اخواني واخواتي اقدم لكم هذه المشاركة المنقولة من الصفحة:http://www.balagh.com/matboat/akhlaq/80/sg0qj289.htm
وأتمنى ان تفيدكم..اختكم ريم الفلا
اسم الكتاب: مبادىء في تربية النشىء المسلم
--------------------------------------------------------------------------------
الخطوط العامة في تربية المرأة
وانطلاقاً من تلك الاسس الفكرية العامة والمفاهيم الكلية للتصور الاسلامي للمرأة وعلاقتها ومسؤوليتها في الحياة الاجتماعية العامة ينبغي أن يأخذ المنهج التربوي للمرأة بنظر الاعتبار مايلي:
1 ـ اعدادها كأم وربة بيت وزوجة. لانّ ذلك امر ضروري لابد منه، ولايمكن لايّ امرأة إلاّ وان تتحمل هذه المسؤولية، وتمر بذلك الدور.
لذا كان من مسؤولية التربية والتعليم أن تزود الفتاة بالثقافة والمهارات اللازمة لهذه المسؤولية، كدراسة علم نفس الطفل ومبادي التربية. والتربية الصحية الخاصة بالاطفال، لتتمكن من اعداد أطفالها على أسس علمية نفسية وصحية سليمة، تمد المجتمع بعناصر حية قوية وسليمة قادرة على السلوك الصحيح والعطاء الوفير. وينبغي للمجتمع الانساني أن يشخص حقيقة علمية وهي أن المرأة عندما تقدم لنا عنصراً إنسانياً سليماً هي أفضل من أن تقدم لنا انتاجاً مادياً، لان العنصر الانساني هو سبب الخير والسعادة في الحياة، والانسان هو أغلى عنصر في هذا الوجود. فليس الربح والانتاج المادي هو كل شيء في هذا الوجود، بل هذا الموجود المادي في خدمة الانسان; بل ويكون خطراً وضرراً على حياته ان لم يحسن استخدامه وتوجيهه.
وليس هذا وحسب، بل وتساهم التربية السليمة في التنمية المادية وتطوير الانتاج المادي. ان هدم الاسرة باخراج المرأة من البيت كما يخرج الرجال منه يشكل خطراً على تربية الابناء واستقامتهم السلوكية، فقد دلّت الدراسات النفسية على أن فقدان الطفل للحب والعطف والحنان وعدم وجود من يهتم به يؤدي الى انحرافات نفسية خطيرة تقود الطفل الى القسوة واللامبالاة والشعور بالنقص...الخ.
وجدير ذكره أن وجود المرأة في البيت وعنايتها بالاطفال لاتنعكس آثاره التربوية على الابناء وحسب، بل وله انعكاساته النفسية المباشرة على سعادة الزوج واستقرار الاسرة، كما له آثاره على قدرة الرجل على الانتاج المادي، كما تدل الاحصاءات والدراسات العلمية على دور العنصر النفسي في تنمية وتطوير الانتاج. فالشخص الذي يشعر بالسرور والطمأنينة والسعادة ينتج أكثر من الشخص الذي يشعر بالملل والبؤس والمعاناة النفسية. ولا أحد يستطيع أن يوفر للرجل ذلك الجانب الايجابي من الحياة افضل من المرأة الصالحة التي تعتني به وببيته وأطفاله، وتوفر له وسائل الراحة والسعادة . كما يمكن للمرأة أن تؤدي خدمة اقتصادية للمجتمع وتوفر جهداً كبيراً بتعليم أبنائها. فالمرأة المتعلمة المعدة اعداداً خاصاً يمكنها ان تقوم بتعليم أطفالها، فتجتاز بتعليمهم ـ مثلاً ـ الصفوف الثلاثة الاولى وفق منهاج الدولة المقرر، فيمرون بعدها بامتحان الى الصف المؤهلين للانتقال اليه. وهذا اللون من التعليم يوفر قدراً كبيراً من الحرية والطمأنينة، ويتفادى مشاكل كثيرة تقع في حياة الطفل الاولى.
ان من ضرورات المجتمع العصري المنظم ان يشتمل منهاج تربية المرأة على دراسة شؤون الاسرة ومشاكلها، وعلاقة المرأة بزوجها وحقوقه وواجبات كل منهما، اضافة الى الثقافة النسوية التي يجب أن تشمل الشؤون الفنية والجمالية لما لذلك من اثار نفسية واقتصادية على حياة الاسرة. كالزخرفة والرسم والخياطة والتطريز واعداد الطعام واقتصاد البيت وتنظيم المنزل...الخ.
2 ـ ومع تطور الحياة المدنية والاجتماعية اصبح للمجتمع البشري حاجته من جهود المرأة ومشاركتها العملية، فللمجتمع حاجته من العنصر الانثوي في مجالات حياتية شتى كالتعليم والطب...الخ.
ولابد للتخطيط التعليمي في المجتمع ان يعطي هذا الجانب مايستحقه من الاهتمام والعناية.
3 ـ لم يفرق الاسلام بين الرجل والمرأة في حق التعلم ونوع العلوم التي يصح أو يجب تعلمها، فللمرأة كما للرجل أن تتعلم اي علم اجاز الاسلام تعلمه، كالطب والهندسة والكيمياء والفلك والرياضيات والزراعة..الخ، غير ان دخولها ميدان العمل كدخول الرجل يقود الى النتائج السلبية على الاسرة والمجتمع كما سبق الحديث عنها.
-----------------------------------------------------------------------------