عرض مشاركة واحدة
قديم 13-04-2003, 08:34 PM   رقم المشاركة : 4
نفس الشا طر
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية نفس الشا طر
 





نفس الشا طر غير متصل

في مرابع بني سعد نشأ اليتيم وربي في أحضان السيدة حليمة السعدية:


كانت حليمة تحدِّث أنها خرجت من بلدها مع زوجها وابن لها صغير ((واسمه عبدالله بن الحارث بن عبدالعزى)) في نسوة من بني سعد تلتمس الرضعاء،تقول السيدة حليمة:
خرجت على أتان ((أي الحمارة)) لي قمراء ((أي شهباء)) معنا شارف لنا ((أي ناقة مسنة))،والله ما تبض بقطرة ،وما ننام ليلنا أجمع من صبيِّنا الذي معنا ،بسبب بكائه من شدة الجوع،فخرجتُ على أتاني حتى قدمنا مكة نلتمس الرضعاء،فما منا أمرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله فتأباه إذا قيل لها إنه يتيم،وذلك أنّا إنما كنا نرجو المعرفو من ابي الصبي ،فكنا نقول :يتيم! وما عسى أن تصنع أمه وجده! فنأباه ، فما بقيت أمرأة إلا وأخذت رضيعا ،غيري،فلما أجمعنا على الإنطلاق قلت لصاحبي ((تعني زوجها الحارث بن عبدالعزى)) : والله أني أكره أن ارجع من بين صواحبي ولم آخذ رضيعا،والله لأذهبن لذلك اليتيم فلآخذنه! قال : لاعليك أن تفعلي عسى الله أن يجعل فيه بركة!

قالت :فذهبت إليه فأخذته،وما حملني على أخذه إلا أني لم أجد غيره،فأخذته ورجعت لرحلي،فلما وضعته في حجري أقبل علي ثدياي بما شاء من لبن،فشرب اليتيم حتى روي،وشرب أخوه حتى روي ثم ناما،وقام زوجي إلى شارفنا ((أي ناقتنا الهزيلة)) فإذا إنها لحافل ((أي كثر لبنها في ضرعها واجتمع))،فحلب منها ماشرب،وشربتُ معه حتى انتهينا ريا وشبعا،فبتنا بخير ليلة!

ولا زلنا مع السيدة الفاضلة حليمة السعدية مرضعة اليتيم صلى الله عليه وسلم حيث قالت:
يقول صاحبي حين أصبحنا : تعلمي والله ياحليمة،لقد أخذت نسمة مباركة! فقلت : والله أني لأرجو ذلك!

ثم خرجنا وركبت أتاني،وحملته عليها معي،فوالله لقطعت بالركب،مايقدر عليها شي من حمرهم،حتى إن صواحبي ليقلن لي : يابنة أبي ذؤيب،ويحك اربعي علينا ((أي انتظرينا )) ،!

ثم قدمنا منازلنا من بلاد سعد ،وما أعلم ارضا من ارض الله أجدب منها ،فكانت غنمي تروح عليّ حين قدمنا حين قدمنا به معنا شباعا لُبنا،فنحلب ونشرب،وما يحلب إنسان قطرة لبن،ولايجدها في ضرع،حتى كان الحاضرون من القوم يقولون لرعيانهم: ويلكم أسرحوا حيث يسرح راعي ابي ذؤيب،فتروح أغنامهم جياعا ما تبض بقطرة لبن،وتروح غنمي شباعا لبنا!

فلم نزل نتعرف من الله الزيادة والخير حت مضت سنتاه وفصلته،وكان يشب شبابا لايشبه الغلمان،فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلاما جفراً ((أي شديدا غليظاً)) ،فقدمنا به على أمه ونحن احرص شي على مكثه فينا،لما كنا نرى من بركته،فكلمنا أمه،وقلت لها : لو تركت بُنَي عندي حتى يغلظ،فإني أخاف عليه وبأ مكة،فلم نزل معها حتى ردته معنا.

فرجعنا به فوالله أنه ،بعد مقدمنا به بأشهر ،مع أخيه لفي بهم ((والبهم صغار الغنم)) لنا خلف بيوتنا،إذ أتانا أخوه يشتد،فقال لي ولأبيه : ذاك أخي القرشي قد أخذه رجلان عليهما ثياب بيض،فأضجعانه فشقا بطنه،فهما يسوطانه ((أي يضربان بعضه ببعض ويحركانه)).

فخرجتُ –أي السيدة حليمة- أنا وابوه نحوه،فوجدته قائما منتقعاً وجهه،فالتزمته والتزمه أبوه،فقلنا: مالك يابني ؟ قال: جاءني رجلان عليهما ثياب بيض،فأضجعاني وشقّا بطني فالتمسا فيه شيئا لاأدري ماهو؟

فرجع به إلى خبائنا وقال لي ابوه : ياحليمة ،لقد خشيت أن يكون هذا الغلام قد أصيب،فألحقيه بأهله قبل أن يظهر ذلك،فاحتملناه،فقدمنا به مكة على أمه،فقالت : ما أقدمك به يا ظئر ((والظئر هي المرأة التي ترضع ولدها))،وقد كنتِ حريصة عليه وعلى مُكثه عندك؟ فقلت: قد بلغ الله بابني وقضيت الذي علي،وتخوفت الأحداث عليه،فقالت أمه السيدة آمنة : ما هذا شأنك فاصدقيني خبرك، فلم تدعني حت أخبرتها قالت : افتخوفت عليه الشيطان؟ قلت :نعم، قالت : كلا ،والله ماللشيطان عليه من سبيل،وإن له لشأنا،أفلا أخبرك خبره؟ قلت :بلى. قالت : رأيت حين حملت به أنه خرج مني نور اضاء قصور بصرى من ارض الشام،ثم حملت به فوالله ما رأيت من حمل قط كان أخف علي ولا أيسر منه،ووقع حين ولدته وإنه لواضع يديه بالأرض،رافع رأسه إلى السماء..دعيه هنك فانطلقي راشدة!!!!!

وهكذا تجلت العناية الإلهية باليتيم محمد وهو طفل صغير في مرابع بني سعد وحفظه الله بحفظه،ونشأ في حضن السيدة العظيمة صاحبة الشرف العظيم حليمة السعدية







التوقيع :
الــــــــــــــشــــاطــــــــــــــر