«أي سر فيك.. إني لست أدري
كل ما فيك من الأسرار... يغري»!
ذلك لم يكن تساؤلاً عن اقتناع بدمية من الخشب.
كنت أستأذن، وكاتباً نجح في الأولى، وفشل في الثانية، لأن الزهرة لا نمسها بالمبضع، ولأن تشريح الأشياء يفسد سرها ويعري جمالها حتى القبح!!
- أيا شاعر القيثارة قل لي: متى تحبني أكثر؟!
فأجابها: عندما أفكر فيك.
أنتى دائماً في خاطري بلا شك.. ملامحك قناع شفاف جميل، لبسته فرأيت الحياة أجمل وأروع...
لكني حينما أفكر فيك، وحينما أجلس وحدي وأستدعي ملامحك: أشرِّحك... تتكالب عليَّ صور
كل النساء!
أنا لا أود أن أجلوك عن نفسي.. إني أحبك، والحب نظرة شفافة طيفية الرؤية!
مسكين... هذا الكاتب (!!)
لكن.. دائماً كان يشعر أن مسافات حنينه تتغير، لكنه لا يخضعها للزمن، ولا للرؤية!
كل الأشياء المجرَّدة: حقيقة، والحب لم يكن حقيقة كاملة.. إنه مزيج من اللمس، ومن التخيل،
ومن الهمس، ومن غنى الأحلام... وأقسى الحب: ذلك الذي يأتي من الوهم ويستقر فيه!
التحولات لا تعنيني!!
منعكس أنا على موجة بحر.. في شروق يوم من أيام الشتاء القارس!
منساب خفقي في طيات غيمة بلا غبار، تتفاعل مع البحر، وتسقط مطراً!
ذلك لأن الإحساس بلا فواصل!!
هذا أعرفه.. غير أن الدمية التي تحدث عنها الكاتب الإيطالي «هفمان»... لازالت تتحرك أمامي: عروساً ممتلئة بالحياة، ليست دمية من خشب(!!)
وفي صدري: امتلاء بالحياة، لا أحب أن أقتنع بالنظرة التي تأتي من الداخل إلى الداخل.. والحب إحساس وليس دمية من خشب!!
وهناك من لم يزل يتساءل: من أغرق «ماجدولين» بالماء الذي روى شجرة الزيزفون.. بدموعها؟!
من أحرق «جان دارك».. وهي شابة ترفض وتؤكد؟!
من أفنى بهجة «غادة الكاميليا».. في عنفوان الامتلاك للحياة؟!
بدأتُ بالتساؤل.. نسيت، لقد بدأت بالإجابة قبل أن أطرح السؤال!
في أي زمن حدث هذا؟!
فواصل الأيام لا تتشابه مع فواصل الإحساس!!
آخر الكلام :
للشاعر الكبير «كامل الشناوي»:
- كوني كما تبغين.. لكن لن تكوني!
فأنا صنعتك من هواي، ومن جنوني
ولقد برئت من الهوى، ومن الجنون!!