(4)
وأرى الطوفانَ العارِم قادمْ
بسيول عاتيةٍ سوداء
ليست من ماء
بل من قَيءٍ.. وصديدٍ
ودماءْ..
فإذا ما حُمَّ اليومُ الأسودُ
فاحذر أن تسأل- يا
ولدي الطيب- عن نوح
وسفينة نوحْ
أو عن جبلٍ يحميك
ويعْصمكَ من اللُّجَجِ
السوداءِ.. الحمراءْ
أو عن قطعة ضوءٍ
تستهديها في الظلماء
أو عن نوحٍ وسفينته
فسفينة نوحٍ..
صادرها "الأمنُ الليلي"
وزوارُ الفَجرْ
في صمت.. فكوها..
باعوها لَوْحًا لوحا
مسمارًا.. مسمارا
للملِك "اليأجوج"
باعوها بالدولار.. وبالدينار
وبالويسكي المستورد والكفيار
وأجوس خلال الجوديّ..
فيا بؤس الجوديِّ الأخضر
مَرسى نوحٍ.. وسفينته
وحمائمه.. وصحابته
جعلوه "منطقة حرة"
"منطقة الجودي الحرة
للتهليب.. وللتهريبْ"