عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-2007, 11:31 PM   رقم المشاركة : 3
مرحبا بالجميع
Band
 





مرحبا بالجميع غير متصل

الجزء الثاني والأخير

وأن نبين أيضاً حقيقة العلمانية التي تقول بفصل الدين عن الدولة ! ورُبَّ سائل يسأل: ما هي العلمانية ؟

فنقول وبالله التوفيق : العلمانية هي فصل الدين عن السياسة , أو فصل الدين عن الدولة , هذه العلمانية مطبقة في كل بلد من بلاد المسلمين , فلو أخذنا مثالاً واحداً عنها لوجدناها ضالة ًمُنكرة .

ففي تركيا على سبيل المثال , وهو مثال واضح ولا يثير الحساسية , وقبل سنوات خلت إنتـُخِبَ المسلمون في تركيا لأنهم ـ مسلمون ـ والنظامُ هناك نظام علماني يفصل الدينَ عن الحياة , فلم يَبقَ من أثر انتخاب المسلمين لأنهم مسلمون إلاَّ أثرٌ واحد وهو أن الذي استلمَ الحكم هناك مسلمٌ في حزبٍ علمانيٍّ صرف , لكنه مُغلفٌ بالإسلام لتضليل المسلمين وإغرائهم بانتخابه , كونـُه يعلمُ أنهم سيختارون الإسلام على سواه .

وأكثر من هذا لا يوجد : لا نظام اقتصادي, ولا نظام في السياسة, ولا في مناهج التعليم, ولا في الحياة الإجتماعية, ولا في أي أمر من الأمور .

إذاً ماذا طـُبق من الإسلام عندما فازوا ونجحوا في الإنتخابات بتركيا ,

وما الذي تغير؟ لم يتغير شيء على الإطلاق,

وكأن لسان حالِهم يقول للناس, لا, بل لسان مقالهم يقول : انتخبونا لأننا مسلمون

ولكن... لا نريد أن نحكم بالإسلام !

ولا أن نطبقه ,

ولا نريد أن نـُسير السياسة وفق رُأى الإسلام !

ولا نريد أن نطبق النظام الإقتصادي الإسلامي ,

ولا الناحية الإجتماعية !

وإنما نريد منكم أن تنتخبونا فقط لإننا مسلمون !

وسنحكم بما حكم به أسلافنا من العلمانيين الذين فصلوا الدين عن الحياة .

نعم هذه التجربة إخوتي في الله وأحبتي : موجودة في كل بلاد المسلمين , وموجودة هنا أيضاً في فلسطين .

فماذا يعني أيها الإخوة الكرام : أن يكون الإسلام في البرامج هو الحلَ للمشاكل ؟!

ثم إذا ما جيء لحلها حُلـَّت بغير الإسلام, فيُحكم بجميع الأنظمة والدساتير والقوانين وفصل الخصومات, وحل المشاكل, والأمور السياسية, وفي كل شأن من شؤون الدين .
هذا كلـُّه يعمل على حله من غير الإسلام !

نعم إخوتي في الله وأحبتي : هذه المفاهيمُ والأفكار, إذا ما ظل الناس يستندون إليها وهم مقرون بها ! وينادون بها , وهم راضون عنها ! ويلتجؤون إليها , وهم موافقون لما جاء فيها !!

فإنها تـُشبه ـ وإن كانت في أمور غير متعلقة بالعقيدةـ ولربما العلمانية في اعتناق البعض تصل إلى درجة الإيمان من القلب , والقناعة بصلاحيتها فوق صلاحية الإسلام بالزمان والمكان , فتمُسُّ بذلك عقيدته , ولكننا نقول بأن هذه الأمور لا تصل إلى حد العقيدة ,
ولكنها تشبه كما ذكرنا ما قد حصل بين المرسلين الذين أُرسلوا برسالات حق من عند الله إلى أقوامهم , عندما جادلوهم بأسماء أطلقوها هم وآباؤهم على الأمور حتى أصبحت بالنسبة إليهم مرجعية ,
فالمرجعيات لدى هؤلاء هي : الثوابت الوطنية !

والوحدة الوطنية !

والإحتكام إلى الأنظمة الوضعية !

والقبول بكل القرارات السابقة منها واللاحقة !

والقبول بالواقع والرضا به !

وأن اليهود ليسوا محتلين !

بل ولا بد من استجدائهم ليقبلوا بنا زوَّاراً بأرضهم ! لأنهم أصحاب الدار!!!

والإطار العام هو منظمة التحرير الفلسطينية !

والنظام المطبق نظام حكم علماني ديمقراطي !

والقانون لا دخل فيه للأحكام الشرعية !

وإنما يصدر وفق قرار تصويت برأي من الأغلبية !

سواءٌ أوافق شرع الله أو خالفه ! فالإقتصاد !

إقتصاد رأسمالي , والنظام الإجتماعي !

نظام إجتماعي رأسمالي !

والخمور! ليست ممنوعة , وليست مطروحة على طاولة البحث !

والزنا ! لا ينص القانون على المعاقبة عليه ,

والقمار! مسموح بإشراف الدولة ,

والربا ! ركيزة من ركائز الإقتصاد الوطني .

وهكذا أيها الإخوة الكرام : أصبحت المفاهيم الغربية الرأسمالية العلمانية التي أصلها كفر.

أصبحت زمن هؤلاء الرويبضات ! هي الحجة البالغة , والبرهان الدامغ برأيهم , على أعمال المسلمين الذين انتخبهم الناس لأنهم مسلمون, ظناً من الناس أنهم قد اختاروا الإسلام باختيارهم ,

وهم في حقيقة الأمر لم يختاروا الإسلام , ولكن اختاروا أشخاصاً مسلمين .

وأما في الحكم وفي السياسة وفي الإقتصاد وفي الإجتماع فهم رأسماليون حتى النخاع , ولا علاقة للإسلام بهذا الحكم , وبهذه الدولة لا من قريب ولا من بعيد !

فيا أمة التوحيد : أتجادلونني في توحيدي للعليم الحكيم , وإخلاصي العمل له دون ما سواه من طاغوت معبود , أو متبوع من دون الله , وقد وفقني ربي لمعرفة وحدانيته ، والتزام أمره , وبصَّرَني طريق الحق حتى اعتقدت أن لا شيء يستحق أن يُعبد سواه.

وفي الختام مسك الختام قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ {17} الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ{18}) الزمر.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن لا نكون وإياكم من الذين يجادلون في مواجهة الحكم الشرعي وكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بأسماءٍ سمَّاها الناس, ونسأله تعالى أن تكون حُجَّتـُنا دامغة, وأن يجعلنا مولانا من أصحاب الحِجَا والفطنةِ, ومن أهل الحُجَّةِ البالغة, وأن لا يجعلنا من الذين طغى الغي عليهم فضلوا, وعشش الجهل على قلوبهم فجهلوا, وانساقوا خلف كل ناعق, حتى صاروا كالدواب السارحة التي لا تفقه ما يقال لها من نصح وإرشاد.

تم بحمد الله وفضله