الاخت روبي
لما كانت الأنوثة كالسحر للنفوس، أمر الله سبحانه بأن تكون لها خصوصية، فجمالها ورونقها في خصوصيتها، قال سبحانه: {ولا يبدين زينتهنّ إلا لبعولتهن أو آبائهنّ أو آباء بعولتهنّ أو أبنائهنّ أو أبناء بعولتهن أو إخوانهنّ أو بني إخوانهنّ أو بني أخواتهن أو نسائهنّ أو ما ملكت أيمانهنّ أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء}
وقال صلى الله عليه وسلم ـ مؤكداً خصوصية الأنوثة، وأنها لا تكون إلا لمن أحلها الله له برباط الزواج ـ قال: " كل عين زانية، والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا
وإنما أمر سبحانه بحفظ الأنوثة وخصوصيتها للزوج فقط؛ لأنه ضمن لها أسباب الكفاية الذاتية، وقد جاء في الحديث أن مجرد النظر إليها يورث الرحمة من الله سبحانه: "إن الرجل إذا نظر إلى امرأته ونظرت إليه نظر الله تعالى إليهما نظرة رحمة، فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما". بل وأكثر من ذلك، حيث جعل لإشباع الرغبة ثواباً، فقال صلى الله عليه وسلم: "وفي بُضع أحدكم صدقة " (رواه مسلم)، بل جعل المرأة الصالحة نصف الدين، فروي عنه صلى الله عليه وسلم: "من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه، فليتق الله في الشطر الثاني" (رواه الحاكم).
لذلك كله أمر سبحانه بحفظ الأنوثة فقال: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهنّ ويحفظن فروجهنّ ولا يُبدين زينتهنّ إلا ما ظهر منها...}
ونهى عما يكون ذريعة لمشاعية الأنوثة وإباحيتها، فقال:{ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إنَّ الله خبيرٌ بما يصنعون}