عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-2007, 12:24 AM   رقم المشاركة : 17
مرحبا بالجميع
Band
 





مرحبا بالجميع غير متصل

الجزء الخامس :

فكيف بالله عليكم ببضع وخمسين عبداً يحكمون بغير ما أنزل الله !!!

ويحتكمون للطاغوت , وهم والله العبيد والنواطير لحماية الكفار المستعمرين , والحفاظ على مصالحهم والدفاع عنهم .

وبناء على ما تقدم فوالله لن يرضى الله عنا إن سكتنا عنهم ورضينا بحكمهم .

ولن ينصرنا إن بقوا على كراسيهم التي يتشبثون بها , حتى أضحت بالنسبة إليهم بمنزلة الروح من الجسد .


وأما مفهوم الحديث الثاني : فهو ينصُّ على وجوب وحدة الأقاليم الإسلامية , وتحريم فرقتها وجعلها دولاً أو دويلات عديدة , من جمهوريات ومشيخات ومملكات وسلطنات ! بناء على أمر من الكفار المستعمرين .

وهذه كلها ليست كما أراد الله للمسلمين من وحدة فكرية , ووحدة شعورية .

وقد سبق ذلك كلـَّه وحدة العقيدة التي تجمع المسلم التركي مع أخيه المصري , والحجازي مع الباكستاني , والفلسطيني مع اليمني , يفرح لفرحه , ويغضب لغضبه , ويتألم لألمه , كيف لا يكونون كذلك وقد وحدتهم عقيدتـُهم , تحت راية لا إله إلاَّ الله محمد رسول الله .

ثم كيف لا يكونون كذلك وهم يعون قول نبيهم الهادي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وقد قال: ( لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى ها هنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) .

نعم أيها الإخوة الكرام : يجب أن نعمل على توثيق علاقاتنا مع الأمة من أجل تحريضها تحريضاً صريحاً مباشراً علنياً ليتمردوا على حكامهم , ويُطيحوا بحكوماتهم القائمة في جميع بلاد المسلمين من أجل توحيدها , وتسيير الجيوش لتحرير فلسطين والعراق , وتطهير سائر البلاد المستعمرة القديم ِمنها والحديث .

نعم هذا هو الصوت الذي يجب أن يكون في ميثاقنا , وأن يخرج من أرضنا صوتاً مسموعاً في الأمة .

إخوتي في الله وأحبتي : لقد أكرمني الله وأنعم علي بزيارة لبيتهِ الحرام قبل سنوات , وقد اجتمعت خلال تلك الزيارة بشيخ وقور تظهر على مُحياه سمة ُالصالحين , وقد كان قدِمَ للحج من بلاد بعيدة , ثم سألني بعدما تناولنا أطراف الحديث فقال : من أي البلاد أنت أخي الكريم ؟ فقلت : من بيت المقدس , وهنا ! هالني ما رأيت من شدة بكائه وغزارة دمعه وقد بكى حتى ابتلـَّت لحيته , ثم أخذ يتملس بي وكأنني ولي من أولياء الله الصالحين , ثم ضمني إليه ضماً عنيفاً , كمن يودع عزيزاً يخشى إن فارقه أن لا يلقاه , ولم يَمكـِّني من تركه حتى أقسم علي أن أصليَ ببيت المقدس ركعتين هبة ًله , واستحلفني بأن أدعو الله له بخير حال عودتي لبيت المقدس . هذا الموقف وأمثاله قد حصل مع الكثيرين غيري , أتعلمون لماذا كلُّ هذا ؟ لأن أهل بعض البلاد الإسلامية عندما يلتقون بزوار من أهل فلسطين في الحجِّ أو العُمُرةِ مثلاً , فإن أهل تلك الأقاليم إذا ما قدَّمُوا لأهل فلسطين طعاماً وأكل أهل فلسطين منه جاؤوا إلى فضل طعامهم , فجعلوه في أوعية ليطعموا منه أبناءَهم

فهم يرون في أهل فلسطين أنهم : أهل الرباط , وأهل الثغور, وأحفاد الصحابة , وأهل الجهاد في يهود ألدِّ أعداء الله في الأرض ,

ولكن ومقابل هذا كله !

ما الذي قدمناه نحن ؟

هل قدمنا صورة مشرقة للأمة في هذه الأيام كعهدهم بنا دائماً ؟!

أنظروا ماذا قدمنا : صراع على سلطة لم نتمكن منها بعد , لا توجد لنا دولة !

ولا حكومة !

ولا رئاسة حقيقية أبداً ,

كما ولا يوجد لنا سلطان على أرضنا التي لم يتم تحريرها بعد ,

ونحن نتفاوض عليها مع يهود ,

والأصلُ فينا إذا كان الناس ينظرون إلينا نظرة خاصة فيها الشجى والشـِّيَم فيجب أن نكون عند حُسن الظن بنا , كيف لا نكون كذلك ونحن كالشامة في الجسد , ويجب علينا أن يكون صوتنا صوتاً خاصاً ذا نكهة مميزة , وأن يكون نبراساً يهدي الأمة إلى الطريق السوي الداعي إلى الإنقضاض على الحكام العملاء وإزالة عروشهم , واجتثاثهم من جذورهم , صوت يخرج من بيت المقدس ينادي الأمة والجيوش وأهل القوة والمنعة والحركات والجماعات والتكتلات وجميع الأطياف , يناشدونهم العمل مع العاملين المخلصين من أبناء المسلمين ليقيموا الدولة الإسلامية التي وَعَدنا الله ورسولـُه بها , لتتوحد تحت رايتها بلاد المسلمين حتى تتمكن من تجييش الجيوش والقضاء على كيان يهود , وأمريكا وحلفائهم , وتطردهم من بلادنا شرَّ طردة , مذلولين خائبين وخاسرين, وتقضي كذلك على مصالح أمريكا وبريطانيا وفرنسا وسائرِ بلاد الكفار المستعمرين في بلاد المسلمين .


نعم أيها الإخوة الأفاضل : هذه هي المواثيق التي يجب أن نجتمع عليها .

وفيها بند هام أساسي بحرمة المسلم على المسلم وحرمة إهراق دمه , لقوله صلى الله عليه وسلم : ( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وأن لا يُظن به إلاَّ خيرا ) .

هذا ما يجب أن يكون في ميثاقنا إيماناً وعملا , أنقتل بعضَنا على ما يريد الكفار منا أن نقتتل فيه ؟! عوضاً عن أن نرجع إلى كتاب الله القويم , وتطبيق ميثاق رسوله الكريم ,

وليكن في هذا الميثاق : تحريمٌ للرشوةِ في الدين , ولذلك يحرم على أهل فلسطين في ميثاقهم الذي ندعوكم إليه , أخذ أي دعم مادي خارجي يكون رشوة في الدين , من مثل ما تقدمه الدول الأوروبية وأمريكا , فهو رشوة في الدين وتسييرٌ لمصالح الكفار المستعمرين , وصدق الله العلي العظيم إذ يقول : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ {36}) الأنفال .

ومحظور علينا أن نأخذ المال حتى من الدول العربية التي تقدم لنا الدعم ليس حباً في الله !

وإنما مقابل تنازلات سياسية ومفاوضات ,

واعتراف بحق يهود في الوجود ,

وهذا من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ,

فهل نحن أهل فلسطين آخذون بدورنا ؟ !


ـــــــــــــــــــــــــ

يتبع بإذن الله