عرض مشاركة واحدة
قديم 20-09-2008, 01:44 AM   رقم المشاركة : 9
أسيرة الود
( وِد ماسي )
 
الصورة الرمزية أسيرة الود

زميلة قديمة قابلتها في مناسبة لإحدى الزميلات
كنا قد افترقنا بحكم تنقلات العمل
كان يغلب على ملامحها الهدوء والاستقرار لم يكن هذا الوجه كذلك في آخر مرة كنت معها
تلك الزميلة كانت تحب زوجها جدا الا أن ذلك الزوج كان كثير التنقل بين مصر ودبي ودولة أوروبية
كان الزوج ميسور الحال ماديا ..أجمل من الزوجة وأكثر بياضا وكان جمالها عادي
وتعترف هي بذلك
كانت تتضرر من كثرة غيابه ..وتحمل المسؤولية في غيابه ..وعصبيته ..الا أنها تحبه ويعرف هو أنها تحبه
كان في كل مرة يقدم فيها إليها من السفر تستبشر وتروي لنا القصص عن لقائها وما يحدث بينهما ونحن بين ضاحكة ولها داعية وأخرى ساخرة مستهزئة لاستفزازها
كانت مجنونة به فعلا ..
في إحدى المرات تزوج عليها أخرى في دولة عربية ..والله اعلم ربما شعرت بحبه لتلك ..وربما أهملها أكثر ....
طلبت الطلاق منه...
رد عليها أنها تحبه ولن تتحمل الفراق فزادها ذلك قوة في الطعنة أكثر
أصرت على طلب الطلاق ...
لبى لها طلبها ....
أذكر حالها في تلك الأيام..كنت أخشى عليها وفاتها أو حدوث مكروها لها فقد كانت في حالة يرثى لها
عينان منتفختان الواضح منهما أنها لم تنم ليلها وان كثرة البكاء أنهكها ..تضع السجادة خلف مكتبها وتتمدد لاتواجهنا ولا تتحدث و لاتنهض الا عند موعد حصتها
صادف أن كنت أنا وهي وحدنا في غرفة المعلمات سألتها عن سبب وضعها هذا فذكرت أن زوجها حقق طلبها في طلب الطلاق قالت العبارة
وشعرت بحزن كبير لتلك النبرة التي ذكرت بها الخبر .لمتها وعاتبتها على إصرارها في طلب الطلاق وهي تحب زوجها ذلك الحب لانها أهلكت نفسها بذلك ..
ذكرت لي أنها تموت كل مرة يهملها فيها ....وقتلها أكثر انه يعرف أنها تعشقه ولا تستطيع الابتعاد عنه فزادها ذلك غيضا وإصرارا في طلب الطلاق
بقيت على هذا الوضع فترة ليست بالقصيرة وكانت تراه (طليقها) بين فترة وأخرى عند زيارتها لأبنائها في ذلك البلد الأجنبي الذي يدرسون فيها
وبعد مضي بضع سنوات تغيبت تلك الزميلة لمدة أسبوع أخذنا نتحمد لها على السلامة فذكرت لنا أنها كانت مسافرة ...فاعتقدنا أنها مسافرة عند أبنائها في الخارج
كنت على مكتبي منشغلة في بعض الأوراق وكانت تمر بين المكاتب لتذهب لحصتها مالت على وهمست في أذني أنها تزوجت وكانت متغيبة أسبوع إجازة لعرسها ذكرت ذلك وهي مبتسمة فرحت لها وهنئت.
ولكن بعد فترة زمنية قصيرة جدا من زواجها كثرت مشاكلها مع زوجها بسبب حبها لزوجها الأول وكانت في بعض الأحيان تغلق الباب على نفسها وتطلب الطلاق .
لكن ذلك الزوج كان صبورا وتحمل ثوراتها ...
تذكر لنا في بعض الأحيان أنها ظلمته بزواجها منه وقلبها معلق بزوجها الأول وفي بعض الأحيان تخجل من قوة تحمله وصبره عليها وهي تكلم زوجها الأول وتخاطبه بحجة الأبناء ..
كان هناك ناصحات لها بان تحافظ على زوجها الجديد وتحترم تحمله فربما هو خير لها لكنها كانت تذكر انه ليس بيدها والقلب وما يحكم ..
افترقنا بعد ذلك بضع سنوات وقابلتها في الحفلة سألتها عن زوجها توقعت على وضعها ذلك أن تقول أنهما تطلقا الا أنها ردت علي زوجي ؟!روووووعة ... ذكرت لها أني اسأل عن الزوج الثاني هزت رأسها بالإيجاب سألتها هل استقر الوضع أجابت :بنعم .
سألتها عن زوجها الأول أبو أبنائها : ضحكت وقالت في آخر مرة يسألني أنت لسه تحبيني ؟؟؟...
سألتها عن ردها ...ذكرت أنها تحب زوجها الثاني .أما الأول فلم يعد له ذلك التأثير
.
فسبحان الله مقلب القلوب جابر كسر النفوس ...






رد مع اقتباس