عرض مشاركة واحدة
قديم 23-09-2008, 03:54 AM   رقم المشاركة : 6
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة



يقَال إن الظِّفر لايخرُج من اللحَم .. كدليل على إنَّ الأهل لن يتخلُّوا بمَكَان ..

عن إبنهم ..

حتَّى وإن عَصَى شَورهُم .. فِي الزوَاج من فَتَاة قَد لايرُونهَا منَاسبَة له ..

بينَمَا هو يرَاهَا نَافذَته الوَحِيد .. اللتي يطُل من خلالهَا على العَالَم بأسرِه ..

حتَّى وإن عَصَى شورهُم وخَالفهُم الرَّأي .. فالأيَام كَفِيلة بتضمِيد الجِرَاح ..

وإعَادَة المِيَاه إلى مَجَارِيهَا .. وَلَو بعد حِين أليسَ كذلك؟

قد يغضَب البعض من وجهَة نظري .. ولكِن ألسنَا فِي منبر حُر ..

لنقول مافِي أنفسنا ..

لنُعبِّر عمَّا في خواطرنا في فضَاءات واسِعَة لاتحدّهَا حدود ..

أو أيما مسَاحَات ضيِّقَة؟

وليتنا نعي قيمة تلك المشاعر الجميلة المفقودة بداخلنا ومن حولنا ..

ونصر على الاحتفاظ بها مِمَن يحاولون تجريدها منا .. وحرماننا منها ..

ونعني ان تلك المشاعر بحاجة لفضاءات رحبة تنطلق فيها دون حدود

تماماً كما هي العصافير تحلق في الفضاء كيفما شاءت ..

ووقتما شاءت ..


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة



ليتنا ندرك طعم تلك الاحاسيس اللذيذة بداخلنا .. ونحاول ان نستلذ مذاقها

ذو النكهة الفريدة .. وندرك ان تلك الأحاسيس بحاجة لمساحات خضراء ..

تنبت فيها دون قيود ..

لتنمو على نحو طبيعي ومنسجم ..

بل ليتنا نعرف اننا مع كل يوم يمر ومع كل ساعة تمضي بل ومع كل لحظة

ترحل من عمرنا .. نفقد جُزءاً كبيراً من ذلك ( الحُب ) الذي اوجده الله فينا

ليس لأننا لا نستمتع بهِ فحسب ..

بل لأننا نحرم الآخرين منه .. ومن الإستمتاع به ..

من خلال عدم مشاركتهم ايّاه ..

بالصُّورة التي يكتمل فيها عقد منظومة الحب تلك .. اولئك الآخرون الذين

ينتظرون منا ولو مجرد كلمة حلوة صادقة .. وإبتسامة رقيقة حانية ..

وإعتراف بالجميل في حقهم معنا .. فما بالكَ اذن باتخاذ قرارات مصيرية ..

تحدد وضعهم معنا وموقعنا منهم؟


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة



في كثير من الأحيان لا نشعر بقيمة هذا( الحُب ) الكبير الصادق بداخلنا

لمن نحُب ..

الاّ حينما نفتقد هذا الإنسان الرائع .. الذي تعودنا عليه .. ولو بشكل مؤقت ..

ولو لأيام قليلة .. او حتى سويعات تعد على اصابع اليد الواحدة ..

وحينئذٍ نشعُر وكأننا ضائعون من دونه .. نشعر وكأن هناك شيئا اساسياً ..

في حياتنا ينقصنا .. ولا نستغني عنه ..

نعم نشعر هذا الشعور حينما يستكثر علينا ( الأهَل ) حتى مجرد سماع صوته

للإطمئنان عليه .. والشعور بالراحة لأنه بخير ..

نشعر بهذا الشعور حينما ينصرف عنا بقلبه ..

حينما يقرر بنفسه تناسي كل شيء جميل كان يجمعنا .. بل حينما يحاول بأصرار

التخلص وقطع كل مازال يربطنا .. شعور غريب بالفعل؟

ولكن لك ان تتخيل ذلك الإنسان الذي ملأ عليك قلبك وشغل تفكيرك ..

وأضحَى كل شيء بالنسبة لك .. ثمّ يقاطعك فترة طويلة ولا يسمعك حتى صوته

بحجة الإنشغال ..


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة



لك ان تتخيل ذلك الإنسان الذي غيَّر مفهومك التقليدي للحياة بشكل جميل

وجعلك اكثر اقبالاً عليها .. ورغبة فيها .. وتشوّقاً اليها فقط لأنه جُزء منها ..

ثم يبخل عليك حتى بمجرد إبتسامة .. وهو يعلم انها تعني الكثير والكثير ..

بالنسبة لك؟

ثمَّ لك ايضاً ان تتخيل شعورك المتأجج له .. وإحساسك الشّفّاف به ..

بعد ذلك الغياب الطويل .. وبعد ذلك التفكير المستمر به والذي لم ينقطع ..

لحظة واحدة رغم انقطاعه عنك ..

تخيل بعد هَذهِ الفترة المتعبة تسمع صوته من بعيد يعاودك السلام بكل هدوء

ويلقي عليك التحية بكل رسمية .. وأنت من بعيد ايضاً ترد عليه التحية بالمثل

ولكنك غير متأكد من معرفته بعد؟

الاّ أن بداخلك احساساً عميقاً ..

وشعوراً شبه اكيد .. بأن هذا الصَّوت القادم من بعيد ليس غريباً عليك ..

بأن تلك الأنفاس العذبة هي ما تبقى لك منه وهي ما يبث فيك روح التواصل

مع الحياة والآخرين ..

وحقيقة الأمر .. انك تعرفه من اول نفس تسمعه منه .. ولكنك غير مصدق ..

لما تسمعه وتراه .. ورغم عتابك عليه الاّ انك تشكره كثيراً بينك وبين نفسك ..

وتشعر على الأقل .. ان هناك بعض ( الوِد ) ..الذي مازال يربط بينكما ..

وبدل ان تعاتبه وتستنكر عليه انقطاعه وغيابه .. تجدك تستمع اليه بكل لهفة ..

وشوق ..

وتتمنى الاّ يتوقف .. او يكف عن الحديث .. تتمنى في تلك اللحظة ..

ان تتوقف عجلة الزمن .. لتبقى معه .. لتأنس به .. لتستعيد معه ..

كل ذكريات الماضي الجميلة ..


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة



أليس ذلك الشعور الذي تشعر به نحوه هو ( الحُب ) نفسه قل بصَرَاحَة؟

يا إلهي؟

ما اشد رغبتنا في الحياة وأكثر تمسكنا بها حينما نجد فيها توأم روحنا ..

حينما نجد فيها من يشاركنا افكارنا .. وكأنه يقرأ ما في عقلنا ..

ما اشد فرحتنا وسعادتنا بأنفسنا حينما نشعر مجرد شعور اننا ادخلنا البسمة

على شفاه من نحب وأرحنا قلبه في الوقت الذي كان يعتقد فيه ان لا احد معه

يحس به .. لا احد معه يقف بجانبه؟

بل ما اشد المنا وتعاستنا حينما نعلم ان ذلك الإنسان قد مر بأيام صعبة ..

وليَال متعبة .. ومع ذلك لم نستطع ان نقدم له جزءاً بسيطاً من حقه علينا ..

ولكن هكذا هي الحياة ..

لا تمنحنا الفرصة في الكثير من الأحيان .. في التعبير عمَّا نريد او تقديم ..

ما نرغبه بالشكل الذي نحبه ونتمناه ..

ولكن عزاؤنا ان بداخلنا حُباً لا تسعه الدنيا .. لأشخاص معينين ..

وفي قلوبنا مكان كبير لا يتَّسِع سوى لهم وبعقولنا مساحات شاسعة مترامية

ليس لها هم وشاغل سوى التفكير بهم ..


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة



يا الله ما اجمل ذلك ( الحُب ) حينما يكون زاداً تتزود منه تلك المشاعر الفياضة

والأحاسيس المتدفقة .. وما أجمله حينما يكون عوناً لنا على الخير ..

تلك المشاعر التي نحسُّ بها مهما كانت محملة بالعتاب والغيرة وغيرها ..

الاّ انها جميلة في حد ذاتها .. ولعل مكمن جمالها انها تدل على الحب ..

وتؤكد عليه ..

الا يكفي هذا ( الحُب ) روعة وجمالاً .. ان تضحي بكل شيء .. ان تتنازل

عن كل شيء .. ان تكون مستعداً لقبُول اي شي .. مهما كان بسيطاً ..

فقط لترضي من تحب .. لتشعره انه اهم من كل شي .. حتَّى لو كَانوا أهلك

اللذِينَ سرعَان مَاسَوف يصالحُوك مع إنتَاج أوَّل باكُورَة من موالِيدُك؟

الا يكفي ان تكون وأنت في صلاتك ..

تشكر الله سبحانه وتعالى على ما انت فيه من نعمة محبة الآخرين عنك ..

بالإضافة الى تلك النعم الكثيرة .. التي انعمها الله عليك؟


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة



اشعُر احياناً انني اقصِّر في حق تلك المشاعر الجميلة حينما اكتب عنها ..

وذلك ( الحُب ) الذي مافتأ ينفَك عنِّي ..

لأني بالفعل اشعُر ان هناك الكثير والكثير جداً الذي لم اتحدث عنه ..

ولم اصفه كما ينبغي؟

ولكني حسبي ان يكون ( الحُب ) هو ( الوِد ) وفي منتدَى ( الوِد ) ..

الذي يحلو لي ان اطلقه عليه .. وهو ( الوِد ) الذي احلم بمصاحبته ..

ولك ان تتخيل أخي الأستاد القَدِير ( مُون ) .. ذلك ( الحُب ) ..

حينما يكون هو ( الوِد ) الحقيقي مقروناً بالصّفاء والصِّدق والإخلاص ..

فماذا اكثر من ذلك؟

لك ان تتخيل ذلك ( الحُب ) .. هو الأسماء الجميلة المميزة المرتبطة ..

بالمواقف الرائعة .. التي لاتنسى .. أفلا يستحق ان يكون مرتبطاً باسمك ؟

أفلا يستحق ان يكون له وضعه الخاص .. الذي يتناسب وتميزه؟

بَل لك ان تتخيل ذلك ( الحُب ) هو اجمل هدية تلقيتها في حياتك ..

أفلا يستحق منك ان تحافظ عليه وتصونه؟

ألا يستحق منك ان تبادله المشاعر بمشاعر اجمل منها ..

والأحاسيس بأحاسيس اروع منها؟

تلك هي المشاعر الصَّادقة .. بل بعضاً منها .. وذلك هو ( الحُب ) الحقيقي

فماذا نحتاج أكثر؟



/

/

/


إنتـَــر