هنا جوهر الموضوع الذي نوعا ما قد لفت انتباه ( جريحة الأيام )
لو كانت تريد إسداء نصيحه عامه لتقبلها كل شخص منا على الرحب والسعه
وما أجمل النصيحه إن كانت لوجه الله .
ولكن المدهش والغريب أن الأخت تريد منا المساواه بين الشاب والشابه في ذنب
لا يغفر له العرف المتبع..
فهل كانت خطئية الشابه كخطئية الشاب نعم كان العقاب من الشارع واحدا ..
ولكن ما الحكمه من هذا وذاك...
فجر .... ( الرجل لا يعيبه شي ) نعم الرجل لا يعيبه شي حتى وإن اقترف ما اقترف
في دنياه..
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها
كفى المرء نبلا ان تعد معايبـــــه
تريد الأخت الفاضله أن يستر الرجل ما رأه من المرأه بل أقسم أن لو ما رأه كان
حقيقة لا هزل لأصابه ما آصابه في ليله يتمنى أنه قدم ما قدم فيها ومن أجلها
ضعف ما قدم ليتحاشى الوقوع في مثل هذا الظرف؟
الرجل حينما يريد أن يتزوج فهو هنا يريد أن يستر نفسه وإن كان ما فعل علمه عند
الله فهذه حكمه من الله لا إعتراض عليها..
أختي العزيزه انتي الآن في زمن لو أشتـّم الرجل فيه رائحه لإمرأه تجنب الوقوع
في شرك الإرتباط بها فما بالك بالفاجعه وأن يرى ما يراه فيها ؟
لم تضع الجنه تحت أقدام الأمهات عبثا او هزلا إلا لحكمه إلاهيه فهل هذا هو حال
المرأه التي يود الأرتباط بها المرأه التي في يوم ٍ من الأيام تريد ان تربي أبنائها
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعبا طيب الأعراق
الأم روض إن تعهده الحيا
بالري أورق ايما إيراق
الأم استاذ الأساتذة العلى
شغلت مآثرهم مدى الآفاق
تقولين العقاب واحد ‘ نعم العقاب واحد ولكن لماذا فرق الشارع بين المرأه والرجل
لماذا أمر المرأه بالمكوث في تربية أبنائها وستر نفسها قبيل زواجها وبعده
لماذا امرها بإن تلزم البيت وأن تستتر بالحجاب ..
هنا فقط تستطيعين التفريق بين خطيئة الرجل التي تغفر لا دينا ولكن ديدنا ً اقتضاه
الزمان .
الرجل عزيزتي وكما قالت ..وإن لم يكن له غشاء بكاره؟؟؟
فهذا ما يساعده على اقتراف ذنبه الذي وإن هــم بالقيام فيه لا يعلمه إلا الله
ولكن هل المرأه التي كانت على علم بخلقتها وبتكوينها الذي اقتضاه الله لها
هل منعها من القيام بما قامت به!!!
وفي الحديث النبوي حينما ســُئل رسول الله / من احق الناس بصحبتي يا رسول الله
(قال أمك ‘ قال ثم من ‘ قال : امك قال : ثم من قال: أمك قال ثم من قال: ثم ابوك)
لو كنتي على ابعاد فكر يستحثك بإستنتاج شي من هذا الدليل لعلمتي اختي العزيزه
إن المرأه نتاج صبرها واحتسابها الأجر وثبورها في تربية أبنائها وحمل مشقة النصب
والألم كانت تستحق شي كهذا الشرف العظيم الذي لم يكن ليقوله رسول الله عليه الصلاة
والسلام إلا إنصافا لما اقتضته الحكمه الآلهيه لها وأن لها لفي الآخره لثواب من عند الله
واجر عظيما...
عزيزتي هناك أمور لا داع ِ لمناقشتها أنا هنا لا أبرئ ساحة الرجل وكما قلت لو كانت
الآنسه قد قالت ما قالت نصحا دونما ذكر لمساواة بين الرجل والمرأه في شي لا يتقبله العقل
والفطره الإنسانيه لكان أجدى بنا معشر الشباب تقبل ذلك راغمي الأنوف..
ولكن خان من كتب شي كهذا أن إسداء النصح لا يأتي بإثاراة ما يعارضه الناصح
وإنما يأتي من قلب مؤمن يؤمن بإن النصيحه لله ولرسوله ولكافة المؤمنين دونما
ميل وزيغ عن مقصد شريف حياله يكون الضمير الحي كما هو .
والمرأه إن كانت تود العيش بالرضا وبالسعاده وأن تحيا لتعيش أما صالحه فلا عليها
صدقيني .. سوى الصبر ثم الصبر وإن لم يكن لها في مثل هذا من شي فتحتسبه لله جل في
علاه..
وصدقيني إن المرأه أينما كانت وأينما حلت لن تقوم بكيان أسره ورعايتها وتكوينها
إلا إن كانت بالفعل تستحق مثل هذا الشي
أولا : إيمانا بها أن من ترك شي لله عوضه الله خير منه وإنها ليست كالرجل فوزر ٍ
قدره الله أن لا يندس عن عين الحقيقه والخليقه ليس كالوزر الذي إن لم يــُبصر بقى حكمة
من الله ما بقيت السماء في جوف صاحبه ..
ثانيا: أن الجنه قد جثت تحت أقدامها وما هو إلا تبيانا بما قدره الله لها من العناء والمشقة ِ
لها التي لا يراد معها إلا يقينا بذالك وبذلا لهذا الشي لكي تصبو وتنال المرتبة التي حـــُق لها
أن تتصف بها ..
وإن كان ( فجر ) ما قاله الإخوان ينم عن قلة وعي وحداثة فكر ومشاركات عديمة الجدوى
فهذا من شأنك ولكن تأكدي ان ما قاله معظمهم لهو عين الصواب..
وانا هنا قلت ما اعرفه . قد يساور بعضه الخطأ ولكن ماهي إلا اجتهادات إن خابت بعضها
حسبي ان ما تبقى منها كان في مكانه الصحيح..
وكما قال الله تعالي
( كل نفس ٍ بما كسبت رهينه) فالله وحده هو من يعلم السرائر وهو من سيقف العباد في يوم ٍ
من الأيام أمامه ويحاسبون بكل ما أقترفوه وكما قال ايضا
( ومن يعمل مثقال ذرة ٍ خير يره ومن يعلم مثقال ذرة ٍ شرا يره )
اسأل الله أن يعطي كل منا على قدر نيته وهو على ذالك لقدير.
أخوكم: هجير الشتاء