.
منْ بعد عام ِ..
و عامينِ ..
نلتقي بعد قليلِ..
مِنْ بعدِ ما ذبلت..
سنابلنا
و جفت ضَّهواتِنا..
عامان..
مضيا
جيلانا
مضيا ،
تاريخان
و ها نحنُ نلتقي ،
و نحتفلُ..
مِنْ بعدِ المَشيبِ
مِنْ بعدِ المَغيبِ..
و تحتفلْ ..
الرمالُ الذهبيةُ ..
باكيةً ..
حاضرةً ، في صورةٍ..
خاليةً منْ الوضوحِ ..
خاليةً منْ الغموضِ ..
لم تزلْ ..
في القلب الذابلِ..
لم تزل…..
و ..
الفلُ ..
عاد للحياةِ مِنْ جديد ..
في العهد الجديد ِ…
دوري يا أرضُ دوري..
لي موعد مع النورِ..
و حلم عاش في عُمقي..
لغز ليس يفهمه إلا المطر..
و …
المطر …
تبقى أغانينا ،
غذاء يشفي الروحَ…
و يبري الجراحَ …
تبقى أغانينا …
تُذكرنا ..
بوفاءْ الخبزِ..
و لو جارت ليالينا
تنعش فينا الذكرياتُ ..
و تخلقُ الآمال بأحلامنا….
بشواطئنا ..
بأقلامنا …
فينا ….
خلفَ سورِ الحلمِ…
يقفُ جيش مِنْ الأنامِ..
يجاهدونَ لنيلِ بعضٍ مِنْ حلمٍ..
و لو كان مُحالُُ…
يعيشون على رغيفِ الأملِ..
و حساء التأملِ..
،
ها نحنُ نلتقي مِنْ بعدِ عامِ..
مِنْ بعدِ مئةِ عامِ..
ها نحنُ نلتقي…
ما بينَ الخيالِ و المُحالِ…
مابينَ الوضوحِ و الاحتمالِ …
ما بينَ و بينَ ،
ألفِ سؤالٍ..و سؤالٍ..
ما بينَ ،
حَبلٍ المشنقةِ و مِنديلِ رثاءٍ
تبللْ بالدماءِ
صاحَ بي رفيق دربي ،
إذ رآني أَلومُ صَانعَ التاريخِ…
و أُحللُ معنى للأنهزامِ
و همسَ في أذني قائلاً…
ليس مِنْ المصلحةٍ أن تنبش الماضي….
التاريخ…. يا تاريخنا الحاضر…..
مُحرفُُ… و فيهِ دجلُُُ …..
الأحسن أن أخذتَ بنصيحتي …
أن تكتب عن وجهِ الشبه بينك وبين…
القمرِ….
أن تكتب عن لحاء الشجرِ….
أو موتِ الزهرِ….
لا تُهدر إبداعك و وقتكَ ….
قاطعتهُ : و هل من هذا مفرٍ ؟
أينَ المفرُ ؟….
نصفنا يُصلي للتاريخ ….
و نصفنا لا يعرفه ….
و الباقي ضاعَ ما بينَ النصفينِ…!
و الماءْ نفذ ما بين الضفتينِ ،
فهل يعيش العالم بأمان….
و العاكفون إلى معابدِ التاريخِ يخدعون…
كل المارةٍ مِنْ السفهاءِ ،
أو حتى مِنْ العلماء ِ…..!
أضرموا ناراً …
و أطفئوا أخرى ..
و كله بالتاريخ…..
مِنْ المنفى ..
و المفنى ...
أنشأنا سكتين و قطارين
قطار العودة ،
و قطار اللا عودة....
طرقاتنا للمجهولِ أقربُ..
جفتْ الطرقُ.. و طويتْ الأحلامُ ...
و من دارِ سلامُُ بُعثَ الاستسلامُ..
لم يعرفوا السلام..
كلهُ ..
كلامُُ..في..كلامٍ..
..!