تحيَّة خَاصَّة من قَلب صَادِق لكَ أخِي الأستاد الكَرِيم ( المُهَاجِر ) ..
دَائِمَاً يصِف النَّاس الشَّخص الكَرِيه .. أو الذِي يَفتَقِد للجَمَال بـ ( القِرد ) ..
لأن شكله بَشع ومنبُوذ أليسَ كَذَالك ..
وَلَكِن أنَا .. وَأعُوذُ من الأنَا .. أحِب ( القرُود ) .. بل أعشقهُم بجنُون ..
وسَبَب ذَالك العُشق لهُم .. هُو إنَّهم يجيدُون لُعبَة الجمبَاز وَالشَّغلَبَة فِي الهَوَاء ..
أذكُر فِي ذَات يَوم وَمَا أروعَه ..
كُنتُ فِي رِحلَة بَرِّيَّة إلى جنُوب الوَطَن .. وَتَحدِيداً إلَى أبهَا وَعَسِير وَمَاجَاوَرهُمَا
تَرَكت كُل مَعَالِم السِّيَاحَة فِي تِلك الدِّيَار .. وَصَعدت فَوق سِلسِلَة من الجِبَال ..
كُل ذَالك من أجل أن أستَمتِع مَعَ هَذَا ( القُرد ) .. وَتِلك ( القِردَة ) ..
صَحِيخ إنَّنِي خَسَرت الكَثِير وَالكَثِير من صَنَادِيق ( المَوز ) التِي كُنت أحضِرهَا لَهُم
عَلـُّنِي أحضَى بَالمَزِيد من المُتعَة التِي كُنتُ أبحَث عَنهَا ..
وَلَكِن ألا يَكفِينِي سرُوراً وَسَعَادَة ًوَبَهجَةً تِلك الصَّدَاقَة المَتِينَة وَالعَرِيضَة ..
التِي أقَمتُهَا مَعهُم فِي الوَقت الذِي كَانُوا فِيهِ يهربُون من جَمِيع المَوَاطنِين ..
وَبِمَختَلَف أجنَاسهُم وَأنمَاطهُم وَثَقَافَاتهُم حَتَّى؟
قَد لايَجِد الإنسَان إنسَان آخَر يَفهَمه وَيَرتَاح إليهِ ..
قَد يَبحَث هُنَا تَارَّة وَهُنَاكَ تَارَّة أخرَى دُونَ فَائِدَة أو دُونَ طَائِل يُذكَر ..
وَقَد يَجِد ظالَّتَه فِي حَيَوَان .. ولَكِن هَذَا لايهُم .. فَمَا يَهُم هُوَ أن تَجِد كَائِن حَي
يفهمك وَتَفهَمه ..
مَايهُم .. هُوَ أن تَجِد كَائِن حَي .. يقدِّم لكَ الوَفَاء لِتُبَادلَه بَالشَّيء نَفسِه ..
أليسَ رَائِعاً إنَّ مثل هَذِهِ الحَيَوَانَات لاتَعرِف قَيدُ أنمَلَة من ( الخِيَانَة ) ..
وَالتَّسوِيف؟
أعرِف إنكَ تَقُول فِي نفسُك مجنُون هَذَا ( الإنتـَــر ) .. لاعَقل لَه؟
قِلهَا إن شِئت وَقتَمَا شِئت ..
وَلَكِن أليسَ من حَقِّي أن اُعَبِّر عَمَّا فِي نَفسِي فِي مَسَاحَات رَحبَة ووَاسِعَة
لاتَحدُّهَا حدُود أو مَسَاحَات ضَيِّقَة ..
مَوضُوع ظَرِيف أخِي ( المُهَاجِر ) .. وَيَكفِي تِلك الإبتِسَامَة التِي زَرَعهَا ..
عَلَى محَيَّانَا .. وَعَلَى شِفَاتُنَا العَذبَة ذَات الأريَاق اليَابِسَة وَدُمتَ لِي ،،،
/
/
إنتـَـــر