من أين تبدأ هذا البوح ياقلم
.....................بل كيف تصمت والأحداث تزدحم
هذا النزيف على جنبيك منبثق
....................وفي فؤادك من فرط الأسى ألم
اكتب فأنت يد التاريخ ما بقيت
....................محابر أو تبقى في الوريد دم
ماذا عساي أن أكتب؟
وبأي شئ تبوح به نفسي..!
فالصمت يغشاني ويغشى امتى..
لمن عساي أن أبث شكوايَ..
أي سفينة ستقلني واي شاطئ سألقي عليه حمولتي..
باحزاني وأشجاني وهمومي!!
بالأمس شيشاني..
واليوم أفغاني..
وغداً عراقي..
واليوم والأمس فلسطيني..
وبماذا أبوح ؟ بأيهم أبدأ أحزاني ؟
كــلهم أبنائي....
من الشيشان أسرد بعض آلامي..
أنـــا الشـيشـان..
صافحت المجد باسلامي..
وعلى خريطة العالم يشار إلي بالبنان..
الإسلامية دولة الشيشان..
واليوم اليوم أضاعوني ..
وامام أسمي ألف ألف استفهام..
مــن الـشـيـشان؟؟
يسومنى الروس شتى انواع العذاب..
فهذه طائرة تقذف مدرسة..
لم يكن فيها سوى اطفال بسن الزهور..
ينشدون تحيا الشيشان إسلامية على مر الدهور..
وأخرى تصب غضبها على سوق في وسط العاصمة..
تعج بالمدنيين و تسمع صوت البائعة..
واخرى تدعى أنها تقضي على المقاومة..
ورابعة وخامسة..
انتهى المشهد واسدل الستار..
وعـم السكون..هدوووووء..
لم يكن ثم إلا صوت نشيج..
طفل لم يعدوا السادسة..
الحمدلله قد نجى من الكارثة..
نظر الطفل حوله ما من أحدٍ يغسل
همهه..يمسح دمعه
انتهى المشهد واسدل الستار..
لملم عبراته..وطوى حسراته
في ذهول ماذا يرى ..
انهر دماءٍ جارية..
رأس بلا جسد..!!
ذراع هنا..وقدم هناك..
أشلاء متطايرة..
تلفت حوله لا يسمع إلا صدى صوته..
لا أثر للحياة..!!
لا يرى سوى شنط ممزقة..
وكراريس مبعثرة..
واوراق متطايرة تتلاعب بها ريح خاويه..
تناول سيفه..
قلم ينبض بالروح..
ليكتب بعدها الطفل عن الشيشان..
جرح مـن ألـف الـف جروووح..
انتهى المشهد واسدل الستار.........
تحياتي