-37-
لِمَ لا يتبصر المبصرون و الله خلق لهم الأبصار ولا يستمع المستمعون و الله خلق لهم الأسماع، فكيف يرى الذابح ذبيحته ؟ و كيف هي مشاعرها ؟ وماذا سيكون لو كان هو مكانها فلِماذا لا يحب لها ما يحب لنفسه مِنْ رغبة في البقاء و العيش و لِمَ ينزل قلبه منزلة يكون فيها أقسى مِنْ أقسى الحجارةِ ليقتل أمتاعاً لا جوعاً و شهوتاً لا حاجةً؟!
و لو تأمل في حالها و في حاله و لو كان هو مأكولاً كما هي لما رضي و لـ بكى كثيراً كثيرا و لصرخ و أكثر الصراخ و لـ أقام الدعاوى و القضايا لـِ حقوق الإنسان و كانت قصته على كل لِسان بينما تقتل ألاف العصافير والحمام و يسرق الحليب مِنْ الأغنام بلا عِقابٍ بلا حساب .
لنرحمها يرحمنا الله.