عرض مشاركة واحدة
قديم 07-01-2008, 12:40 AM   رقم المشاركة : 2
brens - 818
( مشرف القسم الاسلامي )
 
الصورة الرمزية brens - 818





الشك في الصلاة:

ومن الأمور التي تطرأ على الناس في العبادات: الشك الذي يحدث لهم في الصلاة، فإذا طرأ عليك الشك فقد قال صلى الله عليه وسلم: (إذا شك أحدكم في صلاته، فلم يدر اثنتين صلى أو ثلاثاً؛ فليلق الشك وليبن على اليقين) فإذا شك هل صلى اثنتين أو ثلاثاً؛ فليجعلها اثنتين وليصل الثالثة، وإن شك أنه صلى ثلاثاً أو أربعاً فليجعلها ثلاثاً ويصلي رابعة وهكذا، ثم ليسجد السهو، فإن كانت التي صلاها في الحقيقة هي الرابعة فقد أدى ما عليه، وإن كانت التي زادها هي خامسة؛ فإن ما حصل من سجدتي السهو تكون قد شفعت له صلاته، وهو معذور في هذه الزيادة؛ لأنه شك فبنى على اليقين، وإذا كانت التي صلاها فعلاً هي الثالثة فسجدتي السهو تكونان ترغيماً للشيطان، فعلى جميع الحالات فيها فائدة، أما لو رجح الزيادة؛ فإنه يعمل على ما ترجح لديه، فإن شك شكاً مستوي الطرفين؛ فإنه يبني على اليقين وهو الأقل.



الفزع من النوم:

وقد يحدث لإنسان أن يفزع من النوم مفجوعاً فماذا يفعل إذا قام مفجوعاً من نومه؟ قال صلى الله عليه وسلم: (إذا فزع أحدكم من النوم؛ فليقل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون؛ فإنها لن تضره) فهذا الدعاء فيه علاجٌ للفزعة التي تصيب الإنسان إذا قام من نومه (أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون، فإنها لن تضره) وهو موجود في صحيح الجامع حرف الهمزة إذا فزع.



الجلوس بين الشمس والظل:

قد يكون الإنسان جالساً في مجلس في الشمس أو في الظل، فتأتي عليه الشمس إذا كان جالساً في الظل، فيصبح بعضه في الشمس وبعضه في الظل، أو يكون جالساً في الشمس، فتقلص عنه الشمس ويأتيه الظل، فيصبح بعضه في الظل وبعضه في الشمس، فماذا يشرع له أن يفعل إذا انتبه لنفسه وهو في هذه الحالة؟ قال صلى الله عليه وسلم: (إذا كان أحدكم في الشمس، فقلص عنه الظل وصار بعضه في الظل وبعضه في الشمس؛ فليقم) يقم من هذا المكان لأنه مجلس الشيطان كما ورد في الحديث الصحيح: (الشيطان مجلسه بين الضحى والظل) بين الشمس والظل، فهو يقوم من هذا المكان؛ لأنه مجلس الشيطان وينتقل إلى مكان آخر. لو لم يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا كيف كنا سنعرفه؟!



الإحساس بالحدث في الصلاة:

ومن الأمور المتكررة عند كثير من الناس أن يطرأ عليه إحساس أنه قد أحدث في صلاته وأنه قد خرج منه ريح، أو يحس بحركة في بطنه فيقلق ويضطرب ولا يدري ماذا يفعل وهو في الصلاة، هل يترك الصلاة لأنه أحدث فعلاً أو أنه يواصل وهذه أوهام؟ فما هو الضابط الذي يضبط لك يا أيها المصلي أمرك فتواصل الصلاة بناءً على أنها وسوسة وأوهام، أو تنصرف بناءً على أنك قد أحدثت فعلاً؟ قال صلى الله عليه وسلم: (إذا كان أحدكم في الصلاة فوجد حركةً في دبره أحدث أو لم يحدث فأشكل عليه فلا ينصرف حتى يسمع صوتاً بأذنه -يسمع صوتاً حقيقياً- أو يجد ريحاً -يجد ريحاً يشمه بأنفه فعلاً-) فعند ذلك يعلم أن صلاته قد فسدت وأن عليه أن يذهب ليعيد الوضوء، لكن لو أنه سمع بتحرك أشياء في بطنه، وشك وشعر بحركة في الدبر، لكنه ما سمع صوتاً بأذنه ولا وجد ريحاً بأنفه، فماذا يفعل؟ عليه أن يواصل صلاته، والشيطان يتلاعب بالشعرات التي في دبر ابن آدم، فهذه حرب من الشيطان على المصلين لكي يوهمه أنه أحدث، ولذلك أرشدنا الشارع إلى أمور نقطع بها هذا الشك وهذه الوسوسة وهو ما جاء في هذا الحديث.



النعاس في المسجد أو أثناء خطبة الجمعة:

لو أن إنساناً جالس في المسجد؛ فأصابه نعاس، أو جالس يستمع إلى خطبة الجمعة فنعس، فما هو الإجراء الذي يفعله في هذه الحالة؟ قال صلى الله عليه وسلم: (إذا نعس أحدكم وهو في المسجد؛ فليتحول من مجلسه ذلك إلى غيره) وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا نعس أحدكم يوم الجمعة؛ فليتحول إلى مقعد صاحبه، وليتحول صاحبه إلى مقعده) فيتبادلان الأمكنة، وإذا كان الإمام يخطب فيشير إليه -أي صاحبه- إشارة انتقل إلى مكاني وأنتقل إلى مكانك، وينبغي على الآخر أن يفهم الإشارة وأن يكون فقيهاً في هذه المسألة، وأن يعلم أن أخاه قد أصابه نعاس وأنه يطبق السنة الآن فيفسح المجال له ويتحول صاحبه مكانه، وهكذا يتبادلان المحلات؛ حتى يكون ذلك سبباً في طرد النعاس والمواصلة في الاستماع إلى خطبة الجمعة، هذا إرشاد نبوي وسنة مهجورة عند كثير من الذين ينعسون في خطب الجمعة في المساجد ولا يفطنون لها ولا يطبقونها.



إصابة الأهل بالوعك:

لو أصاب أهلك وعكٌ فماذا كان صلى الله عليه وسلم يفعل في مثل هذه الحالة؟ كان صلى الله عليه وسلم إذا أخذ أهله الوعك؛ أمر بالحساء -المرق المعروف- فصنع ثم أمرهم فحسوا -شربوا من هذا الحساء- وكان يقول: (إنه ليرثو فؤاد الحزين ويسرو عن فؤاد السقيم كما تسرو إحداكن الوسخ بالماء عن وجهها) وهذا من الطب النبوي. ومن إحسانه ومعاملته بالمعروف لأهله صلى الله عليه وسلم، فيصنع لهم هذا الحساء إذا مرضوا.



كذب أحد الأولاد من أهل بيتك:

إذا كذب أحدٌ من الأولاد من أهل بيتك، فما هو الإجراء الذي تفعله؟ قال الراوي: (كان صلى الله عليه وسلم إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب كذبةً؛ لم يزل معرضاً عنه حتى يحدث توبة) فهو يهجره بالكلام ويقاطعه؛ حتى يتوب إلى الله من هذه الكذبة، وهذا يدل على خطورة الكذب، وهذه طريقة لمواجهة هذا الأمر في أهل البيت.



حصول نعمة أو خبر سار:

لو تجددت لك نعمة، أو أخبرت بخبر سار، أو رأيت منظراً أفرحك، أو جاءتك عطية أو هدية أو ترقية أو زيادة في المرتب، فماذا تفعل؟ لو أنبئت بأنه ولد لك ولد، أو سلم مسافر كنت قلقاً عليه، فماذا تفعل؟ (كان صلى الله عليه وسلم إذا جاءه أمرٌ يسر به؛ خرَّ ساجداً شكراً لله تعالى) وهذه من السنن المهجورة أيضاً، قلَّ من الناس الذين إذا تجددت لهم نعمة أو وصلهم خبرٌ سار يسجدون لله تعالى، سجود الشكر يكون على أي هيئة؟ إلى أي اتجاه؟ بوضوء أو بغير وضوء؟ يشرع أن يسجد شكراً لله تعالى، فإذا توضأ ولبس وسجد للقبلة فهذا أحسن، وتصح كيفما كان، هذه سجدة الشكر التي هي من شكر النعمة.



مجيء مبلغ من المال إليك:

قد يأتي لك مبلغ من المال من شخص ما أو جهة، هل تأخذ هذا المبلغ أو لا تأخذه؟ قال صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير مستشرف ولا سائل؛ فخذه) جاءك المال وأنت لا تتطلع إليه ولا تسأله، جاءك هكذا عطية دون أن تبحث عنه أو تتطلع إليه أو تسلك السبل لتحصيله من شخص؛ فخذه، هذه نعمة من الله، ولا يعتبر أخذ المال في هذه الحالة أمراً دنيئاً أو أنه ينزل من قدر المرء، لا، خذ المال، (وما لا فلا تتبعه نفسك) أما إذا كنت إنساناً تسأل وتقدم معاريض، وأعطوني وهاتوا، فهذا من الأمور الدنيئة؛ لأنه لا ينبغي للإنسان أن يذل نفسه بطرق الأبواب، وإنما يكسب رزقه بعمله وتعبه وكده وجهده، ولا يكون من الذين يطرقون الأبواب ويلفون على الناس وعلى فلان وفلان يسأل أموال الناس.



الأوامر من المدير أو الرئيس في العمل أو الأمير:

لا يخلو إنسان أن يكون مرءوساً بطريقة من الطرق سواءً كان موظفاً أو غير ذلك، فلو أمر بأمر وهو في وظيفته، فما هو موقفه؟ هذه الأوامر التي تأتي في العمل مسألة مهمة جداً ينبغي أن تعرض على الشرع ويكون للإنسان فيها موقف حاسم وحازم، قال صلى الله عليه وسلم: (السمع والطاعة حق على المرء المسلم فيما أحب أو كره، ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية؛ فلا سمع عليه ولا طاعة) الأمير الشرعي إذا أمر بأمر؛ وجب تنفيذه إذا كان في غير معصية الله، فإن كان في معصية الله فلا سمع ولا طاعة، ولا يجوز له التنفيذ مطلقاً، ولن ينفعه عند الله عز وجل صاحبه هذا الذي أمره بهذا الأمر، بل إنه سيكفر بعضهم بعضاً ويلعن بعضهم بعضاً.



صعوبة الصلاة في الأماكن المزدحمة:

في الزحام الشديد الذي تتلاصق فيه الأجساد في الصلاة في المسجد مثل المسجد الحرام مثلاً، في حالات الزحام الشديد، لا يتسنى للإنسان أن يسجد؛ لأن المسافة التي بينه وبين الذي أمامه ضيقة جداً، فكيف يفعل؟ قال أهل العلم كما ورد في الحديث الصحيح: يسجد على ظهر صاحبه، أخبر الصحابة أنهم لما كانوا في حال الزحام الشديد كان بعضهم يسجد على ظهر الذي أمامه، ولا يمنعه صاحبه الذي أمامه أن يسجد على ظهره، فإن لم يتمكن، فعليه أن ينتظر حتى يقوم الذي أمامه ثم يتراجع هو ويسجد، ولو فاته مع الإمام ما فاته؛ فإنه معذور بشدة الزحام، فلنفترض أنك تصلي في الحرم في حال زحام شديد، أمامك مباشرة أشخاص ملتصق بعضهم ببعض، كبر الإمام للركوع ولا تستطيع أن تركع، كبر الإمام للرفع من الركوع وأنت لم تركع بعد، كبر الإمام للسجود وأنت لم تستطع أن تسجد، وكبر للرفع من السجود وأنت لم تسجد بعد، وكبر للسجدة الثانية، وكل ذلك وأنت واقف مكانك من الزحام لا تستطيع أن تعمل شيئاً، فماذا تفعل؟ تنتظر حتى يقوم الإمام ويقوم الناس معه، ثم بعد ذلك تتأخر، تركع وترفع وتسجد وترفع ثم تقوم وتتابع الإمام وصلاتك صحيحة.



لو أصبت بمصيبة:

لو أصبت بمصيبة، ما هو أول ما ينبغي عليك أن تفعله؟ موت قريب أو عزيز، أو حصول حريق، أو ضياع مال ... إلى آخره. كثير من الناس تطرأ عليهم الصدمة ولا يتنبهون لما ينبغي عليهم أن يفعلوه في هذه الحالة، وتأخذهم روعة الصدمة فلا يأتون بالأذكار المشروعة، والله سبحانه وتعالى قال: الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [البقرة:156] وفي السنة قوله صلى الله عليه وسلم: (اللهم اؤجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها) هذا ما علم الصحابة. نحن أيها الإخوة نعلم هذه الأشياء تماماً، لكن عند التطبيق، عند حدوث المسألة في الواقع سيتخلف العلم النظري عن المناسبة التي حصلت فيها، فينبغي على المسلم أن يتمالك نفسه وأن يجمع أمره وأن يربط جأشه وأن يأتي بهذه الأذكار الواردة في هذه الأمور، طبعاً هذا الموضوع: ماذا تفعل في الحالات الآتية. يدخل فيه أشياء كثيرة من الأذكار إذا سمعت نهيق حمار وصياح ديك، وإذا نزل مطر أو رأيت برقاً أو سمعت رعداً إلى آخره، لكن هذا موضوع يطول ومحله في كتب الأذكار، ولذلك لم ندرجه في هذه المحاضرة.



أقيمت الصلاة وأنت تصلي سنة أو تحية مسجد:

يسأل كثير من الناس يقولون: ندخل المسجد نصلي تحية المسجد أو السنة فتقام الصلاة، فماذا نفعل؟ العلماء لهم في ذلك أقوال وأشهرها وأقواها والله أعلم قولان: الأول: قطع الصلاة في أي مكان أنت فيه لظاهر حديثه صلى الله عليه وسلم: (إذا أقيمت الصلاة؛ فلا صلاة إلا المكتوبة) وأخذ بهذا أهل الظاهر وعدد من أهل العلم. القول الثاني: إذا كنت قد أتيت بركوع الركعة الثانية فلم يبق لك من صلاتك إلا شيء بسيط، لأن الركعة الثانية قد أنهيت ركوعها، فإذاً أتمه بشكل خفيف ثم سلم وادخل مع الإمام. وكلا هذين القولين قد ورد في فتوى سماحة الشيخ جواباً على سؤال لهذا الموضوع، فإما أن تقطع في أي وقت أقيمت الصلاة، أو أنك إذا كنت بعد ركوع الركعة الثانية تتم خفيفة، أو قبل ركوع الركعة الثانية تقطع الصلاة.



نسي الإمام تكملة آية ولم يفتح عليه:

يقول بعضهم: إذا نسي الإمام تكملة آية ولم يعرف أحدٌ من المأمومين تكملتها ولم يفتح أحد على الإمام، فماذا يفعل الشخص؟ هل يكبر عند هذا الموضع الذي جهله ويركع، أم أنه ينتقل إلى سورة أخرى ويقرأ آيات منها؟ الجواب: هو مخير إن شاء كبر وأنهى القراءة في هذا الموضع، وإن شاء انتقل إلى مكان آخر وقرأ آيات من هذه السورة أو من سورة أخرى، ويراعي ترتيب الآيات بطبيعة الحال في السورة الواحدة، فهو مخير إن شاء فعل هذا وإن شاء فعل هذا، كذا أفتى سماحة الشيخ، والفتوى موجودة في كتاب فتاوى إسلامية .





يتبع