عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-2007, 02:27 PM   رقم المشاركة : 46
هيثم التميمي
Band
 





هيثم التميمي غير متصل


.
.
.
:. لم شدد المتأخرون في أمر الغناء ؟ .:. وهذا مهم جداً معرفته



يلاحظ أن المتأخرين من أهل الفقه أكثر تشديدا في منع الغناء - وخصوصا مع الآلات - من الفقها ء المتقدمين . وذلك لأسباب :

الأخذ بالأحوط لا الأيسر :

1 - إن المتقدمين كانوا أكثر أخذاً بالأيسر , والمتأخرين أكثر أخذا بالأحوط , والأحوط يعنى : الأثقل والأشد . ومن تتبع الخط البياني للفقه والفتوى منذ عهد الصحابة فمن بعدهم يجد ذلك واضحا , والأمثلة عليه لا تحصر .

الاغترار بالأحاديث الضعيفة والموضوعة :

2 - إن كثيراً من الفقهاء , المتأخرين أرهبهم سيل الأحاديث الضعيفة والموضوعة , التي امتلأت بها الكتب , ولم يكونوا من أهل تمحيص الروايات , وتحقيق الأسانيد , فراجت لديهم هذه الأحاديث , ولا سيما مع شيوع القول بأن تعدد الطرق الضعيفة يقوى بعضها بعضا .

ضغط الواقع الغنائي :

3 - ضغط الواقع الغنائي بما يلابسه من انحراف وتجاوز , كان له أثره في ترجيح المنع والتحريم . وهذا الواقع له صورتان أثرت كل واحدة منهما على جماعة من الفقهاء .

غناء المجون والخلاعة :

الصورة الأولى : صورة « الغناء الماجن » الذي غدا جزءا لا يتجزأ من حياة الطبقة المترفة, التي غرقت في الملذات , وأضاعت الصلوات , واتبعت الشهوات , واختلط فيها الغناء بملابسة الفجور , وشرب الخمور , وقول الزور , وتلاعب الجواري الحسان المغنيات ( القيان ) بعقول الحضور , كما شاع ذلك في حقب معروفة في العصر العباسي .
وكان سماع الغناء يقتضي شهود هذه المجالس بما فيها من خلاعة ومجانة وفسوق عن أمر الله .
ومن المؤسف أن البيئة الفنية - كما يسمونها اليوم - لا زالت مشربة بهذه الروح , ملوثة بهذا الوباء . وهذا ما يضطر كل عائد أو عائدة إلى الله , من الفانين والفنانات - الذين أكرمهم الله بالهداية والتوبة - أن ينسحب من ذلك الوسط , ويفر بدينه بعيداً عنه .

غناء الصوفية :

والصورة الثانية : صورة « الغناء الديني » الذي اتخذه الصوفية وسيلة لإثارة الأشواق , وتحريك القلوب في السير إلى الله , مثلما يفعل الحداة مع الإبل , فينشطونها ويستحثون خطاها, حين تسمع نغم الحداء الموزون بصوت جميل , فتستخف الحمل الثقيل , وتستقصر الطريق الطويل , وهم يعتبرون ذلك السماع عبادة وقربة إلى الله , أو - على الأقل - عونا على العبادة والقربة .
وهذا ما أنكره عليهم أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية , وتلميذه الإمام ابن القيم , اللذين شنا على الغناء هجوما عنيفا حادا , وخصوصا ابن القيم في « إغاثة اللهفان » الذي شحذ كل أسلحته , وأجلب بخيله ورجله لتحريم الغناء , واضح - على غير عادته - بغير الصحيح , وغير الصريح , إذ كان نصب عينيه ذاك النوع من الغناء , وقد رأى فيه هو وشيخه أنه تقرب إلى الله بما لم يشرعه , وإحداث أمر في الدين لم يكن على عهد النبوة , ولا عهد الصحابة . وربما لابسه بعض البدع , ولا سيما إذا وقع في المساجد . أنشد ابن القيم مشنعا عليهم :

تلي الكتاب فأطرقوا لا خيفة لكنـه إطراق لاه ساهي !

وأتى الغناء فكالحمير تناهقوا والله ما رقصوا لأجل الله !

دف ومزمار , ونغمة شادن فمتى رأيت عبادة بملاهي ؟

وفى بعض فتاوى ابن تيمية ما يجيز الغناء إذا كان لرفع الحرج والترويح .
[/c]

.
.
.