انا لا اريد ان اهمش .. او اقلل من تلك ( المشكلات ) والحَدِيثُ لكِ ..
أختنا فِي الله ( المُتغلِّيَّة ) ولكني في نفس الوقت لا اريد ان اعطيها ..
اكبر من حجمها ..
وتتطلب التفاتة جادة منا .. ومعالجة سريعة وعملية ..
فهناك مشكلات حينما تسمعيها وتعايشيها يعلم الله انك تضعي يديك ..
على رأسك من هولها .. وتريدي ألاّ تصدقيها ..
وبالمناسبة فتلك ( المشكلات ) وصلت الى هذا الحد ..
لأنها اما انها أهملت من البداية ولم يلتفت اليها او انها عُولجت بشكل خاطىء
او قاصر أو مبالغ فيه.. او استخدم معها اسلوب الكبت القهري من الأساس
والذي ادى بدوره ..
الى الإنفجار فيما بعد .. وما اكثر هذه النوعية من ( المشكلات ) ..
التي مازال اصحابها المتضررون منها اما أنهم يجترون آلامهم وحدهم ..
أو يرتادون العيادات والمصحات النفسية .. او ينقلون تلك ( المشكلات )
التي يعانونها لأبنائهم بدلاً من الحب .. والحنان المفقود ..
يا سبحان الله هذا العالم الذي نعيشه ليس غريباً فحسب بل ومخيف احياناً
لدرجة يصعب تصديق ما تسمعي عنه .. وتري فيه من احوال البشر ..
ومن طبيعة ( المشكلات ) التي تعانيها فئة معينة من الناس ..
نعم مخيف لدرجة لا يمكن ان تتصوري ان يحدث لكِ ذلك في يوم من الايام
تري شخصاً متماسكاً قوي الشخصية من الخارج ..
وربما يحسده غيره او يغبطه على تلك القوة ولكنكِ حينما تقتربي منه اكثر
وأكثر ..
وتدخلي الى اعماقه اكثر واكثر تجديه حطاماً من الداخل وركاماً متناثراً
وأشلاء متقطعة ..
تريهِ يبتسم ويضحك لكِ ولغيركِ وكأنه في قمة السعادة بينما هو من الداخل
في قمة الألم والمعاناة ..
تجدي هذا الهرم الكبير مجرد شيء اجوف من الداخل .. أو يُكاد ينهار ..
مع اول هزة وفي اي لحظة ..
تجدي هذا الانسان القاسي القوي الذي لا تري منه دمعة واحدة ..
تريه حينما يكون وحده في آخر الليل .. ينشج نشيجاً وتري هذه الدموع
المحملة بالكبرياء والأنفة تنزل رقراقة دون ان يستطيع ايقافها ..
او حتى تأجيلها ..
نعَم تري مثل هذا الانسان فتتعجبي من قوته ..
وتماسكه على تلك ( المشكلات ) و طعنات القَدر .. وتتساءلي كيف هو
على قيد الحياة .. وبهذه الصورة القوية.. ولكنها نعمة من الله وقوة ..
يعطيها فئة معينة من البشر .. وَخُلتُكِ وَاحِدَة مِنهِن ..
كي يستطيعوا مقاومة ما ابتلاهم به .. ويساعدهم على التكيف ..
مع ما يعترضهم من ( مشكلات ) .. ومواقف صعبة فيالرحمة الله بنا؟
تخيلي هذه الفئة المسكينة جربت كل انواع ( المشكلات ) والطعنَات
عايشت كل اشكال المعاناة ..
شربت كل اصناف الذل وإبتلعت بغصَّة كل صور المهانة ..
ياإلهي اليست تلك هي ( المشكلات ) الحقيقية التي تحتاج وقفة
صادقة مع أصحابها؟
ولكن يا تُرى الى متى يمكن للانسان ان يقاوم بمفرده آلامه المتزايدة؟
الى متى يمكن ان يتحمل معاناته المستمرة؟
إلى متى يمكن ان يسكت عن الظلم وعن اخطاء غيره بحقه؟
الى متى يشعر انه وحيد في هذا العالم الكبير وسط اناس يفترض ان
يكونوا بجانبه وبصفه؟
والى متى يظل بعيداً عمَّا يريده ويتمناه؟
والى متى تقتله تلك الاشواق بداخله لمن يحب؟
والى متى يطول الانتظار؟
اليس له من نهاية؟
ياالله صعب جداً على الانسان ان يصل الى عمر ليس بالقصير ..
ثم تُهان كرامته وتُلغى شخصيته ومن أين؟
من اقرب الناس إليه؟
صعب عليه ان يصل الى هذا العمر ولايجد حتى من يستمع اليه ويتفهم
وضعه بل من يتركه وشأنه كي يعيش في هدوء وسلام..
نعم صعب عليه ان تمتهن كرامته وتمسح شخصيته وتصادر ابسط حقوقه
الانسانية ولا يملك سوى السكوت وابتلاع الذل والمهانة ..
نعم صعب عليه ان يصبح لا شيء وليس له سوى ان يرضى بالأمر الواقع
بل الاصعب عليك ان يصيبك كل ذلك .. وانت تعلم يقيناً وفي قرارة نفسك
انك الأفضل والأقدر والأجدر بشهادة من هم حولك ..
ألست حينما يحدث لك كل ذلك تصعب عليك نفسك؟
ألست حينما يحدث لك ولو جزء منه تعزّ عليك نفسك؟
ترفع يديك للسماء وتقول .. رحماك ياالله؟
نعم ومن غير الله نلجأ اليه عندما يصيبنا الهم والقلق؟
ومن غيره نشعر انه معنا حينما ينفض عنا من حولنا وحينما نشعر ..
اننا وحدنا مع اناس لا ترحم .. وظروف لا تقدر .. ووقت في غير صالحنا
وامكانيات لا تخدمنا؟
وحسبِي إنِّي كذلك ،،،
/
/
/
إنتـَــر