لحظات الصفاء الذهني التي ننشدها في حياتنا كبشر قصيرة جداً ..
مقارنة بلحظات التشوش الفكري .. والذهني التي نشعر بها ..
من خلال المشكلات الاجتماعية والنفسية التي تمر بنا ..
والاحباطات المتتالية .. التي تواجهنا من غيرنا دون مراعاة لمشاعرنا ..
وأحاسيسنا!!
وحتى لحظات الراحة النفسية التي نحتاجها تكاد تكون نادرة اذا ما قورنت
بألم الغصَّات التي تُنكد علينا حياتنا يومياً .. والقهر الذي نبتعله ..
بصفة مستمرة ونسكت عليه ..
والذي يفسد علينا متعة الحياة التي نعيشها .. بل تلك الظروف القاهرة ..
التي تجعلنا نزهد في كل شيء .. ونعيش على هامش الحياة ..
لمجرَّد العيش ليس إلاّ ..
تلك اللحظات الجميلة التي نحتاجها في حياتنا نخسرها رغماً عنا أحياناً ..
وبطوعنا أحياناً أخرى ..
حينما نُسلِّم للآخرين كل شيء ونرضى منهم بكل شيء بينما نفقد نحنُ
كل شيء ..
واذا كانت تلك اللحظات السعيدة الصافية الهادئة الجميلة ..
التي نحن في أمس الحاجة اليها..اذا كانت تلك اللحظات من عمرنا قليلة
ونادرة ومحسوبة علينا .. فلِمَ نجعلها كذلك؟
لِمَ نحيطها بأسوار حديدية شائكة ونلفها بقيود منيعة تمنعها من أن تنمو
في جوها الطبيعي .. وتحول بينها وبين ان تخضرَّ أوراقها ..
ويكتمل عقد ثمارها .. لتنتج الحب .. والعطف .. والحنان؟
الى متى تظل تلك السعادة حبيسة قلوبنا دون ان نستطيع اخراجها ..
لترى النور؟
والى متى نظل نحبسها في قمقم مظلم محكم الاغلاق؟
ولِمَ نكتم أنفاسها فقط لأن غيرنا يريد ذلك؟ فقط لأن غيرنا لا يهمه أمرنا؟
فقط لأن غيرنا لا يهمه سوى نفسه ومصلحته؟
لماذا نعاقب أنفسنا على ذنب ليس لنا ذنب فيه ونحرم أنفسنا ..
من متعة السعادة الحقيقية .. التي نتمناها مع أعز الناس الى قلوبنا؟
لِمَ نقوم بذلك ولا ندرك اننا نعاقب أعز الناس ايضاً مِمَن قد يتضررون ..
من قراراتنا القاسية في حقنا وحقهم؟
لماذا نسمح لغيرنا ان يحرمنا متعة السعادة التي أنعم الله بها علينا ..
ولو لمجرد لحظات قليلة من عمرنا .. الذي لا يقارن بعمر الزمن؟
بل لماذا نحرم أنفسنا متعة السعادة الحقيقية..ونقلل من أمدها بعتاب
ولوم وزعل في الوقت الذي يمكن فيه تأجيل ذلك العتاب والزعل واللوم
الى وقتٍ آخر ..
غير وقت اللحظات السعيدة .. التي نحياها بصحبة من نريد .. ونتمنى؟
لماذا نعطي غيرنا الضوء الأخضر بالاستمرار في التدخل في حياتنا ..
وفرض آرائه علينا رغم انهاحياتنا وشأننا نحنُ ..
ونحن من له الحق في التصرف بها بالطريقة المشروعة؟
لماذا نظل ساكتين ومبتسمين على تصرفات غيرنا اللامسؤولة ..
وكأننا راضون عمَّا يمارسونه معنا من اشياء مجحفة في حقنا ..
وكأننا نحن من يطلب منهم ذلك .. ونباركه لهم ايضا؟
لماذا هذا الخوف الزائد المبالغ فيه بداخلنا من كل خطوة نخطوها ..
أو ابتسامة تخرج من أفواهِنَا العَذبَة ..
أو كلمة حلوة نتفوه بها .. تريحنا وتدخل السعادة الى قلوبنا؟
ترى أين يكمن الخطأ هنا؟
لاشك اننا جزء من تلك الأسباب التي تؤدي الى ذلك الخطأ ولكن !!
من المؤكد ان لتربيتنا الاجتماعية والظروف المحيطة بنا جزءا كبيراً ..
وكبيرا جداً مما نحنُ فيه ..
أنا لا أريد ان ارسم صورة قاتمة عن واقع ما نحن فيه من اشياء تضايقنا
وتدخل الألم الى قلوبنا .. وتشعرنا احياناً بأننا لا شيء .. بل مجرد عدد
رقمي من مجموعات أرقام لا قيمة لها ..
أو مجرد ورقة يابسة تنتظر وقت زوالها بهبة ريح أو نسمة هواء خفيفة
لا نريد ذلك أبداً ..
بل نريد ان نفكر في شيء واحد نحتاجه ونتوق اليه ونتمناه ..
خاصة هذه الأيام ..
هذا الشيء هو السعادة بكل ما تحمله من معان جميلة ومواقف رائعة
اريد واتمنى عليك ان تنسى كل شيء يضايقك هذه الساعة ..
بل هذه اللحظة ..
وتضعه خلف ظهرك .. ولا تفكر إلاّ بشيء واحد .. هو السعادة فقط ..
قد تقول .. وكيف ذلك؟
وأنا لم اتذوق طعمها بعد أو أشعر بحلاوتها أو لذة الاستمرار فيها؟
ودعني أقول لك بأنك قد تكون محقا في قولك ..
ولكن ما نطلبه ليس مستحيلاً..بل ممكن اذا أردت أنت..واذا عرفت
كيف تستخرج هذه السعادة..ومن أي الزوايا تراها وتحت أي الأجواء
تعيشها؟
ما أريد قوله أخِي العزيز الأستَاد ( ضَحِيَّة شَات )..هو أن أجعَل زِيجَتِي
تلبَس مَايحلُو لهَا من لِبَاس .. ألاّ أفرض ذوقِي عليهَا لمجرَّد أن يَرَى..
أولئِك النـَّاس الحَجَرِيُّون المُتخلِّفُون إن مَاتلبسَه وترتَدِيه يُعتَبَر فَاضِحاً ..
أو متَعَرِيَّاً ..
تُرَى من منا لايُرِيد أن يرى زيجته وهِيَ فِي أبهَى حٌُليهَا وجمالها الخلاّب
وأناقتها الكَامِلَة وقوامها الفريد الذِي يقول للقَمَر ( قِم ) من مكانك ..
وإرحَل هُنَاكَ فِي البَعِيد؟
من منـَّا لايُريد أن تكون زيجَـه حَدِيث النَّاس من حيثُ ( الشّيَاكَة ) ..
ومن حيثُ الإلتزَام الكَامِل للموضَة .. التِي يجيزها الشَّرع ويبارِكهَا ..
وفي وضع مستور لايثير أيما شهوات للآخرين بإستثنائِك أنت يامن ..
كنت ولم تَزَل منذ الأزَل ذلك الزوج .. صَاحب الحَق المشرُوع فيها ..
إنني والحق يقال لا أدعو للسفور أبداً ..
ولا ارمِي للتعرِي مستحيل ..
ولا أنادِي أو أطالب بخلع الحجَاب كلاّ ..
ولكِن سِل نفسُك ؟
لمَ نحنُ الرِّجَال نتسمَّر أمام شَاشَات التلفَاز حينَمَا نَرى(هَيفَاء وَهبِي)
أو ( أليسَا ) أو ( بنت عَجرَم نانسِي ) ينشدُون بأصواتهِم ..
فهل حباً في أصواتهُن حقيقة..أو تأسرنا تِلك ( الشيَاكَة ) والأناقَة..
التِي هُن عليهَا؟
وإن كَان الأمر كذلك لِمَ لانطالب زيجاتنا اللواتِي شرَّعهِن الله لنا ..
حلالاً مباحاً ونصون أنفُسنا عن غيرهُن بالتزيُّن ولِبَاس كل مايُأجِّج ..
مَشَاعِرنَا ويشعُل فتيل الحُب والرَّغبَة فينا؟
قد تقول ولكن جدَّتِي وجدَّتُك لَمْ يسلكوا هذا الطريق .. وكانوا يرتدون
أشياء فيها الكثير من الحِشمَة وألوان معينة ..
حسناً !!
معك الحق بل كل الحَق في ذلك ..
ولكن هل كان هناك شيء أسمه موضَى في عصر جدتك وجدتي؟
صدقني لو وُجِدَت تلك الموضة في ذلك العَصر لوَجَدت جدتك وجدَّتِي
أوَّل من إقتناها وبدأ يقتنيها ..
ولكن .. لكل زمَان رجَال كما نقول أحياناً .. هذا والله من وراء القصد ،،،
/
/
/
إنتـَــر
حينما اصفك بذكرى جميلة في حياتي ..
فلايعني ذلك أنك الماضي الذي ولـَّى ..
فأصبحت أعيش على ذكراه .. ابداً ؟
/
/
لايعني أنك صفحات طواها النسيان ..
فلم أعد ألتفت اليها .. مستحيل؟
/
/
لا يعني أن تكون أوراقاً عصفت بها الريح ..
فذهبت الى غير رجعة .. لا يمكن؟
/
/
بل أنت ذكرى جميلة غالية ..
لأنك الحاضر ..
الذي اعيشه بكل روعته ..
/
/
المستقبل الذي انتظره بكل تفاؤله ..
والحياة التي أحياها بكل جمالها ..
/
/
فهل أدركت الآن معنى تلك الذكرى؟
هل أدركت ماذا تعنيه لي؟
وكيف أصبح طعمها معك ..
ومعك أنت بالذات؟
.