(6)
وأرى في سِفْر الوطنِ المكنونِ
الطفلَ الأخضرَ
نَبْتَ الوطنِ العاني
إما مفقودًا.. أو مغتصبا
أو موْءودا
إذ يأتي يومٌ يا ولدي..
يتشبث فيه بثدي الأم
يعتصر بفكيه الحلَمة
يستجديها نقطةَ لبنٍ
هاربةً في أعماق الصدر
لكي تنقذه
من جوع ساعرْ
لكنَّ الحلمةَ لا تسعفه
إلا بنقاط من دمْ
يتلوها قيْءٌ وعدمْ
فالعسكر- في نهم كافر-
امتصوا حتى لبن الأمِّ
فلما شبعوا
خنقوها في ليلٍ دامٍ
أما الطفل..
فقد وأدوه بقاعِ النهرْ