عرض مشاركة واحدة
قديم 19-03-2007, 12:58 AM   رقم المشاركة : 3
مرحبا بالجميع
Band
 





مرحبا بالجميع غير متصل

الجزء الثاني

والمشكلة اليومَ أيها الإخوة الكرام : ليست أننا لا نعرف طريق النجاة !

لأن طريق النجاة الوحيد هو حبل الله القويم , وهديُ نبيه الكريم , وما أرشدا إليه من إجماع الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين , والقياسُ المستنبط من النصوص الشرعية .
بمعنى أن القياس يجب أن تكون علته شرعية , ولا يجوز بحال ٍأن تكون علته عقلية .

وليست المشكلة أن الله سبحانه وتعالى لم يضع حلولاً للمشاكل ! حاشا وكلا !!

ليست القضية أن الله سبحانه وتعالى لم يبين الكيفية لحل قضايا الأمة , من مثل قضية فلسطين , ومن مثل حماية المسجد الأقصى , ومن مثل تحرير العراق , ومن مثل تحرير أفغانستان , ومن مثل الحكم بما أنزل الله .

فالله تبارك وتعالى قد بين لنا طريق النجاة في كتابه وسنة نبيه ,

فلماذا لا تسلك الأمة هذا السبيلَ المعلوم ؟!

أتدرون لماذا ؟ لأن من يقود الركب أعمى !

ليس أعمى البصر !
وإنما أعمى البصيرة ,

وهو حتماً والحالة هذه لا يقود الأمة في طريق النجاة ,

وإنما يقودها في طريق المهالك والعياذ بالله .

إخوتي في الله وأحبتي : إن الأصل في الذين يسيرون أمام الركب ــ وهم الحكام ــ في كل بلد من بلاد المسلمين , وكثير من الزعماء والساسة , بل وزعماء بعض الأحزاب والحركات والتكتلات والجماعات , إن الأصل فيهم أن لا يسوقوا الناس إلى التهلكة بعيداً عن الطريق والسبيل الذي بينه الله سبحانه وتعالى وأمر بوجوب اتباعه ,

ولكنَّ واقع هؤلاء الحكام أنهم قومٌ عَمُون !

لا يرون طريق النجاة الصحيح ,

ولا نبالغ إن قلنا أن منهم من يعرف الحق ولكنه يحيد عنه لمصالحه الشخصية الدنيوية ,

أو لعرَض من الدنيا قليل !

والصحيح أن أهل فلسطين اليوم لا يستطيعون تحرير فلسطين وحدهم , وهذا لا يعني أن يلجأ سادتهم وكبراؤهم إلى كيفيات وسبل وطرائق هي بحد ذاتها طرقٌ مهلكة تورد صاحبها ومن تبعه النار, والعياذ بالله , وهم يظنون أنهم يحسنون صنعاً !

أيها الإخوة العقلاء : هل صحيحٌ أن الأمة عاجزة عن السير في الطريق الصحيح المؤدي إلى النجاة والخلاص عجزاً حقيقياً ؟!

بمعنى أنها معدمة !

أم أن الأمة لا تسير حقيقة في الطريق الذي يؤدي بها حقاً إلى تحرير أرض فلسطين ؟!
أوتحرير أرض العراق ؟!
أو تحرير سائر بلاد المسلمين ؟!
أو إقامة الدين ؟!

أقولها بملىء فيَّ , لا والله ليست عاجزة , وليست مُعدمة ,

ولكنها لا تسير في الطريق الصحيح !

لماذا ؟ لأنه لا يتقدم الركب من يسير في الطريق المنجي الصحيح .

والطريق المنجي الصحيح هو الذي يؤدي إلى تحرير فلسطين وسائر بلاد المسلمين , وهذا لا يكون إلاَّ بزحف الجيوش , ولقاء جيش يهود وقتالهم وقتلهم , وهدم دولتهم وإبادتهم , واستئصال شأفتهم , بالقوة العسكرية ــ ليست دولة يهود وحسب , ــ وكفى الله المؤمنين القتال ــ بل جميع دول الكفر المستعمرة لبلاد المسلمين هذه هي الكيفية الصحيحة , وهي التي تؤدي إلى تحرير أرض فلسطين .

والسؤال الآن : هل يملك أهل فلسطين هذه الجيوش القادرة على دكِّ حصون يهود وإزالة وجودهم من فلسطين , والصحيح أنهم لا يملكون ,

إذن فأين الجيوش التي تستطيع أن تقوم بذلك ؟
إن الجيوش موجودة ,
والعتاد موجود ,
والسلاح موجود ,
والطاقة البشرية موجودة ,
والشباب المسلم المتعطش للجهاد , والتوِّاق للشهادة موجود ,
والعقيدة الصحيحة موجودة ,
والخير موجود في هذه الأمة ,

كيف لا يكون ذلك وقد وصفها ربها بالخيرية فقال : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )

ما المشكلة إذن ؟ المشكلة أن هذه الجيوش لا تتلقى أمراً تتحرك به لتحرير فلسطين , مع تحرقها لذلك , وهي في نفس الوقت لا تستطيع أن تأخذ هذا الأمر على عاتقها !

أتدرون لماذا ؟ لأن هذه الجيوش على رأسها حكام يَحجُبونها في دويلات ,

قسَّمها الكافر المستعمر ورسم حدودها , أصبحت فيما بعد منشداً ومطلباً , تـُبذل فيه الأرواح والأنفس والأموال والدماء في سبيل الحفاظ عليها , وهي ليست إلاَّ كيانات مصطنعة .

كما أصبح الدفاع عن حكام هذه الكيانات منشداً ومطلباً , بدل الذود عن أعراض المسلمين , ورد الصائل وحمل الدعوة للناس جميعاً عن طريق الجهاد .

إذاً, فالمعضلة أيها الإخوة الكرام: ليست في عجز الأمة عجزاً حقيقياً !

وإنما في سلبها إرادتـَها وقرارها من قِبل هؤلاء الحكام ,

وعليه فإن الكيفية الصحيحة ,

والطريقة الصائبة التي تنجي لا تكون إلاَّ بتغيير هؤلاء الحكام أولاً .

يتبع بإذن الله