قبل أن نعترض على دور ( السّينمَا ) في أرجَاء الوَطَن ونُوكِيل لَهَا سَيل
من الإتِّهَامَات هلاّ تَرَيَّثنَا قليلاً وَسألنَا أنفُسنَا عن مَاهِيَّة الأفلام ..
التِي سَتُذَاع من خِلال شَاشَتهَا مَا إذَا كَانَت ( ثقَافِيَّة ) ..
وتفتِّح عقُول مَن لا إنفِتَاح لهم وتنوّرهُم أم إنَّهَا سَتُذِيع أفلام ( إبَاحِيَّة )
جِنسِيَّة مُخِلَّة بَالأدَب العَام وَمَاشَابَه؟
هَلاّ قدَّمنَا الخَير على الشَّر وتَفَاءلنَا بهِ وَوَضَعنَاه نَصْب أعيُننَا ..
وَنَظَرنَا لـ ( السّينمَا ) من الزَّاويَة الجَمِيلَة المُشرِقَة المُحَبَّبَة لقلُوبنَا ..
وَقلُوب أبنَائِنَا اللذِينَ اُصِيبُوا بالكَبت أحياناً .. وَبَالقَهر أحيانٍ اُخرَى ..
لِعَدَم وجُود مَايرفّهُون بهِ عَن أنفُسهُم فِي وَطَن يُفتَرَض أن يكُون الأكثَر تفتُّحاً
إستِنَاداً عَلَى مَايملكِه من خَيرَات وَفِيرَة قِلمَا تَجِد مَثِيلاً أو شَبِيهاً لَهَا ..
فِي أرجَاء المَعمُورَة؟
يا الله لِمَ هَذِهِ النَّظرَة ( التَّشَاؤمية ) فِي وَطَن يملك الكَثِير وَالكَثِير ..
من رِجَال الدِّين وَالحَسبَة مِمَن لن وَلَم يَسمحُوا بعَرض مَشهَد يَتَنَافَى
مع شرِيعَتنَا الإسلامِيَّة الحَقَّة وَدِينُنَا الإسلامِي الحَنِيف الذِي كَانَ وَلَم يَزَل
منذُ الأزَل يحكُم بشَرِيعَة الله وَدستُورِه؟
إلى متى تظل ( السّينَمَا ) الجَمِيلَة مُحرَّمَة يُحظر الحَدِيث عَنهَا ..
وَيُسَاء تَفسِيرُهَا ويُقلل مِن أهَمِّيتها لِي أنَا كإنسَان بيَنَمَا أنَا فِي أمَسّ
الحَاجَة اليهَا ليسَ لشَيء فَقَط للتّرفِيه عَن نَفسِي وَتَغيير الرُّوتِين المُمِل
الذِي مَافَتَأ يَفتُك بِي؟
أنظُر إن شِئت إلى مَايقصده الشَّعب السّعُودِي الكَرِيم حِينَمَا يَذهَب ..
فِي رِحلَة إستِجمَامِيَّة إلى إحدَى الدوَل المُجَاوِرَة وَفِي أي إتِّجَاه يَذهَب
سِوَى دَار ( السّينَمَا )؟
أليسَ من حَقِّنَا أن نُحَافظ على مكتسِبَات الوَطَن .. وَأمواله المُهدَرَة ..
في الخَارِج من خِلال فَتح ( سِينَمَا ) لَدَينَا ذلكَ أفضَل وَبكَثِير ..
من أن يَستَفِيد منها غَيرنَا .. مِمَن لَدَيهُم ( سينَمَا ) تفتِّح الكَبِير ..
وَتُبَصِّر الصَّغِير؟
مَاذَا لَو ذَهَبت برِفقَة حَرمُك المَصُون لمُشَاهَدَة إحدَى الأفلام العَرَبِيَّة الحَدِيثَة
وَالتِي اُذِيع عَنهَا مُسبقاً وَسَط أجوَاء رُومَانسِيَّة حَالِمَة تظللكُم عِنَايَة الله ..
وَتَتَبَادلُون القَفشَات الحِلوَة وَتَتذَوَّقُون مَاهُوَ بينَ أيديكُم من أقدَاح ..
وَعَصِيرَات وَمَشرُوبَات بَارِدَة .. وَفِيشَار سَاخِن تستلذُّ بِهِ ألسِنَتكُم جَنباً ..
إلَى جَنب مُلتَصقِينَ بَالأفخَاذ أفَلا يُعجِبك هَذَا؟
قَد ينظُر البَعض منَّا على إنّهَا وَأقصُد دَار ( السّينَمَا ) على إنَّهَا ( سَلبِيَّة )
ومعه الحَق بَل كُل الحَق فِي ذلك ولانلومه .. ولَكِن يَنبَغِي أن ننظُر للأمُور
من جَانبهَا المُشرِق .. لايَنبَغِي أن ننظُر إليهَا من جَانبهَا السَّيِّء ..
وَحِنئذٍ سَوفَ تتغيَّر وَلاشَك نَظرَتنَا لـ ( السينَمَا ) ..
بإختِصَار شَدِيد وَشَدِيد جداً أنَا أؤيِّد ( السّينَمَا ) وبصََوت عالٍ بل وَأطالِب
بفَتح المَزِيد منها ليسَ فِي الرِّيَاض وإنتَهَى الأمر وَليسَ فِي جدَّة وَخَلاص
وَلَيسَ فِي شَرق الوَطَن وَكَفَى بَل فِي كُل أرجَاؤه سوَاء المُدُن الرَّئِيسِيَّة
أو حَتَّى القُرَى وَالهِجَر الصَّغِيرَة والله أعلم بما تُخفِيهِ الصدُور ..
وَعِيدُكِ مُبَارَك أستَادَه ( وِد الجَوف ) كَي لايَسبِقنِي أحَد فِي تَهنئَتُكِ به ،،،
/
/
/
إنتـَــر