطَة وَحِيدَة من عِدَّة سَقطَات سَوفَ نواجهها

فِي القَادِم من الأيَّام ألا تُوَافِقنِي قِل بصَرَاحَة أرجُوك اُرِيدُ أن أطمَأن؟

نَعَم ..

يَنبَغِي أن نمدّ لهُ يَد العَون بقُوَّة ألاّ نَبخَل عليهِ بشَيء طالمَا فِي يَدُنَا شَيء؟

ما اُرِيد أن أكشِف عن غَمَامته وهُوَ الأستَاد أو الشَّيخ ( خالِد ) إبن جِيرَانُك ..

وهُوَ مِحوَر القصَّة وَطَرَفهَا .. إن إبتِلاءِه في ( التَّدخِين ) لايَعنِي نِهَايَة المَطَاف

ولايَعنِي سقُوطه فِي الوَحل وَالمِياه الضَّحلَة والمُستَنقعَات لا مُستَحِيل ..

بل هذا يَعنِي إنه سقط فِي أولى السَّقطَات الحَيَاتِيَّة .. وَسهلاً علينَا أن نمدّ إليهِ

يَدَينَا لننتشله من هذِهِ السَّقطَة وبهُوَينِي وعلى مَهَل فَهَل نستَكثِر عليه ذلك ..

وهو الإبن الصَّالِح البَار المَحَافِظ على صلاة ربّه قبل أيَّام قليلة كَمَا قد قُلت ..

وَتَقُول؟

حمانا الله وإيَّاك من شرور هذهِ الدنيَا .. وأن يرزقنا الذرية الصالحَة .. وأن نكون ..

خير أباء لأبنائنا .. وبناتنا .. ونسائِنا حتّى .. انه سميعُ ُوللدعوَات مُجِيب ،،،


/

/

/


إنتـَــر