الموضوع: بلاغة الا حنف
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-10-2007, 11:24 PM   رقم المشاركة : 1
yasr
( مشرف مكتبة الود الإسلامية )
 
الصورة الرمزية yasr
بلاغة الا حنف

لما عزم معاوية على البيعة ليزيد ، كتب إلى زياد أن يوجَّه إليه بوفد أهل العراق فبعث إليه بوفد البصرة والكوفة ، فتكلمت الخطباء في يزيد والأحنف بن قيس ساكت ، فلما فرغوا قال : قل يا أبا بحر فإن العيون إليك أشرع منها إلى غيرك ، فقام الأحنف فحمد الله ، وأثنى عليه ، وصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم ثم قال : يا أمير المؤمنين ، إنك أعلمنا بيزيد في ليله ونهاره ، وإعلانه وإسراره ، فإن كنت تعلمه رضا ، فلا تشاور فيه أحدا ، ولا تقم له الخطباء والشعراء ، وإن كنت تعلم بُعدَه من الله ، فلا تزوده من الدنيا وترحل أنت إلى الآخرة فإنك تصير إلى يوم يفر المرء من أخيه ، وأمِّه وأبيه ، وصاحبته وبنيه . فكأنه أفرغ على معاوية ذنوب ماء بارد .
قال له : أقعد يا أبا بحر ، فإن خيرة الله تجري ، وقضاءه يمضي ، وأحكامه تنفذ ، ولا معقب لحكمه ، ولا راد لقضائه ، وإن يزيد فتى بَلوْناه ولم نجد في قريش فتى هو أجدر بأن يجتمع عليه منه .
فقال : يا أمير المؤمنين أنت تحكي عن شاهد ، ونحن نتكلم عن غائب وإذا أراد الله شيئا كان







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة