عرض مشاركة واحدة
قديم 30-09-2008, 12:06 AM   رقم المشاركة : 6
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة



الأستاد الفاضِل ( أسِير الوِد ) ..

بُورِك المَولَى فِيك .. وكل عام وَأنتَ تَرفَل بثَوب الصِّحَّة والعَطَاء ..

ودِعنِي أسألكَ ..

نعم هذا هو العيد أتَى .. فهل هو نفسه العيد السابق؟

ربما كان كذلك لدى البعض من الناحية الإسمية ولكن هل هو كذلك ..

من حيثُ الفرحة به؟

اقصد هل هناك من تغيير فيه؟

وإن كان كذلك .. فأي نوع من التغيير؟

هل هو جميل أم غير ذلك؟

هل تستطيع ان تجلس مع نفسك ولو للحظات قليلة وتكتشف نقاط الفرق

بين هذا العيد وسابقه؟

أرجوك لا تستعجل المواقف السلبية .. فقط ابحث في الاشياء الحلوة ..

وسوف تراها بأم عينيك ..

ألا يكفي هذا العيد جمالاً اننا التقينا فيه بأعز الناس الى قلوبنا؟

او على الأقل سمعنا صوتهم ولو من بعيد وأطمأننا عليهم ..

وسعدنا انهم بخير؟

ألا يكفي اننا عرفناهم بحقيقة مشاعرنا نحوهم واننا لم ننسهم ولم يغيبوا

عن ذاكرتنا؟

ألا يكفي اننا من خلال هذا العيد عرفنا اين هم وسبب غيابهم عنّا ..

وأحوالهم الصحية .. ليس فقط لنرسل لهم باقة ورد جُورِي جميل ..

وهم على الأسرَّة البيضاء .. بل لكي نصحبها بدعوات صادقة من القلب

بأن يعودوا لنا كما كانوا في كامل صحتهم ونشاطهم؟

ألا يكفي هذا العيد جمالاً ان نصحح مفاهيمنا في الكثير من الامور القاصرة

التي كنا غير محقين فيها ..

وإن نكون اكثر وعياً وتفهماً لما يدور حولنا؟

لاشك ان مفهوم العيد ومعناه يختلف من شخص لآخر بفعل العديد ..

من المتغيرات المحيطة .. منها المكان والوقت والظروف وغيرها ولكننا حتماً

حينما نبحث عن الأشياء الجميلة في العيد سوف نجدها ولكن السؤال ..

هل يكفي ان نجدها ام ان نستمتع بها؟

وإذا استمتعنا بها .. فكيف نستطيع ان نُطيل امد هذا الاستمتاع وأن نوظفه

لصالحنا وصالح من نُحب من صخب الحياة وضوضاء المدنية ومشاغل الدنيا

المتراكمة المتزايدة التي لا تنتهي كيف؟

اشياء كثيرة وكثيرة جداً يمكن ان نضيفها لجمال العيد ..

لأن الجمال وحدة متكاملة .. رؤية شاملة .. حلقة متصلة الا توافقنِي؟

انظر ان شئت الى زرقة البحر الهادئة حينما تمتزج بخضرة الطبيعة ..

من حولها المترامية على اطراف شواطئ البحر ..

انظر ان شئت لهذه الطبيعة الغنّاء زرقة البحر وخضرة الشاطئ من مكان

عالٍ او من شُرفة مطلة من فندق عالٍ مجاور لهذه الطبيعة كيف تجدها؟

كيف تنظر اليها؟

هل تكتفي بالنظر اليها من بعيد .. من تلك الأجواء العالية؟

ام انك تود الترجل من هذا المكان العالي والنزول الى حيث الطبيعة ..

والسَّير على ارضها حيث الرمال اللازوردية الناعمة والقدمان حافيتان ..

تداعبان ذرات الرَّمل الناعمة؟

هل تكتفي بالسَّير بمُحاذاة الشاطئ .. ام تدخل قليلاً للبحر لتجمع بيديك ..

بعض الأصداف المائية .. وتبحث عمَّا بداخلها من اسرار كونية لتكتشف ..

وبنفسك ان هناك مكنونات كثيرة وأسراراً عجيبة مازالت بحاجة لكثير ..

من الإجابات الشافية؟

بل ما رأيك وأنت في تلك الأجواء العيدية بجانب زرقة البحر وخضرة الشاطئ

ما بالك بنسائم البحر الخفيفة تلفح وجنتيك .. وأنت جالس بإسترخاء ..

مغمضاً عينيك؟

تفكر فقط في البعد عن الضوضاء والتفكير في اللاشيء ..

فقط لتعيش لخظاتك الحلوة .. فقط لتنعم بهذا العيد؟

لابد وان تشكل لك تلك الاجواء معاني رائعة .. لابد وان تُجبرك ..

على ان تكون ملهماً..ان تكون شاعراً..لابد ان توحي لك باشياء وأشيَاء

ستظل عالقة في ذهنك .. لا يمحو ذكراها مرور السنين او مشاغل الحياة

لأنها شيء مختلف ليس ككل المناسبات التي عشتها؟

هكذا هو العيد حينما نقضيه في اجواء رائعة مع الأحبة مع الضحكات البريئة

والقفشات الحلوة..وإسترجاع المواقف اللطيفة التي تجعلنا نضحك بصدق

ونتحدث بعفوية ..

دون الإحساس برقيب ودون الحاجة لتصنّع او استخدام اقنعة زائفة لا تلبث

ان تزول مع اول موقف حقيقي يحدث لنا مع الآخرين؟

هكذا هو العيد ..

حينما نحاول ان نخرج من قوقعتنا .. وعندما ننزل من ( برجنا العاجي ) ..

وعندما نحاول ان ندرك تماماً ان هناك متسعاً كبيراً للكل في هذه الحياة..

وحينما نعي ان الحياة تعاون على الخير وبذل في العطاء وتسامح وعفو

نعم هكذا هو العيد سوف نشعر بقيمته اكثر حينما نتهادى فيه بكل عفوية

وبساطة ..

وحينما نشارك الأطفال فرحتهم به..وحينما نؤكد من خلاله لأولئك الذين..

تبعدنا عنهم مسافات مكانية بعيدة .. بأننا معهم ولهم لم ولن ننساهم ..

لأن العيد يولد شوقاً والشوق يزيد من عمق المحبة والمحبة تقرب القلوب

والقلوب حينما تسعد سوف تنظر للعيد وللحياة بمنظار اكثر جمالاً وشفافية

جعل الله ايامنا وأيامكم كلها اعياداً وكل عام وانتم بخير ،،،



/

/

/


إنتـَــر