أســتــاذ هيثــم .. كــمـ هــو الحــوار والحــديث معك رائــع و ممتــع وشيــق و ثـّــري
وأرجــوا أن يكــون هــدفــي وهـــدفك وهــدفنــا جميــعاً هنــا .. هو الإستفــادة والـوصـول إلى نتيجـة نقتنـع بهـا .. فتلك ركيــزة الحــوار الهــادف و البنــاء
أستــاذ هيثــم ... من خــلال ردك .. عــرفـــت أننــا فــي نهــاية المطــاف ربمــا نصـــل إلـى نتيجــة نكــون بهــا أنا وإياك .. قــد وصلنــا إلى نقـــطة إلتقـــاء .. نكــون عنــدها متفقــيــن
وأرجــوا أن تكــون نقطــة حــق .. إن شاء الله العزيز
......
يا أخــي الفــاضــل هيثــم ..
يبـــدو .. أن هنــاك ســوء فهـــم فقـــط ..
كــلامك صحيــح .. وعيــن الصــواب .. [ ولا يجوز تشبيه صفات المخلوق بصفات الخالق ] ...
عنـــدمــا أقـــول أن الله هــو الـرحيــم .. ونحــن عبـــاد الــرحمــن .. نــرحـم بعضنــا البعـــض
فهــل هـــذا تشبيـــه المخلـــوق للخـــالق ..
و عنــدمــا أقـــول بأن الله تبارك و تعالى هـــو الكـــريــم .. ونحـــن عبـــاد الـرزاق ... كـــرمــاء مـــع بعضــنــا البعـــض ...
فهـــل هـــذا تشبيــــه المخلـــوق للخـــالق ...
وعنـــدما أقـــول بأن الله عز وجلّ هو الغفـــور ... ونحـــن عبــاد العفـــو ... نغفـــر أخطــاء بعضنـــا ونســـامح ونعفـــو
فهـــل هــذا تشبيـــه الخـــالق بالمخلــــوق
والله تعالى ليس كمثله شيء ... تعالى الله وجلّ في علاه
.....
أخي العـزيز هيثـم .. قــد ذكــرت فــي الـــرد الأول
بأنه لا يجـــب أن نستخــدم (( إلى سـلة المحـذوفـات )) دائمــاً ...
ومن خلال هــذه الكلمــات .. قــد تــرى أستــاذي الفــاضــل .. بأنــي لا أخــالفك تمــاماً
ولكــن الإختــلاف جــزئي ...
أتــفــق معــك .. في أن من خــان ومن غــدر ومن كــذب .. فأرسلــه إلى ســلة المحــذوفــات فــوراً ...
ولكـــن مــن عــاد و تــاب و أنــاب ... فذاك فيه إعادة نظـــر
وهـــذا هــو ما حــاولــت .. أن أوضحــــه فــي ردي الســابق
....
صحيح .. قـــد وصفـــت السماح والغفــران بإيجــابيــة السـ،ــلوك ..
أعني .. بأنه ربمــا أحيــاناً نســامح شخصـاً ونتغــاضى عمــا ارتكبـــه في حقنـــا .. ثم تعـــود حليمـــة إلى عــادتهــا القـــديــمــة ... ونكــون بــذلك قــد دفعنــا ثمنــاً باهضــاً ... أياً كان
يجــب أن نحتســب ذلك عنـــد الله .. ونكمــل المسيـــرة ..
ودائمــاً هنــاك فـــرصـــة آخــرى ... للمخطئ ... وعنــدمــا يعـــود لمــا كــان .. فهنــا حــديثــاً آخـــر ...
قــد يتســـائل البعــض .. كمــا تسائـلت أخي هيثــم ..
ويقـــول لي .. بأن المسلم لا يلـــدغ من جحـــراً مــرتــيــن ..!!!
قـــد أقـــول أن الحــديث لم يــراد بــه هــذا المــوضــوع بالــذات .. حسنــاً .. لمـــاذا ؟؟
لأنـــه عــنــدمــا يخطــئ علينـــا أي شخــص .. ولا نســـامحــه ... بل نقــول له إلى ســلة المــحذوفات ... من منطلــق حــديث أفضل المرسلين وخير البريـة .. صلى الله عليه وسلم .. لا يلـدغ المـؤمـن من جحراً مـرتيـن .. فعنــدها ســوف نكــون بكمــاء .. لأن جميــع من نعــرفهــم هنــاك إحتمــال بأن يقـــع خطــأ .. لمـــاذا ؟؟ .. لأننـــا بشــــر
وســوف نكــون بــذلك قــد حــذفنــا كثيــراً ممن نعــرفهـم .. إن لم يكـن معظمهـم ..!!!
......
صحيــح أنـني لمـ أضــع مقـيـاس لمــدى التســامح .. لأننــا نتحــدث بشكـــلاً عــام
ولكـــن .. بالطبــع هنــاك أشيــاء .. مــن الحمـــق أن لا نقـــول فيهــا إلـــى سلــة المحــذوفات .. ولكنــها إستثنـــاءات
كــالمثـــل الــذي طــرحتـــه .. أخي العــزيز هيثـــمـ
أســـتــاذ هيثـــم ... أتعــــرف
فـــي هـــذا المــوقف الــذي ذكــرتــه .. أعلاه
ربمــا أستخــدم الإثنــان .. السمــاح و سلة المحـــذوفــات .. كيـــف ؟؟؟
ربمـــا أســامحـــه .. ولكــن ســـوف أحــذفــه من حيــاتي .. وســـوف أطلب منه أن لا آراه مــرة أخـــرى .. لأنــه فــي هــذا المــوقف .. قـــد لا يستطيــع الإنســـان التحكــم فــي نفســـه .. و ربمـــا حتــى وإن ســامحته .. حتــى وإن بكى هــذا الشخــص دمــاً .. قـــد لا تستسيغـــه نفسيـــاً ولا تتقبلــــه أبـــداً .. بعــد مــا حــدث منــه .. وســوف تتــذكــر المــوقف كــل ما رأيــتــه أمــامك ..
ولكــن مع ذلك أعتقــد أنــه حتى فــي هــذا المــوقف .. هنــاك مســاحة كافيـــة للغفـــران والصفــح ... ألا تعتقـــدون ذلك معــي أيهــا الســادة الأعضــاء ..؟؟
........
أخـــي العــزيــز ...
صحيح .. ما ذكــرته ..
إذا كان الشخص كاذباً .. فإلى ســلة المحـــذوفــات ..
وإن عــاد و وعــــدك بأن لا يكــذب أبـــداً .. فمــا هو المــوقف الــذي ســوف تتــخذه ..على الرغم من أنه صـديق أو قريب ..؟؟
هل ســوف تقــول له .. إن أردت أن تكون صــادقاً فلنفســك وإن أردت أن تكون كــاذباً فعليــها
أم ..أنك ســوف تقــول .. حسنــاً هــذه المــرة الأخيــرة .. وتتعهــده وتنــذره وتحــذره بأن لا يعــاود الكــذب ..وتكــون بــذلك كسبت الإثنين .. كسبت صـديقـاً صـادقـاً .. وكسـبت الأجـر إن شاء الله في هدايتـه للصـدق .. والصـدق منجـاة
على الـرغم من أن الأولى صحيحة ولكن الثانية أكثر صحة ومنفعة
أمــا عــن الخيــانـة .. فيمكننــا أن نعالجهــا .. وأن نغفــر لصــاحبها إذا كان قـد تـاب وأناب
وديننـا يعلمنـا ذلك .. ولكن البعـض قـد لا يغفـرها مهما كان السبب .. ليـس للدين .. وإنما للعادات والتقـاليد المتعسفـة بعـض الشـيء .. وهـي من أوصلتنـا إلى هـذا التـزمـت ..
ولك أن تتصــور معــي ...
فتـاة في مقتبـل عمـرها .. تحـدثت مع شـاب عبـر الهاتف .. وقعت في حبـه .. استهـواها الشيطـان واسـتـدرجـها من حيــث لا تعلـم ...كانت غافلـة عن حقيقـة ما يـدور .. (( لا أبـرر ولكـن أشـرح الـوضـع وأيـاً كـان الـوضع فهـو ليـس مبتغـانا هنا ولا غايتنا )) .. وقعـت فـي المـحذور مع الشـاب .. (( ارتكبت الفـاحشـة والعيـاذ بالله )) ...
ثــم .. تــابــت ...
هل تقــــول تـــوبــتــها .. بينـــها وبيــن ربــها .. وأنا لســت معنيــاً بهــا
أم تقـــول .. أهــلاً بك يا أختــاه بثــوبكِ الجــديــد ... رحم الله ضعفك .. و تحثــها وتشــجعها على الــمــواصــلة على طــريق الخـيـر والتقـى .. وقـــد قطــع قلبـــها النــدم والحســرة على حــالها ... و ربمـــا بكـــت على حالهــا الدم .. واعتصــر قلبهــا آلمــاً على ما ارتكبتــه في نفســه .. فهـــل هـــذه الــتــي رجعــت إلى ربــها ... يحــق لهــا الغفـــران والعفــو ..؟؟؟ أم لا يحق لهــا إلا أن تــوضــع فــي كفنـــها .؟؟ ... هل يحـ،ق لهـا الصفح والتشجيع والدعم على تخطـي ما اقترفته في حق نفسها .؟؟ أم يحــق لهـا (( إلى سلة المحذوفات مع التحية ))
.....
كل كــلامك أخي العــزيز هيثــم .. أعلاه صحيــح
واستــدلالك طيــب و فيــه من الخيــر الكثيــر .. وأنا أوافقك عليه
ولكـــن .. أنت لم تأتــي بحجــة ... لأنــي أوافقــك على ما ورد أعــلاه
فتلك حجــة لـمـن يخـالف .. ولسـت والله بمخـالفـك فيـمـا ذكـرته أعـلاه .. بل أوافقك بشـدة
.. وإنمـا أختـلف معــك فــي أن عبــارة (( إلى سلــة المحــذوفــات )) يجـــب أن تكــون إستثنــائيـــة .. وليــســت عــامة لكــل من خــان و غـــدر وكــذب .. ثم عــاد و أقبل و تاب و أناب
بل تكــون لمن أدبــر و تــولى وأستكبــر وأخــذته العــزة بالإثــم فــذاك أقول له _ بالفـم المليــان _ (( إلـى سلــة المحــذوفــات مع التحيــة ))
أستاذ / هيثـم .. أشكــر لك هـــذه الأطروحـــة التـــي استفــدنا منهــا
وأشكـــر لك هــذا الحــوار الممتع والجميــل والهــادئ ... والــذي أسئل الحــق تبارك وتعــالى بأن يهــدينــا لمــا يحبــه ويــرضــاه لنــا .. اللهم آميــن يارب العالميــن ...
دمــت بكــل الــود والمحبــة .. وأتطلــع إلى عــودتـك معقبــاً