عرض مشاركة واحدة
قديم 12-03-2007, 02:00 AM   رقم المشاركة : 2
مرحبا بالجميع
Band
 





مرحبا بالجميع غير متصل

الجزء الثاني والأخير

أيُّها المؤمنون ، أيُّها الموحدون : يقولُ صلواتُ ربِّي وسلامُهُ عليهِ : ( الدِّينُ النصيحة ُ، قلنا لمن يا رسولَ اللهِ ؟ قال : للهِ ولكتابهِ ولرسولِهِ ولأئمةِ المسلمينَ وعامَّتِـهم )

فواللهِ الذي لا إلهَ غيرُهُ , ما أنا لكم إلاَّ ناصحٌ أمينٌ ، أمَا سمعتـُم قولَ ربِّكُم : ( أفمن أسَّسَ بُنيانـَهُ على تقوى من اللهِ ورِضوان ٍخيرٍ، أمَّن أسَّسَ بنيانـَهُ على شفا جُرُفٍ هارٍ فانهارَ بهِ {109} ) التوبة . هذهِ الآية ُ الكريمة ُالتي تـُبيِّنُ القاعدة َالإلهية َالتي لا يجوزُ للمسلم ِالحيدَ عنها , أوِ الركونَ إلى سواها .

فاختر أخيَّ لنفسِكَ الخيرَ, فقد آنَ أوانُ المفاصلةِ بينَ الحقِّ والباطل ِ,

بينَ الطيبِ والخبيثِ , بينَ ما أسِّسَ على التقوى بُنيانـُهُُ ,

وبينَ ما رُفِعت على الباطل ِجُدرانـُهُ .

وصدقَ اللهُ : ( ويا قوم ِماليْ أدعوكُم إلى النجاةِ وتدعونني إلى النار{41} تدعونني لأكفرَ باللهِ وأشركَ بهِ ما ليسَ بهِ علمٌ وأنا أدعُوكُم إلى العزيزِ الغفار{42} ) غافر .

أيُّها الناسُ : أدعُوكم لدولةٍ لا تغيبُ الشمسُ عنها , وتدعونني لدويلـَةٍ لا ترى الشمس !؟

أدعُوكم لدولةٍ وَعَدَكُم بها ربُّـكُم , وتدعونني لدويلـَةٍ خطـَّهَا لكُم عَدُوُّكُم !؟

أدعُوكم لدولةٍ فرضٌ من اللهِ إقامَتـُهَا , وتدعونني لدويلـَةٍ آثمٌ من أقامَ بُنيانـَهَا !؟

أدعُوكم لدولةٍ تحفظ ُبَيضتـَكُم , وترعَى شأنـَكُم , وتدعونني لدويلـَةٍ بيدِ أعدائِـها ربقتـُهَا , ولا تملكُ سُلطانـَهَا !؟.

أدعُوكم لدولةٍ اللهُ مُؤيدُها وناصرُها , وتدعونني لدويلةٍ الشيطانُ وليُّها ولا ناصرَ لها !؟
أدعُوكم لدولةٍ خيراتـُها للمسلمينَ , وللذمِّيينَ لهم فيها نصيب , وتدعونني لدويلـَةٍ لا تملِكُ أرضَهَا , ولا سماءَهَا , ولا بحرَهَا , ولا تستطيعَ أن تستخرجَ ما في باطِنِـها من مياهٍ جوفيةٍ , وآبارٍ ارتوازيةٍ , ولا حتى رَكاز !؟.

أدعُوكم لدولةٍ تقيمُ حُكمَ اللهِ فيكُم , وتدعونني لدويلـَةٍ تطبقُ أنظمة َالكفرِ عليكم !؟ .

أدعوكم لدولةٍ آمنةٍ مُطمئنةٍ , تنشرُ الهُدى للناس ِكافة ً, وتدعونني لدويلـَةٍ أقصى أمانيها , أمنُ عَدُوِّكم !؟

أدعُوكم لدولةٍ أمرُ اقتصادها بيدِها , وتدعونني لدويلـَةٍ , تحيا على المساعداتِ الربويةِ واستجدائِـها منَ الدول ِ الأوروبيةِ المانحةِ , ومن أمريكا وإسرائيل !؟

فيا أهلَ التوحيدِ عامة ً, ويا أهلَ فلسطينَ خاصة ً, إن كنتم للحقِّ لا بدَّ مريدونَ , فوَالوا العالمينَ العاملينَ المخلصينَ وكثروا سَوادَهُم, لتحشروا معهُم في عليين, ولا تـُشارِكوا دعاة َالوطنيةِ والقوميةِ والعَلمانيةِ وأصحابَ الرأسماليةِ , فتبُوؤوا بإثمهم , فالبراءَ البراءَ , والنجاة َالنجاة َ, من هذا الشـَّرَك المُدَبَّر .

وصدقَ اللهُ العليُّ العظيمُ إذ يقول: ( فأيُّ الفريقين ِأحقُّ بالأمن ِإن كنتم تعلمون{81} ) الأنعام .

أيُّها الإخوة ُالعقلاءُ : يقولُ الرسولُ الأكرمُ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ محذراً المؤمنينَ : ( لا يُلدغ ُالمؤمنُ من جحرٍ واحدٍ مرتين )
فقد لـُدِغتم من حياتٍ الأرض ِمراتٍ ومرات ,

فهل من مُدَّكِـر !؟ وهل من مُعتبر!؟

فبادِرُوا الفرصة َقبلَ أن تكونَ الغـُصَّة َ,

فالحِرصَ الحِرصَ ,

والحَذرَ الحذرَ ,

والنجاة َالنجاة َ.

فأنتمُ اليومَ في سَعَةٍ , تتحللونَ بها منهم ,

وتبرَؤُونَ إلى اللهِ ,

فتحلـَّلوا وابرَؤوا , قبلَ أن يأتيَ اليومُ الذي يتبرأ ُفيهِ أولئكَ منكم ويتحلـَّلونَ,

فكونوا من الذينَ يقولونَ ربُّنا اللهُ ليستقيمَ أمرُكم , ويعلوَا شأنـُكُم ,

ولا تجعلوا منهم أرباباً من دون ِاللهِ أوثانا .

وصدقَ اللهُ : ( إذ تبرأ الذينَ اتـُّبعوامنَ الذينَ اتـَّبَعُوا ورَأوُا العذابَ وتقطـَّعَت بهمُ الأسباب{166} ) البقرة .

وكونوا ممن قالَ اللهُ فيهم : ( ربَّنا إننا سمعنا منادياً للإيمان ِأن آمنوا بربِّـكُم فآمنـَّا {192} ) آل عمران .

ولا تـُهلكوا أنفسَكُم باتباعِهم فتـُردُوهَا, واذكروا يومَ الفصل ِالمبين ِ, إذ أنتم وهُم بينَ يَدَي من لا تخفى عليهِ خافية ٌ, فيدعُوا للجنةِ أصحابَهَا , ويُسحبُ إلى النارِ أهلـَهَا ووقودَهَا .

فكونوا من أهل ِالجنةِ وأصحابـِهَا , ولا تكونوا الثانية َ فتـَهلكوا .

واعملوا مَعَ العاملينَ الذينَ نـَصَّبوا أنفسَهُم لحمايةِ عقيدَتِـهم , ويَصِلونَ ليلـَهُم بنهارِهِم لإعزازِ دينهم , وإعلاءِ شأنهِ وشأنكم , فلا يَكلـُّونَ ولا يَمِلـُّونَ , مُهطعينَ إلى ربِّهم مُخبتين , يرقبونَ نصرَهُ , ويحفظونَ أمرَهُ , ولا يُوالونَ أعداءَهُ , وعلى الله يتوكلون .

فلبوا نداءَ ربِّكُم , وأخبتوا لهُ , وكونوا عندَ حُسن ِظنِّ اللهِ بكم , واستجيبوا لندائِهِ الخالد : ( يا أيُّها الذينَ آمنوا استجيبوا للهِ وللرسول ِإذا دَعَاكُم لِما يُحييكُم ,واعلموا أنَّ اللهَ يحولُ بينَ المرءِ وقلبهِ وأنـَّهُ إليهِ تـُحشرون{23} ) الأنفال .

تم بحمد الله وفضله