الجزء السادس والأخير :
أيها الإخوة الأكارم : لا يُقالَّ أحدكم عمله الذي يبذله في سبيل دعوته إلى الحق ,
واعلم أخا الإسلام أنك لو دعوت أخاك في بيتك فأمرته بمعروف ونهيته عن منكر اعلم أن الله سبحانه وتعالى يؤتيك بفضل هذا ما قد وعد , وهو القائل : ( فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ .... {116} ) هود .
يقول تعالى ذكره : فهلا كان من القرون الذين قصصتُ عليك نبأهم في هذه السورة الذين أهلكتهم بمعصيتهم إياي , وكفرهم برسلي من قبلكم . { أولو بقية} يقول : ذو بقية من الفهم والعقل، يعتبرون مواعظ الله ويتدبرون حُججه ، فيعرفون ما لهم من الواجبات وما عليهم من الحقوق , كما وعليهم الإنكار على العصاة ليبرؤوا أمام الله { ينهون عن الفساد في الأرض } يقول : ينهون أهلَ المعاصي عن معاصيهم , وأهل الكفر بالله عن كفرهم به في أرضه. { إلا قليلا ممن أنجينا منهم } يقول : لم يكن من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا يسيرا ، فإنهم كانوا ينهون عن الفساد في الأرض ، فنجاهم الله من عذابه ، حين أخذ من كان مقيما على الكفر بالله عذابُه ، وهم أتباع الأنبياء والرسل , ثم الذين يلونهم , ثم الذين يلونهم , إلى قيام الساعة .
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول : ( الخيرُ فيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة ) .
فالنجاة َالنجاة َأيها المسلمون :
ولنرفع لواءً ,
ولنخط شعاراً ,
ثم لنحمل شمعة تنيرُ الطريق أمام التائهين في عتمة الليل البَهيم ,
وظلمة الدجى السَّخيم ,
وليقول كل منا : لا وربي !
لن ينال الكفار المستعمرون ولاءنا ,
ولن تحوز مواثيقهم مرضاتنا ,
ولن نعطي الدنية في ديننا .
ولنرفع علم التوحيد ,
وننادي لا شرقية ولا غربية , بل خلافة راشدة مهدية على منهاج النبوة ,
يكون فيها المسلمون أمة واحدة , تحت راية واحدة ,
وخليفة واحد , يكون فيها الخلاص لأهل فلسطين ,
وليكن صوتنا مدوياً حتى يعمَّ أرجاء الدنيا ,
ويخرج من حناجر المضطهدين ,
وأنـَّات المكلومين ,
صوتاً يزلزل من بسمعه صمم , وبقلبه درن .
حين ينادي المخلصون : هلموا وقوموا واعملوا معنا لخلاصنا وخلاصكم , لنحييَ به الموات ,
صوتاً يدعوا إلى إقامة دولة إسلامية , دولة الخلافة بقيام دولة الإسلام ,
لا صوتاً يدعوا إلى دولة فلسطينية في الأراضي المحتلة عام سبعةٍ وستين تنفيذاً لخطة أمريكية معدة من خمسينيات القرن الماضي .
وقد صارت اليوم مطلباً يمثل جُـلَّ مواقفنا السياسية , يعني الحد الأقصى للبرامج السياسية للقيادات والحركات والأحزاب الموجودة في فلسطين وما هي ؟ إقامة دولة فلسطينية عام سبعة وستين ,
نعم هذه خطة أمريكية ,
وهذا والله ليس إنجازاً سياسياً نرغبه أو نصراً نطلبه ,
وليس هدفاً أو شعاراً ,
ولا يمكن أن يكون ,
ولن يأتي بخير للمسلمين أبداً !
فالإنجاز والمطالبة ,
والهدف والشعار والراية التي نحب أن ترفع مطالبة أهل فلسطين بإقامة دولة خلافة إسلامية راشدة على منهاج النبوة في الأرض جميعها .
وفي الختام : نسأله تعالى أن يكون هذا اليوم قريبا بإذنه , وما ذلك على الله بعزيز .
اللهم انصر الإسلام والمسلمين , واعل بفضلك كلمة الحق والدين , وانصرهم على أعدائك أعداء أمتك أعداء الدين , واقض على الكفرة والمشركين .
اللهم انصر من كان لدينك ناصراً , واخذل من كان لدينك خاذلا , وقنا مولانا والمسلمين من الوقوع في كيد يهود الملاعين , وحقد أهل الصليب الضالين , ومكر الشيوعيين الملحدين ,
اللهم واجمع المسلمين هنا بفلسطين , وفي كل مكان وحين , أجمعهم على كلمة الحق المبين , ونسألك مولانا أن تولي أمورنا خيارنا , ولا تولها شرارنا ,
اللهم لا تجعل بأسنا بيننا شديداً , واجعل ثأرنا على من ظلمنا , اللهم سدد رمينا لصدور أعدائنا , ولا تجعله تجاه إخواننا .
وأذن مولانا بقيام دولة الخلافة على منهاج النبوة يا أكرم الأكرمين , اللهم اجعلنا ممن يقولون فيصدقون , ويعملون فيحسنون , ويدعون فيخلصون , ثبت اللهم أقدامنا , وأنزلن سكينة علينا , واشدد بملائكتك أزرنا, واجعل الدائرة لنا , ولا تجعلها علينا .
اللهم نصرك اللهم دينك , اللهم نصرك اللهم دينك , اللهم نصرك اللهم دينك
اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين ,
ربي , رب العالمين .
ـــــــــــــــــــــــــ
تمَّ بحمد الله ورعايته