عرض مشاركة واحدة
قديم 16-09-2008, 12:54 PM   رقم المشاركة : 2
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


مِسَاؤكِ الرِّضَى اُستَادَه ( جَذَّابَة ) ..

اقتباس
لاتمنح قلبك لمن لايقدر قربك

كَيف لي أن أفعَلُ ذلك والأمر ليسَ بيَدِي وَرغماً عنِّي وليسَ لِي سيطرة ًعلَيه؟

يا سبحان الله ..

إن الإنسان حينما يحب شيئاً من قلبه .. فإنه يخلص له ويضحي من أجله

لدرجة قد يصبح معها ضعيفاً أمامه مُهَانَة كرَامَته حتى في الأمور والعادات

السيئة غير المشروعة..

ولكن ما أقصده .. وما أتحدث عنه .. وأرمِي إليه هنا ..

هو تلك العلاقة الإنسانية السَّامية الصَّادقة بين الناس عامة ..

والمحبين تحديداً ..

والتي ينتج عنها ضُعف خاص من نوع آخر بين كلا الطرفين .. أو أحدهما..

ورغم أنك تحزن أحياناً لكونك شعرت بنقطة ضعفك في الوقت الذي يفترض

أن تكون فيه قوياً .. خاصة في أوقات معينة وفي ظروف خاصة ..

إلا أنك ومن داخلك ترضى بهذا الضعف ..

الذي تمكّن منك .. لكونه غيَّر فيك أشياء كثيرة .. لم تكن تتوقعها ..

وأحال مفهومك للحياة بشكل أفضل وأجمل..

وأحياناً ومن قُبيل المكابرة لمشاعرك تحاول أن تكون رسمياً بعض الشيء

في حديثك مع هذا الإنسان .. الذي بدأت تنجذب إليه وتتعلق به ..

وفي طريقة تصرفاتك معه..

إن الضُّعف لا يأتي من كوننا عاجزين..أو غير قادرين على القيام بما نريد..

أو لأن هناك خطأ ما فينا .. كلاّ ..

بل نحن نضعف أحياناً لأننا نعرف كيف نحب بصدق نضعف لأن هذا الضِّعف

هو الوسيلة الجميلة .. والحقيقية التي نستطيع من خلالها أن نثبت لمن نحب

بأننا صادقون في أحاسيسنا معه .. ومستعدون للتضحية بكل ما نملك ..

في سبيل أن نقف معه .. وبجانبه ..

ونضعف لكي نثبت لمن نُحِب ..

أننا حينما نقسو عليه ونتخذ قرارات مجحفة بحقه فإننا لابد أن نغيرها من أجله

إكراماً له..

إننا نضعف معه لنقول له..ها نحنُ بين يديك غير مشغولين عنك لا يهمُّنا غيرك

فما عليك سوى أن تأمر وأن تتدلل ..

وحتى لوكان ضعفي بكاءاً .. فمن أجل من عساه أن يكون ولمن؟

أليس من أجل من نُحِب؟

من أجل من لهم فضل علينا؟

من أجل من أدخلوا السعادة لنفوسنا .. ورسموا البسمَة على شِفَاهُنَا؟

أليس لإحساسنا بالآخرين وتعاطفنا معهم؟

أليس لشعورنا بالذنب فيمن أخطأنا في حقهم وأسأنا إليهم؟

بل أليس لعجزنا أمام من نحب وعدم قدرتنا على إسعادهم أو تحقيق أمانيهم؟

بل أليس لعجزنا أمام رؤية كل شيء جميل ورائع دخل قلبنا وتمكن منه؟

بل أليس دليلاً على أن بداخلنا قلوبا صافية رحيمة رقيقة تحب الخير ..

وتسعى إليه .. وتعشق الجمال .. وتبحث عنه؟

يا الله كم نحنُ ضُعفاء أمام الكلمة الحلوة .. والإبتسَامَة الرَّقيقة ..

والطبطبة الحانية والمجاملة اللطيفة التي تنسينا كل شيء سبق وغضبنا منه؟

وكم نحن ضُعفاء أمام أولئك الذين يعرفون كيف يدخلون لقلوبنا ..

ويتحدثون بأسمنا نيابة عنا .. وبرضا منا .. لأن نشعر أنهم يخافون علينا ..

ويراعون مصلحتنا ..

وكم نحن ضعفاء أمام أولئك الذين ملأوا علينا قلوبنا راحة وأمناً ..

ورسموا على شفاهنا البسمة .. وعرَّفونا لغة الأشواق الحقيقية ..

وأذاقونا طعم السعادة بكل أبعادها؟

فيا لتلك المشاعر الصَّادقة التي تختلجنا وتهزنا بعنف كيف تُضحكنا وتُبكينا؟

كيف تسعدنا وتشقينا .. كيف تعرفنا بحقيقة أنفسنا وحقيقة من حولنا ..

كيف تجعلنا نتغير بسرعة وبشكل جذري ونبدّل من قناعاتنا ومفاهيمنا ..

فقط لأن مشاعرنا تريد ذلك .. فقط لأن أحاسيسنا لا تقبل بغير ذلك ..

فقط لأن من نحب ونعشق يستحق ما نضحي به من أجله من تغيرات ..

وتبدُّلات وتحولات..

أليس جميلا إذاً أن يكون ضُعفنا دليلاً .. على صدق مشاعرنا وحبنا؟

أليس جميلاً أن نفتخر بضعفنا .. لا أن نخجل منه؟

ألا يكفي أنني أنا وأنت إنسان؟ فلمَ ننكرعلينا إنسانيتنا؟

لمَ ونحن في حاجة إليها ؟ لمَ؟ أليست تلك قسوة على أنفسنا؟


/

/

إنتـَــر