عرض مشاركة واحدة
قديم 13-09-2008, 03:35 PM   رقم المشاركة : 8
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر


اقتباس
فالحياة أوسع ..

من أن نضيقها بالهموم والدموع..

والقلوب أطهر

من أن نلوثها بالكره والضغينة..

الحــب أعظم ..

من أن ندفنه باللوم والعتاب وسوء الظن ..

حَسَنَاً !!

هكذا هي حياتنا في الكثير من جوانبها او في معظمها لانملك سوى ان نهز ..

رؤوسنا كدليل على علامة الرضا..بينما من داخلنا وواقعنا نرفض مانمارسه

وبشدة ..

وأتمنى أستاد ( vetro ) ان تكون انت عكس ذلك تماماً ..

ولو كنت كذلك فيا لك من محظوظ. ..

نعم احياناً تكون محظوظاً حينما يجوب بك ذلك القارب البحر عبرامواج هادئة

تَرى من خلالها عالم البحر الجميل وصفاءه .. ترى تلك الأسماك ..

والحيوانات البحرية المختلفة الأنواع .. بأشكالها المتغايرة واحجامها المتباينة

وألوانها الزاهية ..

تراها تقفز من حولك كأراجوز يريد ان يريك مواهبه المتعددة ومداراته المتفردة

تَرى تلك الأسماك وغيرها من الكائنات البحرية تنتقل من مكان لآخر بحُرِّية ..

وانت تنظر لما يدور حولك وتتابع المشهد بكل اهتمام وحرص ولسان حالك

ربما يقول ..

ليتني اعيش تلك الحرية التي تحياها تلك الكائنات البحرية ليتني انطلق مثلها

بحرية مشروعة دون قيود .. ليتني اعبّر مثلها عمّا اريده واتمناه دونما خوف

من إساءة فهم .. او تأنيب .. او إحتقار وتجاهل متعمد ..

ليتني فقط اعيش في هدوء وسلام دونما مشكلات وإهانات ..

وبين هذا وذلك .. تعاود النظر لما يجري حولك في البحر من مشاهد طبيعية

تأخذ الألباب ..

اجواء غير عادية تجعل للحظات التفكير معاني اخرى جميلة هادئة ..

تستطيع ان تتأمل وتفكر فيها بصفاء ذهن ..

حيث رذاذ نسمات البحر الباردة تلفح وجهك فتتساقط برفق على خديك ويديك

لتكون اشبه بقطرات ندى فجرية منعشة تلطِّف حرارة الجو من حولك..

نعم اجواء رومانسية حالمة تجعلك اثناء تلك الرحلة الرائعة تعيد حساباتك ..

في هدوء ..

وتسترجع ذكريات الماضي الجميلة على اقل من مهلك وتبني احلامك ..

وطموحاتك المستقبلية ..

بمجرد وصولك لشاطىء المستقبل الذي ينتظرك بشوق فاتحاً لك ذراعيه..

وانت في مثل هذه الاجواء الرائعة التي يحلم بها كل انسان ينشد السعادة

والهدوء والبساطة ..

وانت في مثل هذه الاجواء .. لاتفكر في وقت الوصول بل تريد ان تطول ..

تلك الرحلة وتطول لايهمك الوقت الذي تقضيه فيها بقدر ما يهمك كمية المتعة

التي ستحياها كلما طال وقت الرحلة .. وكلما رأيت زُرقة ذلك البحر ..

وامتداده إللاّ محدود .. وأسراره التي لاتنتهي وكنوزه التي تعرف جُزءاً ..

من المفاتيح السرية لبوابته الغامضة .. التي يحار في فهمها كل انسان ..

حاول الوصول اليها .. او كلما اعتقد انه نجح في ذلك..

هذه الأمواج الهادئة قد نواجهها في حياتنا اليومية بأشكال وانماط مختلفة

نواجهها بالتفاهم ولغة الحوار المشتركة .. نواجهها بالصراحة الهادئة ..

وتوضيح نقاط الخلاف ..

نواجهها بالتسامح وعدم التشدد في كل صغيرة وكبيرة تواجهنا ..

وبالذات مع من نحب نواجهها بمجرد ان نشعر بقوة وصدق حبنا بعضنا لبعض

وتضحياتنا المستمرة من اجل ان يستمر هذا الحب الطاهر ..

وتدوم تلك الوشائج الأسرية والقرابية على نحو يقوي من وحدة المجتمع

ويزيد من ترابطه..

وأحياناً ومن دون ان تشعر او تخطط لذلك ورغماً عنك .. يرحل بك ذلك القارب

عبر عاصفة هوجاء حيث الأمواج المتلاطمة ة.. التي لاتعطيك الفرصة الكافية

لإرتياد قوارب النجاة .. هذا ان كان هناك قارب واحد متاح لك في مثل هذه

الظروف العصيبة ..

عاصفة لا تسمح لك حتى بالتفكير في كيفية الحفاظ على توازنك ريثما تصل

الى الشاطىء القريب منك بأمان..

رحلة مزعجة لاتعطيك الفرصة للإستمتاع بمعالم البحر واجوائه تلك التي طالما

درستها في مواد الجغرافيا والتاريخ ..

على امتداد المراحل الدراسية الأولية من حياتك في يوم من الايام..

وهكذا نحن ايضاً في واقع حياتنا اليومية لهاث مستمر لتحقيق امانينا ورغباتنا

اقصد جزءاً منها .. واي جزء؟

وليتنا ننجح في ذلك؟

سعي متواصل للنجاح في تثبيت اقدامنا على خريطة الحياة ..

لإثبات وجودنا لمن هم حولنا .. لإشعارهم بأننا نستحق منهم التفاتة ..

ولكن ينبغي ان ندرك ان الله سبحانه وتعالى له حكمة في كل شيء ..

فلربما كان في ألمنا مصدر سعادة للآخرين ..

لربما كان في مصائبنا اجر وثواب .. لربما كان في تلك الدموع الغزيرة التي

تنزل منا رغماً عنا .. ربما كان فيها عبرة لغيرنا وربما وربما..

ويكفي ان تعرف انه اذا كان هناك من لايعترف بك .. من تجاهلك ..

من لايعتبر لك وجوداً ..

فهناك بالمقابل انسان آخر عكس ذلك تماماً .. ولكنك لاتراه بشكل مباشر

ولكن دعواته تصل اليك من بعيد مكانتك لديه كبيرة لايضاهيها احد آخر غيرك

هي فقط الظروف الصعبة وسوف تزول بإذن الله تعالى ..

المهم ألاّ تيأس .. وتذكر ان الله سبحانه وتعالى معك طالما كانت احلامك

وطموحاتك مشروعة ..

ومرة اخرى فأنت لستُ لوحدك .. تَرَانِي اُحَدِّثك أستَاد ( vetro ) ..

هل أنتَ مُصغِياً لِي أم لا؟

بل هناك من يحيطك بحبه .. ويظللك بحنانه .. ويحتضنك بعطفه ..

مهما كنت بعيدا عنه .. لأنك ببساطة لستُ اي انسان من نظره ..

فهَل ارتِحت الآن ؟


/

/


إنتـَـر