عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-2008, 12:14 AM   رقم المشاركة : 6
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر


يالقلبي المسكين كيف لكَ أن تحتملُ مثل هذهِ ( الغصَّات ) المُحبِطَة ..

وَكَيف لكَ أن تُسلِّي نفسُك من تِلك المَرَارَة رغم إنَّكَ لم تكُن طرفاً بهَا ..

لا من بعِيد أو قَرِيب ..

يالقَلبِي الذِي مَافَتَأ أن يُجَفِّف آلامه ولوعَاته فإذا بهِ ..

يعُود لسَابِق عَهده أكثر وأكثر .. وكأنه قد وقَّع عقداً غير قَابِل للنَّقض ..

من هَكَذَا مَسَاويء وإنكِسَارَات؟

ياتُرَى هل نلوم هذا الطِّفل البرِيء من ذلك الجُرم الذِي إقتَرَفَته يَدَاه

وتضحيته بنفسه وبوَالدَته بحبسهَا فِي بَيت الرَّاحَة؟

وَأيمَا رَاحَة تِلك التِي نتحدَّث عنها حينَمَا تكُون فِي مَكان ضَيِّق ..

حيثُ الظَّلام المُوحِش ولاصَوت يُسمَع صَدَاه ولاجُدرَان تنطُق؟

انه ( القدر ) وحده حينَمَا يأتِينَا على حِين غرَّة .. ذلك ( القَدر ) ..

الذِي ليسَ هُنَاكَ رَادِعاً .. ولارَادَّاً له ..

وحقيقة الامر .. ان هذه الحياة الكبيرة التي نجري خلفها هي حياة متعبة

في مجملها .. مؤلمة في الكثير من حقائقها .. محبطة في نتائجها ..

غير المتوقعة ..

بل اننا لو قارنا كمية السعادة والحزن في حياة الكثير منا ..

أو بين كمية ما نريده وما نطمح اليه .. وبين ما لا نريده ونرفضه ..

لوجدنا رجحان كفة الثانية ..

وكم اتمنى ان اكون مخطئاً في حَدسِي هَذَا ولكن حتى انت أحياناً

حينما تكون في وضع سعادة لا تشعر الا وأنت تنتابك لمسة حزن ..

خوفاً من حدوث ما ينغص عليك سعادتك لأنك تتمنى ان تطول فترة

السعادة إلى أطول فترة ممكنة .. ولكن هل يحدث هذا بالفعل؟

هل تدوم سعادتك على النحو الذي يرضيك؟

هذه الحياة التي نتشبث بها هي حياة قاسية على الكثير منا لدرجة ..

انها تحرمنا احياناً من اعز ما نملك .. من اقرب الناس الى قلوبنا ..

كما حصل لهذا ( الطفل ) المنكُوب ووالدَته التِي ليسَت عزيزَه عليه وَحَسب

بل عزيزة علينَا نحنُ أيضاً !!


هذهِ الحياة القاسيَة التِي تستكثِر علينا حتى مجرد أماني نتمناها ..

وأحلام نحلم بها ولك ان تتخيل حينما تحرم من احلامك وأمانيك ..

حينما تفرض عليك اسوار منيعة .. وقيود مشددة تحول بينك وبين حلمك

حينما يوضع امام طريقك متاريس حصينة تمنعك من تجاوز طريق الأمل

والتفاؤل في حياة زوجية سعِيدة رَغدَة ..

حينما يحظر عليك التجول بين حدائق امانيك وبساتين احلامك ..

والاستمتاع بالعيش فيها والنظر اليها والتأمل في جمالها الطبيعي البريء

ولك ان تتخيل حينما تحرم من أحلامك وأمانيك حينما تحرم من كل ذلك

فماذا يتبقى لك حينئذٍ؟ بل ماذا تعيش من اجله؟

تُرى كم مرة أحببت في حياتك وشعرت بطعم الحب الحقيقي؟

وكم مرة عشت احلاماً وردية بريئة وشعرت ان الحياة قد تبسمت لك؟

وكم مرة شعرت بأنك وجدت ضالتك المنشودة؟

وكم مرة حلمت ان تخطط للمستقبل؟ وكم وكم؟

وإذا بك تكتشف انك تعيش وهم زائف تجري وراء سراب خادع مُؤلم مُحبِط؟

الأستاد القدير ( أمير الضّحكَة ) .. وأتمنى ألاّ تفَارِق الضّحكَة ثَغرِي وثَغرك

ودعنِي أن اقدم لكَ أحر التعَازِي القلبية مشفُوعَة بإكليل الوَرد فِي وَفَاة

فقيد الوطن ( الطفل ) الذِي لايحضرنِي أسمه .. وكذلك لوالده العَزِيز ..

ومبروك عليك الشَّهر الكريم .. وكل عامٍ وَأنتَ وبصُحبَة من تُحِب ترفلُ ..

بثَوب الصِّحَة وَالعَطاء ،،،



/

/


إنتـَــر