عرض مشاركة واحدة
قديم 23-02-2003, 07:29 PM   رقم المشاركة : 1
Ba6a6es
( ود نشِـط )
 
الصورة الرمزية Ba6a6es
 







Ba6a6es غير متصل

خاطرة : ....... إنما تعمى القلوب

نحن دائما نرى ما نود نحن أن نراه، فأي شيء يمكن له أن يمر بنا ونكون مصرين على عدم رؤيته لن نراه مهما كان واضحا!، هكذا هم البشر، أحيانا يركض المرء وراء أمر ما ويستميتُ لأجله ولا يرى أي شيء أو يفكر في شيء غيره، فيركض ويركض ويجدّ في الركض حتى يقارب على الهلاك دون جدوى!، وفي النهاية وعندما ينسى أو يتناسى هذا الأمر، يُفاجأ بأن ما كان يركض بحثا عنه و لفترة طويلة من عمره، قابعٌ في جواره وربما كان يمرُّ عليه أكثر من مرة في اليوم دون أن يراه أو حتى يحسّ بوجوده، والسبب في هذه المفاجأة -في ظني- معروف، وهو أنه لم يعطِ نفسه فرصة للنظر إلا فيما كان يسبح فيه خياله، وبشكل أدقّ هو لم يُرد بتاتاً رؤيته على أرض الواقع
الإنسان عادة هو من يُصعّب على نفسه الأمور، وكأنه يسعى لإتعاب نفسه بأي شكل كنوع من الهوس والجنون بكل همّ وغمّ وتعب!، ربما لو كان يعي ذلك لما استمر فيما هو فيه، ولكنه يجهل الأمر وربما يظن أنه بهذا التعب الذي لم يقصده وجد متعة ولذة لم تكن لتوجد لولا العمى الذي أصيب به طوال ذلك العمر الذي ضاع هباءا، وربما نستغرب لو عرفنا أنه عندما رأى ما كان يبحث عنه حقيقة أمام عينيه شعر بالحزن وبرغبة عارمة في البكاء والعويل بصوت يشق السماء، لماذا؟ ربما لأن استحالة إيجاد ذلك الأمر قد استهوته، وربما لأنه قد استمرأ التعب، وربما لأنه قد أضاع من بين يديه الأمل في الاستمرار في البحث دون جدوى
غريب هو الإنسان، وغريب أمر رضاه، فهو عادة يسخط على كل شيء، ويستاء من كل شيء، ويريد تغيير كل ما هو حوله، وحين يحصل التغيير الذي يريده يستاء مجددا لأنه قد تغير!، فما هو الحل معه إذن..؟، لا حل إلا أن يضيع مجهوده وأن يعود للركض وراء السراب ثانية ليحزن ويستاء أكثر من ذي قبل، كأن بينه وبين ذاته الدفينة تواطُؤاً عليه نفسه ليتعب أكثر ففي التعب لذة تعرفها ذاته الخفية ويحسها هو.
جميل لو أن الإنسان فتّح عينيه قليلاً وفتح قبلها بصيرته، فهو بذلك سيعيش مرتاحا ماحيي، صحيح أنه سيشتاق للذة التعب، ولكنها لذة كاذبة وزائفة ولاطائل من ورائها غير إضاعة العمر، الذي لو مرت منه لحظة لما استطاعنا إرجاعها، فنحن نكبر بعد كل لحظةٍ لحظةًَ!، والعمر لن يمهلنا حتى نستمر في تضييعه أكثر، فلنبدأ الآن بالنظر حولنا، لربما وجدنا الآن تلك الضالة، وارتحنا من العناء قبل أن ترستم التجاعيد على قلوبنا قبل وجوهنا فننظر حولنا ولا نجد تلك الضالة التي لطالما كانت هناك







التوقيع :
[c]
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


itsbadtobegood@hotmail.com[/c]