عرض مشاركة واحدة
قديم 07-02-2007, 09:07 PM   رقم المشاركة : 5
رحيق العزة
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية رحيق العزة
 





رحيق العزة غير متصل

السلام عليكم

تتمة للموضوع بحول الله :

خامساً: حديث عقر دار المؤمنين بالشام:
أخرج ابن حبان في صحيحه تحت باب: ذكر البيان بأن الشام هي عقر دار المؤمنين في آخر الزمان: أخبرنا أبو يعلى حدثنا داود بن رشيد حدثنا الوليد بن مسلم عن محمد بن مهاجر عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير عن النواس بن سمعان قال. . . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‹‹. . .وعقر دار المؤمنيـن الشام››.
وأخرجه أحمد من حديث سلمة بن نفيل قال: حدثنا الحكم بن نافع قال حدثنا إسماعيل بن عياش عن إبراهيم بن سليمان عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير أن سلمة بن نفيل أخبرهم أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال. . . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم. . . ألا إن عقر دار المؤمنيـن الشام. .
وأخرجه الطبراني في الكبير قال: حدثنا ورد بن أحمد بن لبيد البيروتي حدثنا صفوان بن صالح حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا محمد بن مهاجر أن الوليد بن عبد الرحمن حدثه عن جبير بن نفير عن سلمة بن نفيل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‹‹عقر دار الإسلام بالشام››. قال الهيثمي رواه الطبراني ورجاله ثقات.
هذا الحديث يرويه خمسة من تابعي التابعين عن اثنين من التابعين عن اثنين من الصحابة. ويقتضي صدق المخبر أن يكون الحديث عن عقر دار الإسلام الثاني لا عن عقرها الأول. إذ عقر الدار وسطها وأصلها، وعقر الدار الأولى كانت المدينة المنورة، وهذا يقتضي أن يكون المراد هنا عقر الدار الثانية.

سادساً: حديث نزول عيسى بن مريم عليه السلام:
أخرج مسلم في صحيحه: حدثنا زهير بن حرب حدثني الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن نافع عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ‹‹كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم وإمامكم منكم؟››.
وفي رواية عند مسلم: حدثنا الوليد بن شجاع وهارون بن عبد الله وحجاج بن الشاعر قالوا حدثنا حجاج وهو ابن محمد عن ابن جريج قال أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ‹‹. . فينـزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم تعال صلّ لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله لهذه الأمة››.
وفي رواية عند مسلم أيضاً قال: حدثني حرملة بن يحي أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني نافع مولى أبي قتادة الأنصاري أن أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‹‹كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم؟››
أخرج البخاري قال: حدثنا ابن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب عن نافع مولى أبي قتادة الأنصاري أن أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‹‹كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم›› تابعه عقيل والأوزاعي.
وأخرج ماجة في سننه قال: حدثنا علي بن محمد حدثنا عبد الرحمن المحاربي عن إسماعيل بن رافع أبي رافع عن أبي زرعة السَّيباني يحي بن أبي عمرو عن عمرو بن عبد الله عن أبي أمامة الباهلي قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‹‹. . . وإمامهم رجل صالح فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى بن مريم الصبح، فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى ليتقدم عيسى يصلي بالناس، فيضع عيسى يده بيـن كتفيه ثم يقول له تقدم فصل فإنها لك أقيمت فيصلي بهم إمامهم››.
وأخرج أحمد في المسند قال: حدثنا عثمان بن عمر حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن نافع مولى أبي قتادة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ‹‹كيف بكم إذا نزل فيكم عيسى بن مريم وإمامكم منكم؟››. وفي رواية عند أحمد: ‹‹فيتقدم أميرهم فيصلي››.
وعند الطبراني: ‹‹فيقول له الناس يا روح الله تقدم فصل بنا فيقول إنكم معاشر أمة محمد أمراء بعضكم على بعض فتقدم أنت فصلّ بنا فيتقدم الأمير فيصلي بهم. . ››.
وأخرج ابن الجارود في المنتقى: حدثنا محمد بن يحي قال حدثنا حجاج بن محمد قال: قال ابن جريج أنبأني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ‹‹. . فينـزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم تعال صل لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمير لتكرمة الله هذه الأمة››.
وأخرج الحاكم في المستدرك: أخبرني الحسن بن حكيم المروزي حدثنا أحمد بن إبراهيم الشذوري حدثنا سعيد بن هبيرة حدثنا حماد بن زيد عن أيوب السختياني وعلي بن زيد بن جدعان عن أبي نضرة قال أتينا عثمان ابن أبي
العاص. . . فقال عثمان رضي الله تعالى عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ‹‹. . .فينحاز المسلمون إلـى عقبة أفيق. . . فينـزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم عند صلاة الفجر، فيقول له إمام الناس تقدم يا روح الله فصلّ بنا فيقول إنكم معشر هذه الأمة أمراء بعضكم على بعض تقدم أنت فصل بنا فيتقدم فيصلي بهم. .››. قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم لم يخرجاه. هذا الحديث بطرقه المختلفة رواه أربعة عشر من تابعي التابعين عن ثمانية من التابعين عن أربعة من الصحابة.
والإمام الذي يصلي رجل صالح وهو أمير كما صرحت به بعض الروايات، وهل هو إمام بمعنى خليفة أم لا احتمالان، لكنه أمير على كل حال، وأمير صالح يصلي بالناس كما هي السنّة، مما يدل على أنه يحكم بالإسلام متقيد به، هذا إذا لم يكن إماماً بمعنى خليفة.

سابعاً: حديث العدل والجور:
أخرج أحمد في المسند قال: حدثنا أبو أحمد حدثنا خالد عن نافع عن معقل بن يسار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‹‹لا يلبث الجور بعدي إلا قليلاً حتى يطلع فكلما طلع من الجور شيء ذهب من العدل مثله حتى يولد في الجور من لا يعرف غيره. ثم يأتي الله تبارك وتعالـى بالعدل فكلما جاء من العدل شيء ذهب من الجور مثله حتى يولد في العدل من لا يعرف غيره››. قال الهيثمي: فيه خالد بن طهمان وثقه أبو حاتم والرازي وابن حبان وقال يخطئ ويهم وبقية رجاله ثقات.
وقال الشافعي في أحكام القرآن عند تفسير قوله تعالى: ﴿أن تحكموا بالعدل﴾ : اتباع حكمه المنـزل.
هذا الحديث رواه واحد من تابعي التابعين عن اثنين من التابعين عن صحابي واحد. وهو يدل على أنه سيأتي على الناس زمان يحكمون فيه بالإسلام لا يخالطه غيره، بعد أن يمر عليهم زمان يحكمون فيه بغير ما أنزل الله صرفاً لا يخالطه من الإسلام شيء. فكل حكم بغير الإسلام جور وكل حكم به عدل. وقد ولد في الجور من لا يعرف غيره، وسيأتي الله سبحانه بالعدل، أي بالدولة الإسلامية التي تحكم بما أنزل الله لا تخلط بالعدل غيره.
ولا يقال إن العدل سيأتي بالتدريج، وأنه يمر على الناس زمان يحكمون فيه بخليط من العدل والجور، ثم ينقى العدل من الجور حتى يكون عدلاً محضاً لم يشب، لا يقال هذا لأن العدل لا يجتمع مع الجور ولا يسمى حينئذ عدلاً، فالحاكم الذي ينهب الملكية العامة ثم يقطع يد السارق لا يسمى قطعه هذا عدلاً، والحاكم الذي يأذن بوجود أحزاب تدعو إلى العبادات وطباعة كتب الثقافة الإسلامية ولا يأذن بوجود أحزاب إسلامية سياسية لا يعتبر فعله عدلاً، والحاكم الذي يشتري الأسلحة من الكفار ويمنع تصنيعها في بلاد المسلمين لا يعتبر شراؤه عدلاً. والحاكم الذي يشجع على إحياء الأرض الموات ويأذن بأخذ القروض الربوية لا يسمى تشجيعه عدلاً. والحاكم الذي يبيح الاختلاط والخلوة ويأذن بخروج النساء كاسيات عاريات وبسفرهن مع غير المحارم ثم يقيم حد الزنا لا تسمى إقامته للحد عدلاً. فالعدل يمكن أن يأتي بالتدريج في الأمكنة لا في ماهيته وأحكامه، فكلما انضم أو ضم قطر جاءه العدل وذهب عنه الجور.

ثامناً: حديث خليفة آخر الزمان:
أخرج مسلم في صحيحه: وحدثني زهير بن حرب حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا أبي حدثنا داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد وجابر بن عبد الله قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‹‹يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال ولا يعده››.
وفي رواية عند مسلم: حدثنا زهير بن حرب وعلي بن حجر واللفظ لزهير قالا: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن الجريري عن أبي نضرة قال: كنا عند جابر بن عبد الله فقال: يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم، قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل العجم يمنعون ذاك، ثم قال: يوشك أهل الشام أن لا يجبى إليهم دينار ولا مدي، قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل الروم، ثم سكت هنية ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‹‹يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثياً لا يعده عدداً›› قال قلت لأبي نضرة وأبي العلاء: أتريان أنه عمر بن عبد العزيز؟ فقالا: لا. وحدثنا ابن المثنى حدثنا عبد الوهاب حدثنا سعيد يعني الجريري بهذا الإسناد نحوه.
وفي رواية عند مسلم أيضاً: حدثنا نصر بن علي الجهضمي حدثنا بشر يعني ابن المفضل وحدثنا علي بن حجر السعدي حدثنا إسماعيل يعني ابن علية كلاهما عن سعيد بن يزيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‹‹من خلفائكم خليفة يحثو المال حثياً لا يعده عدداً›› وفي رواية بن حجر: ‹‹يحثي المال››. وأخرج أبو يعلى في مسنده بإسناد رجاله ثقات إلا محمد بن دينار فإنه لا بأس به قال: حدثنا أبو خيثمة حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا محمد بن دينار عن أبي مسلمة سعيد بن يزيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال: وذكر الحديث.
وأخرج أحمد قال: حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وذكر الحديث.
وفي رواية عند أحمد: حدثنا خلف بن الوليد حدثنا عباد بن عباد حدثنا مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري وذكر الحديث مرفوعاً.
وفي رواية عند أحمد أيضاً: حدثنا عبد الصمد حدثنا أبان حدثنا سعيد بن يزيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري ورفع الحديث.
هذا الحديث يرويه اثنا عشر من تابعي التابعين عن خمسة من التابعين عن صحابيين، وهو يدل بمنطوقه على أنه يكون في آخر الأمة أو في آخر الزمان خليفة. وهذا لا يمنع وجود غيره فهو خليفة من خلفاء آخر الزمان.

تاسعاً: حديث مهاجر إبراهيم والهجرة بعد الهجرة:
أخرج أبو داود في السنن: حدثنا عبيد الله بن عمر حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ‹‹ستكون هجرة بعد هجرة فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم. .››.
وأخرجه الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه: أخبرني أحمد بن محمد بن سلمة العتري حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي حدثنا عبد الله بن صالح حدثنا موسى بن علي بن رباح قال سمعت أبي يقول: . . .قال أبو هريرة حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وذكر الحديث.
وأخرجه أحمد في مسنده قال: حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وذكر الحديث.
هذا الحديث رواه على الأقل خمسة من تابعي التابعين عن ثلاثة من التابعين عن اثنين من الصحابة. وهو يدل على أنها ستكون هجرة إلى الشام بعد الهجرة إلى المدينة، والهجرة هي الخروج من دار الكفر إلى دار الإسلام، وكان الخروج في المرة الأولى إلى المدينة وسيكون الخروج في المرة الثانية إلى الشام. يؤيد هذا الفهم حديث عقر دار الإسلام.

عاشراً: حديث الغرباء النـزاع من القبائل:
أخرج مسلم في صحيحه: حدثنا محمد بن عباد وابن أبي عمر جميعاً عن مروان الفزاري قال ابن عباد حدثنا مروان عن يزيد يعني ابن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‹‹بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء››.
وأخرجه ابن ماجة: حدثنا حرملة بن يحي حدثنا عبد الله بن وهب أنبأنا عمرو بن الحارث وابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وذكر الحديث. قال الألباني حسن صحيح.
وفي رواية عند ابن ماجة: حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي اسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‹‹إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء، قيل ومن الغرباء؟ قال: النـزاع من القبائل››.
وفي رواية عند ابن ماجة أيضاً: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم ويعقوب بن حميد بن كاسب وسويد بن سعيد قالوا حدثنا مروان بن معاوية الفزاري حدثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث.
وأخرجه الترمذي من طريقين وقال حسن صحيح فيهما:
الأولى: حدثنا أبو كريب حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي اسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث ثم قال وفي الباب عن سعد وابن عمر وجابر وأنس وعبد الله بن عمرو.
الثانية: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ‹‹إن الدين ليأرز إلـى الحجاز كما تأرز الحية إلـى جحرها وليعقلن الدين من الحجاز معقل الأورية من رأس الجبل، إن الدين بدأ غريباً ويرجع غريباً فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من بعدي من سنتي››.
وأخرجه أحمد قال: حدثنا عفان حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا العلاء عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث.
أسانيد هذه الأحاديث التي تتبعتها فيها سبعة من الصحابة وتسعة من التابعين وتسعة من تابعي التابعين. ووجه الاستدلال به على ما نحن فيه أنه يخبر عن رجوع الإسلام وعودته كما بدأ، ورجوع الإسلام يعني رجوع دولته وإلا فالإسلام موجود والمسلمون موجودون إلا أنه غائب عن حياتهم.
وخلاصة القول أن الخبر عن رجوع دولة الإسلام وأنها كائنة، هذا المعنى قد تواتر، فقد رواه على الأقل خمسة وعشرون صحابياً، ورواه عنهم تسعة وثلاثون تابعياً ورواه عنهم اثنان وستون من تابعيهم، ممن يؤمن تواطؤهم على الكذب، وبهذا يثبت التواتر المعنوي. على أن هناك أحاديث وآثار في الباب لم تعد الحاجة قائمة للتفصيل فيها لثبوت التواتر المعنوي بما ذكر.
منها ما أخرجه الحاكم وصححه من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وذكر عنده الدجال فقال: [تفترقون أيها الناس لخروجه على ثلاث فرق. . . وفرقة تأخذ شط الفرات يقاتلهم ويقاتلونه حتى يجتمع المؤمنون بقرى الشام].
ومنها ما أخرجه الحاكم وصححه عن أبي شريح: [. . .فسمعت من يقول إنهم اثنتا عشرة غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً فيجتمع المسلمون إلى صاحبهم ببيت المقدس].
ومنها عند ابن عساكر ولم أخرّجه عن ميسرة بن جليس عنه صلى الله عليه وسلم: ‹‹هذا الأمر ـ يعني الخلافة ـ كائن بعدي بالمدينة ثم بالشام ثم بالجزيرة ثم بالعراق ثم بالمدينة ثم ببيت المقدس، فإذا كانت ببيت المقدس فثم عقر دارها ولن يخرجها قوم فتعود إليهم أبداً›› وأظن أن المقصود بالمدينة الثانية مدينة هرقل.
ومنها عند ابن عساكر ولم أخرجه أيضاً عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ‹‹يكون في بيت المقدس بيعة هدى››.
ومنها عند الحاكم وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ‹‹إذا وقعت الملاحم خرج بعث من الموالي من دمشق هم أكرم العرب فرساً وأجوده سلاحاً، يؤيد الله بهم الدين››.
وأخرج الحاكم وصححه من حديث عبد الله بن عمرو قال: يأتي على الناس زمان لا يبقى فيه مؤمن إلا لحق بالشام.
فالسعيد من بادر إلى العمل مع العاملين لقيامها، وأخلص عمله لله، لعل الله يتقبل منه فيكون من الغرباء النـزاع الذين يغرسهم الله لهذا الدين، والشقي من والى الكفار والمنافقين في صدهم عن هذا السبيل، والخاسر من أتبع نفسه هواها ووقف متفرجاً ينتظر على من تدور الدائرة.
---------------------------
عن الوعي

http://www.al-waie.org/

أختكم في الله رحيق العزة







التوقيع :
http://www.azeytouna.net/


سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

ولا حول ولا قوة إلا بالله