يافتاة تعيشين حرقة الشهوة ..... ويافتاة صالحة تسعيين لإعفاف نفسك وتدركين خطورة الشهوة..... ويافتاة غافلة لم تستفيقي بعد
فإني أحمد الله ولا مستحق للحمد غيره.... وأثني عليه ولا أحق بالثناء سواه
أن سلمك من شر ذلك الئب الذي لم يخف ربا .......ولم يخش فضيحة
وبعد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذه خواطر سطرها قلم أخ لكم.... يعيش سنكم وأيامكم... ويدرك ماتعانون فيها من صراع الشهوة... وحبائل الشيطان
أختي أم لجين:
هناك أمر خاطىء واعتقاد لمن أسرتهم الشهوات أن الذين سلكوا طريق العفة يعيشون المعاناة مع النفس ..... والحرمان من اللذائذ
ويجهل هؤلاء أن للعفة ثمرات عاجلة وآجلة....... ثمرات يجنيها المرء في الدنيا..... وثمرات يجنيها في الآخرة ومن هذه الثمرات:
1/ الفلاح وثناء الله تعالى:
يفرح الناس بثناء البشر والمخلوقين ويعتزون بذلك .... فالطالب يفرح بثاء معلمه عليه أمام زملائه ....... والطالبة تسعد بثناء معلمتها ..... وحين يكون الثناء والتزكية ممن له شهرة بين الناس تعلو قيمة الثناء
فكيف إذا كان الثناء من خالق البشر جميعا...... وخالق السماوات والأرض بمن فيهن؟
كما في أول سورة المؤمنون ((قد أفلح المؤمنون....)) الى ان ذكر سبحانه والذين هم لفروجهم حافظون
إنه ثناء لا يعدله ثناء...... شهادة من الله تبارك وتعالى لهؤلاء بالإيمان...... وإخبار عن فلاح هؤلاء الذين من صفاتهم حفظ الفرج والتجافي عن الفواحش
فهل يستبدل عاقل بذلك شهوة عاجلة ولذة فانية؟
2- الجنة والنعيم المقيم:
يخبرنا صلى الله عليه وسلم وهو الذي لا ينطق عن الهوى عن وعد صادق
فيقول: "من يضمن لي مابين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة"رواه البخاري
فحين تعفين نفسك عن الحرام وتحفظين جوارحك ينطبق عليك وعد الله تبارك وتعالى
ووعد المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى باستحقاق الجنة وضمانها
فهل لديك مطلب أغلى من الجنة ؟
اسألي العالم الذي يقضي وقته في العلم والتعليم.... اسألي العابد الذي ينصب في عبادة ربه
اسألي المجاهد الذي يرخص نفسه في سبيل الله..... اسألي الذي يضحي بنفسه لإحقاق الحق وإبطال الباطل
اسألي الداعية الذي يواصل سهر الليل بكد النهار ويقيمه هم الدعوة ويقعده
اسألي هؤلاء جميعا لم يصنعون ذلك؟ سيجيبونك بإجابة واحدة( نريد الجنة )
إنها مطلب السائرين إلى الله عز وجل مهما تنوعت بهم السبل.
فبادري أختي الكريمة بضمان جوارحك عن الحرام لتستحقي هذا الوعد النبوي الصادق
3- الطمأنينة وراحة البال:
أختي ام لجين من يسير وراء شهوته المحرمة يعاني عذابا وجحيما لا يطاق
أما من يعف نفسه فيعيش طمأنينة وراحة بال..... إن الهم الذي يشغله ليس
الهم الذي يشغل سائر الناس..... والتفكير الذي يسيطر عليه ليس التفكير الذي يسيطر على سائر الناس
ولا عجب في ذلك..... فالله تبارك وتعالى هو الذي خلق الإنسان وهو أعلم به
وخلقه لعبادته وطاعته، ومن ثم فلن يعيش الحياة السوية المستقرة مالم يستقم على طاعة الله تبارك وتعالى
فالسيارة التي صنعت لتسير في الطرق المعبدة يصعب أن تسير في غيرها
والقطار الذي صنع ليسير على القضبان حين ينحرف عن مساره لا يستطيع المسير
وهكذا الإنسان فهو إنما خلق لعبادة الله وطاعته..... فإذا انحرف عن هذا الطريق اضطربت حياته
وعانى من المشكلات.... ولذا فأهل الكفر والإلحاد أقل الناس استقرارا وطمأنينة..... وكلما اقترب العبد من الإيمان والطاعة ازداد استقرارا وطمأنينة
أم لجين أسألك بالله هل ترتاحين لو حصل من وراء زوجك شي ؟؟؟؟هل يرتاح ضميرك؟؟؟؟؟ إنها لذة ساعة وعذااااااااب طول العمر
4- لذة الانتصار على النفس:
لئن كان اللاهون العابثون يجدون لذة ممارسة الحرام..... فالشاب العفيف والفتاة العفيفة يجدان من لذة الانتصار على النفس أعظم مما يجده أصحاب الشهوات
إن الرجولة والإنسانية الحقة أن يقدر المرء أن يقول لنفسه لا حين يحتاج إلى ذلك
وأن تكون شهواته مقودة لا قائدة..... أما الذي تحركه شهوته وتستعبده فهو أقرب ما يكون إلى الحيوان البهيم الذي لا يحول بينه وبين إتيان الشهوة سوى الرغبة فيها.
وأكرمك اختي أنت تكوني كالحيوان الذي يلاحقك لايقاعك في الحرام ولم يخف حتى عرض اخيه المسلم
أم لجين
مخاطر الانسياق وراء الشهوة كبيرة ولانطيقها أبدا إن العذاب الذي يتعرض الزناة والزواني في القبريحدثنا صلى الله عليه وسلم عن شيء مما يعذب به هؤلاء في قبورهم
فيصف مارآه من تعذيب الزناة والزواني بقوله:"فانطلقنا إلى ثقب مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع يتوقد تحته نارا، فإذا اقترب ارتفعوا حتى كاد أن يخرجوا فإذا خمدت رجعوا فيها وفيها رجال ونساء عراة"
اعلمي أختي أم لجين أن المقدمات (النظر، اللمس ....) هي أول خطوة في طريق الفاحشة وأن الجرأة عليها تقود إلى مابعدها.
خطوة في طريق الهلاك لقد أقسم الشيطان أمام الله عز وجل أن يسعى لإغواء عباد الله مهما وجد لذلك سبيلا
إنه يسعى بكل وسيلة لإغواء العبد وإضلاله..... وهو يعلم أنه حين يوقعه في معصية ولو صغيرة قد تقدم خطوة.... وقد أصبحت الجولة التي تليها أهون منها
إنه يسعى بكل وسيلة لإيقاعك في الصغيرة..... ثم يتدرج بك إلى الفواحش ثم يقول بعد ذلك قد خسرتي الدنيا والآخرة فتمتعي بماتشائين من الشهوات وخوضي في الوحل فيقطع عليك خط الرجعة
والمتأمل في الواقع اليوم يرى أن معظم الشباب والفتيات الذين ساروا في طريق الغواية والانحراف كانت البداية لديهم من طريق هذه الشهوة
أم لجين احذري سوء الخاتمة فلقد كان السلف يخشون سوء الخاتمة
بكى سفيان الثوري رضي الله عنه ليلة إلى الصباح فقيل له أبكاؤك هذا على الذنوب فأخذ تبنة من الأرض وقال " الذنوب أهون من هذه إنما أبكي خوف الخاتمة"
إن التعلق بالشهوات واستيلاءها على القلب من أكبر أسباب سوء الخاتمة فمامن أحد إلا وفي خاطره هم يجوس به يملك عليه مشاعره
فهذا همه الأصغر والأكبر الدينار والدرهم...... وذاك همه الشهوات ومتعة النفس
لكن الآخر همه هناك في الدار الآخرة..... وإن فكر في الدنيا ففي حال الأمة وفي تقصيره وذنوبه وحين يحل بالإنسان الموت يتذكر ويبدو له ماكان يستولي على همه
والنماذج كثيرة لسوء الخاتمة لا يتسع المقام لسردها..... فاحذري أختي حماكم الله من هذا المصير
إن قلب العبد وعاء لا يخلو من محبوب يرجى ويخاف فواته والضدان لا يجتمعان
فإن امتلأ قلبك بحب الشهوات فهل تظنين أنه سيبقى فيه مكان لمحبة الله و محبة مايحبه سبحانه؟
إنه طريق واحد وخيار فرد فحددي مصيرك واختاري أحد الطريقين
إن الذين تستغرقهم الشهوة المحرمة يتحولون إلى عبيد لها تأمرهم فيطيعون وتناههم فيخضعون
وأحسبك أكرم من أن تكوني عبدة لشهوة ولوقح يريد نهش عرض اخيه
هل سمعت عن الأمراض الجنسية؟ إن من سنة الله عز وجل معاقبة من عصاه في الدنيا قبل الآخرة..... ولمن يأتون الفواحش عقوبة من نوع خاص
وأخيرا ابتلى الله من عصاه بطاعون الإيدز الذي انتشر وينتشر بشكل متوالية هندسية
ويبلغ الذين ينقل إليهم المرض يوميا على مستوى العالم 10 آلاف شخص
وفي كل دقيقة يصاب ستة أشخاص دون سن الخامسة بعدوى الإيدز وفي عام 2000م لقي مايقرب ثلاثة ملايين شخص من حاملي المرض مصرعهم
والمصابين به في عام 2000م ب34.4 مليون ثلثهم من الشباب من بين 15 -24 سنة
فأعيذك أختي بالله أن تسلكي هذا المسلك وتسيرين في هذا الطريق فالجزاء من جنس العمل
أختي هل ترضينه لابنتك أغلى الكون عندك لا والله لاترضينه ؟؟؟؟ هل ترضين لزوجك أن تهان كرامته لاوالله؟؟
إن الأمور لا تسير اعتباطا وجزافا..... فلكل حادثة سبب يوصل إليها والسير وراء الشهوة المحرمة له أسباب تؤدي إليه حاولي تجنبها
ومنها: ضعف الإيمان
إن الإيمان بالله عز وجل هو الضمانة والوقاية من المعصية..... وهو الصخرة التي تتحطم عليها شهوات النفس الجانحة فكلما ضعف إيمان العبد كان أكثر جرأة على محارم الله عز وجل
ومنها : الصديقات
اختي استعرضي صديقاتك واحدة بعد الآخرى فهل فيهم ممن قد تقولين لهن يوم القيامة ليتني لم أتخذها خليلا
ومنها النظر المحرم:
إن إطلاق النظر هو الشرارة التي تثير الغريزة المكبوته...... إنها ترسم صورة في القلب مايلبث صاحبها أن يستعيدها برهة بعد أخرى حتى تستولي عليه فتأسر لبه
كل الحوادث مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم من نظرة فتكت في قلب صاحبها فتك السهام بلا قوس ولا وتر
وقال الاخر
وكنت متى أرسلت طرفك رائدا لقلبك اتعبت المناظر
رأيت الذي لا أنتت قادر عليه ولاعن بعضه صابر
ومنها الفراغ والوحدة :
ثمة سبب وباعث آخر يثير الشهوة ألا وهو الفراغ والوحدة.... فحين تبقين وحيده تستسلمين للخواطر والأفكار
ويسعى الشيطان لإمساك الزمام ويقوده للتفكير هناك في الشهوة واللذة ويبدأ الأمر تفكيرا ويتطور حتى يصبح همة ثم عزيمة ثم ...!
هذا اذا لم يأتي ذلك الحقير لينهش عرض أخيه مستغلا ضعف امرأة
فإياك إياك والتفكير بالشهوة..... واقطعي وارده كلما طرق بابك....... وانتقلي بالتفكير إلى ماينفعك في الدنيا والآخــــــرة في مخلوقات الله... في عظمة الله في اليوم الآخر في واقع الأمة المؤلم وهو يكفيك
احذري من أن تشهد عليك جوارحك ......هل تستطيعين يوما من الأيام أن تقارفين معصية دون أن تستخدمي جوارحك؟
وقد تسألني لم هذا السؤال؟ وما شأن الجوارح ؟ فأقول لك ألا تعلمين أن هذه الجوارح وهذه الجمال الذي تتميزين به والنشاط نعمة من الله عز وجل عليك؟
فهل من شكر نعمة الله أن تصرفها في المعصية والتمرد على أوامر الله عز وجل
ثمة أخطاء ومحاذيرربما تواجهينها تقع في التعامل مع المشكلة ومنها:
الاستجابة للضغوط:
لاتستجيبي له مهما كان ومها هدد ولو اخبرت أبيه او أبو زوجك حتى لو غلطت مرة وحدث شي منك اقطعي الطريق فلا يمكن أن تتحملي المجازفة
أم لجين استعيني بمن تثقين به.... فتفتحين المشكله لأستاذه أو والده مع الحذر من استشارة غير الناصح والأمين
وستجدين بإذن الله عند هؤلاء حلا لما كان يعتقد أنه مستحيل ومخرجا لما كنت تعانين من مشكلته
وحين أسهب في الحديث معك أخبرك بأن ماذكرته من خطوات للعلاج قد تجربينه كله ولم ير له أثرا.....فلا بديل الا لمجاهدة النفس
قص الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم قصة يوسف عليه السلام..... وجاء ضمن أحداث القصة مراودة المرأة له على إتيان الفاحشة وفي هذه القصة من العبر والعظات ما نحن بحاجة إليه
أتمنى لو تقرأين السورة أو التفسير
حلول عاجلة .......عليك بالحجاب .......الثقل في التعامل ......محاولة السفر مع زوجك الى بلاده واخباره بالقصة أفضل حل للتخلص من الوقح الذي يلاحقك قبل وقوع المصيبة
هاهو كاتب الموضوع يرجو منكم بعد قراءة ماكتب.... ستر العيب...... والدعاء الصالح بالغيب بأن يرزقه الله الإخلاص في القول والعمل وأن يبارك في هذا الجهد ويثيبه عليه يوم القيامة
أخوكم بقايا جروح